المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

عبد اللّه بن عبّاس
2023-03-06
حامض الليبويك Lipoic acid
2023-11-20
الضيف لا يصوم تطوعاً إلّا بإذن مضيفه
13-12-2015
إن دعوة أفراد الأسرة الواحدة أحدهما للآخر وعليه مجابة لامحالة
2024-05-06
أنواع الرصف Pavement Types
21-1-2023
المقابر الملكية وتطورها.
2024-06-02


إرواء عطش القدرة  
  
660   08:49 صباحاً   التاريخ: 2024-05-16
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 191 ــ 193
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-04 1072
التاريخ: 2024-09-28 166
التاريخ: 27/10/2022 1409
التاريخ: 4/9/2022 1582

إن الشاب أو الكبير الذي يريد أن يتحكم في محيط العائلة. و (العمدة) الذي يريد أن ينشر سيطرته على القرية، والمدير الذي يريد أن يظهر رئاسته على العمال والموظفين، والشخص الذي يريد أن يرأس (محلته) أو مدينته، وكل شخص يريد إظهار رغبته في (الرئاسة).. كل ذلك إنما من أجل إطفاء

شعلة التعطش للقدرة والتفوق، ومتطلبات غريزة القدرة في نفسه.

والجدير بالملاحظة أن بعض الأفراد في العائلة والمجتمع لديهم شروط القيادة، وهؤلاء نتيجة لياقتهم وجدارتهم، أو بفعل الأحوال والظروف التي تكون لصالحهم يمسكون مباشرة بعنان السلطة، فيشبعون غريزة السيطرة في نفوسهم. والبعض الآخر لا يجدون في أنفسهم الشروط اللازمة فيلتحقون بأصحاب السلطة، فيقوون أنفسهم عن هذا الطريق، ويرضون غريزتهم.

أحياناً يسعى الشبان والأطفال، في محيط العائلة، ولكي يكتسبوا القدرة، إلى جلب انتباه واهتمام الأشخاص الأقوياء في العائلة وذلك عبر كسب رضاهم بإطاعتهم ليكونوا عضداً لهم، فيشبعون بذلك غريزتهم في القوة والاقتدار.

وأحياناً أخرى، يسعى بعض الأفراد، في المجتمع، وكي يحققوا السيطرة المحلية، أو النقابية، أو الإنتصار في الشؤون الإجتماعية، والشؤون الاخرى المماثلة، يلتجئون إلى اصحاب السلطة، وعن طريق إطاعة هؤلاء يصلون إلى السلطة.

قادة وأتباع:

(تظهر غريزة السيطرة على شكلين متمايزين، إما أن تظهر بشكل (بارز وواضح) في القادة، وإما أن تظهر بشكل (ضمني مغلق) من خلال الأتباع. فعندما يطيع أتباع قائدهم برضى، فإنما لكي يحصلوا تحت قيادته على القدرة التي يتمنونها، يعني، في الحقيقة، تأمين منافعهم المادية أو رغباتهم النفسية عبر ذلك القائد، وهناك الكثير من الأشخاص الذين لا يرون في أنفسهم الجدارة في قيادة بني جنسهم، ولهذا السبب يبحثون عن قائدٍ لهم له شروط التفوق نظراً لتدبيره وشهامته) (1).

حب السيطرة:

الإنسان يحب السيطرة والقوة، ويكره الضعف والعجز، وغريزة السيطرة موجودة لدى كل إنسان، والجميع يسعون في سبيل إشباعها.

وغريزة القدرة، كباقي الغرائز، عمياء ولا تشعر، ولا تفهم العدل والإنصاف ولا تدرك معنى للفضيلة والأخلاق، وإنما تطلب إشباع نفسها، وفي سبيل الوصول إلى هذا الهدف فهي لا تعرف حداً ولا حدوداً، ولو كانت هذه الغريزة القوية حرة وأطاعها الإنسان بلا قيد أو شرط لتعرض المجتمع للفوضى والاضطراب، ولتغلب الأقوياء على الضعفاء، ولحطم المقتدرون الكبار الصغار عن غير حق، ولتعرض الناس للعدوان ونزلت بحقهم الجرائم. وفي مثل هذه الظروف تصبح الحياة صعبة، لا تطاق، وتنزل المصائب الكبيرة والآلام التي لا يمكن تعويضها، بالمجتمعات البشرية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ كتاب القدرة، ص 35. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.