المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ربنا وآتنا ما وعدتنا على‏ رسلك}
2024-04-28
ان الذي يؤمن بالله يغفر له ويكفر عنه
2024-04-28
معنى الخزي
2024-04-28
شروط المعجزة
2024-04-28
أنواع المعجزة
2024-04-28
شطب العلامة التجارية لعدم الاستعمال
2024-04-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإمام المهدي (عليه السلام) ومنطقة الشام  
  
1498   06:50 مساءً   التاريخ: 2023-08-24
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 527- 536
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /

تتداخل أحداث الظهور بين منطقة وأخرى مما يستدعي في بعض الأحيان تكرارا لأمور جرت في منطقة ثم إعادتها في أحداث منطقة أخرى ، والسبب في ذلك هو تحركات البعض كالسفياني الذي يكون له دور في أحداث منطقة الحجاز وكذلك العراق وإيران والشام ، وهذا ما يفرض علينا أن نذكر هذه التحركات من سائر الأنحاء .

وفي ما يتعلق بمنطقة الشام وما يجري فيها من تطورات فإن العنوان العام الذي يمكن وضعه لهذه المنطقة في تلك الفترة من الزمن هو أنها منطقة حروب وفتن واختلافات شديدة ومعارك وحروب تجري بين السفياني وخصومه على السلطة من جهة وبين السفياني والترك والروم من جهة أخرى ، فضلا عن الحروب الأساسية التي تكون الهدف الأول له وهي موجّهة ضد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأنصاره .

روى يعقوب السراج عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام أنه قال :

« يا جابر لا يظهر القائم حتى يشمل الناس بالشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه ويكون قتل بين الكوفة والحيرة ، قتلاهم على سواء ، وينادي مناد من السماء »[1].

وسمّى الإمام علي عليه السّلام هذه الفتنة ب ( فتنة اختلاف الأحزاب ) المذكورة في القرآن الكريم ، حيث سئل عن قوله تعالى : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ[2]. فقال عليه السّلام :

« انتظروا الفرج من ثلاث » فقيل يا أمير المؤمنين وما هن ؟ فقال :

« اختلاف أهل الشام فيما بينهم . والرايات السود من خراسان ، والفزعة في شهر رمضان . . . »[3].

ويصيبهم ضعف ووهن نتيجة هذه الفتن مما يسبب عجزهم عن مقاومة أي قوة تتسلط عليهم ففي الحديث :

« يرسل اللّه على أهل الشام من يفرّق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم ، وعند ذلك يخرج رجل من أهل بيتي في ثلاث رايات . . . »[4].

وقد أشرنا سابقا في الحديث عن علامات الظهور ( السفياني ) على صراع ينشب في الشام على السلطة بين السفياني والأبقع والأصهب ، وتغلب السفياني عليهما . وسيطرته على المنطقة ، وإخضاعها إلى حكمه .

وهذا ما ورد ذكره عن الإمام الباقر عليه السّلام :

« فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض تخرّب الشام ، يختلفون على ثلاث رايات ، راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني »[5].

وهؤلاء الثلاثة من أبرز رموز العداء لمسيرة الإسلام التي يقودها الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في آخر الزمان .

وتشهد تلك المنطقة حروبا أخرى غير تلك التي تجري في الداخل بين السفياني وأعدائه الأبقع والأصهب ، حيث يقاتل السفياني الترك والروم في معارك قاسية .

فعن الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« إذا ظهر السفياني على الأبقع والمنصور اليماني خرج الترك والروم فظهر عليهم السفياني »[6].

ثم يقوم السفياني بعد ذلك بغزو العراق انطلاقا من الشام .

فعن الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« إذا ظهر السفياني على الأبقع وعلى المنصور والكندي والترك والروم ، وصار إلى العراق . . . ويذبح فيها ذبحا صبرا ثم يخرج إلى الكوفة »[7].

وبعد دخوله إلى العراق يبلغ أهل المدينة خبر مجيء جيش السفياني إليها ، فيهرب منها من كان من آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . إلى أن يخسف اللّه الأرض بجيش السفياني .

وهذه الحروب التي يقوم بها السفياني في داخل وخارج منطقة الشام يكون أثرها بالغا على تلك المنطقة .

ومن الأحداث الهامة التي تحصل في الشام ، دخول قوات المغاربة بعد نشوب صراع بين فئتين ، جاء التعبير عنه في الروايات ب ( اختلاف رمحان ) .

عن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال :

« قال أمير المؤمنين : إذا اختلف الرّمحان بالشام ، لم تنجل إلا عن آية من آيات اللّه . قيل : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : رجفة تكون بالشام ، يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعلها اللّه رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين . فإذا كان ذلك ، فانظروا على أصحاب البراذين الشّهب المحذوفة ، والرايات الصّفر ، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام . وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر ، فإذا كان ذلك ، فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا . فإذا كان ذلك ، خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، حتى يستوي على منبر دمشق . فإذا كان ذلك ، فانتظروا خروج المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف »[8].

وتذكر الأحاديث أن سبب مجيء هذه القوات هو مواجهة قوات الخراسانيين الممهدين التي تدخل الشام لمحاربتها ومنعها من إكمال سيرها نحو فلسطين ، ويظهر ذلك من الرواية التي تتحدث عن معركة بينهما عند القنطرة ( التي يبدو أنها مدينة القنيطرة السورية المحتلة ) . فقد روى ابن حماد عن الزهري قال :

« يلتقي أصحاب الرايات السود وأصحاب الرايات الصفر ( المغاربة ) عند القنطرة فيقتتلون حتى يأتوا فلسطين ، فيخرج على أهل المشرق ( السفياني ) . فإذا نزل أهل لمغرب الأردن مات صاحبهم ، فيفترقون ثلاث فرق : فرقة ترجع من حيث جاءت ، وفرقة تحج ، وفرقة تثبت . فيقاتلهم السفياني فيهزمهم ، فيدخلون في طاعته »[9].

وعن ارتباط وعلاقة المغاربة بالسفياني يمكن القول بأن هؤلاء ليسوا من أعوانه ولا من أنصاره وإنما يدخلون الشام لغرض خاص فتحصل بينهم وبين السفياني حرب تكون نتيجتها لصالح السفياني فتنضوي قواتهم تحت لواءهم « فيقاتلهم السفياني فيهزمهم ، فيدخلون . . . » .

ثم يلتقي السفياني والمغاربة في امر وهو قتال قوات الخراسانيين أما عن تأثير المغاربة على الشام فيذكر ابن حماد هذا الحديث :

« إذا اصطكت الرايات الصفر والسود من سرّة الشام ، فالويل لساكنها من الجيش المهزوم ، ثم الويل لها من الجيش الهازم ، وويل لهم من المشوّه الملعون - وهذا من أوصاف السفياني »[10].

ومن الإشارات التي ينبغي الالتفات إليها في أحاديث قوات المغاربة ما جاء في الحديث الوارد عن أمير المؤمنين عليه السّلام الذي يتحدث عن « رجفة تكون بالشام يهلك فيها مائة ألف » وهي هزة أرضية أو زلزلة تقع في الشام على أثر الاختلاف بين الرمحين . . .

هذه هي باختصار أهم أحداث منطقة الشام التي يقع في طليعتها حركة السفياني وما يفعله في تلك المنطقة التي تعاني منه الويلات والمصائب .

وقد أشرنا إلى تفصيل حركة السفياني ونتائجها في الحديث عن علامات الظهور فمن أراد التوسع فليراجع هناك .

أبدال أهل الشام :

يبقى أن نذكر ما لفت نظرنا في روايات أهل السنة الواردة في كتب الصحاح وغيرها من كتب الأحاديث التي تشير إلى تحول بارز في منطقة بلاد الشام حيث تتحول إلى معقل هام وقلعة من قلاع الإسلام وحصونه - وخصوصا دمشق .

وفيها ما يلتقي مع ما ورد في روايات أهل البيت عليهم السّلام عن أبدال أهل الشام .

وإكمالا أو إتماما للفائدة نذكر الأحاديث الواردة في الشام ومدحها . . . ثم نذكر بعض أحاديث أبدال أهل الشام .

عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :

« ستفتح عليكم الشام ، فإذا خيّرتم المنازل فيها فعليكم بمدينة يقال لها دمشق ، فإنها معقل المسلمين من الملاحم وفسطاطها منها بأرض يقال لها الغوطة »[11].

وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :

« سيكون أجناد مجندة ، شام ويمن ، وعراق ، واللّه أعلم بأيها بدأ ، وعليكم بالشام ، ألا وعليكم بالشام ، ألا وعليكم بالشام ، فمن كره فعليه بيمنه ، وليسق في غدره ، فإن اللّه عز وجل توكل لي بالشام وأهله »[12].

وعن شريح بن عبيد قال : ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقال : ألعنهم يا أمير المؤمنين قال : لا ، إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول :

« الأبدال يكونون بالشام ، وهم أربعون رجلا ، كلما مات رجل أبدل اللّه مكانه رجلا ، يسقى بهم الغيث ، وينتصر بهم على الأعداء ، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب »[13].

وعن شهر بن حوشب قال : لما فتحت مصر سبوا أهل الشام ، فأخرج عوف بن مالك رأسه من ترس ثم قال : يا أهل مصر ، أنا عوف بن مالك ، لا تسبّوا أهل الشام ، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول :

« فيهم الأبدال ، وبهم تنصرون ، وبهم ترزقون »[14].

معركة قرقيسيا :

وهي من الأحداث الهامة في عصر الظهور حيث تقع عند الحدود السورية العراقية التركية[15]، وعند توجه السفياني نحو العراق تشير الروايات إلى ظهور كنز في مجرى نهر الفرات ، وتحاول أطراف متعددة السيطرة عليه ، وتقع حرب مدمرة يقتل فيها أكثر من مائة ألف . ولا ينتصر فيها طرف على آخر ، ولا يسيطر أحد على الكنز .

ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :

« يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، فيقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل فئة تسعون أو قال : تسعة وتسعون ، كلهم يرى أنه ينجو »[16].

وفي حديث آخر :

« يكون ناحية الفرات من ناحية الشام ، أو بعدهما بقليل مجتمع عظيم ، فيقتتلون على الأموال ، فيقتل من كل تسعة سبعة ، وذاك بعد الهدة والواهية في شهر رمضان ، وبعد افتراق ثلاث رايات يطلب كل واحد منهم الملك لنفسه ، فيهم رجل اسمه عبد اللّه »[17].

وأطراف النزاع في معركة قرقيسيا هم السفياني والترك ، وذكر البعض أن المراد بالترك هنا هم الجيش التركي ، وقد يكون الروس لوجود مؤشرات عديدة تؤيد أن يكون المقصود بالترك هنا الروس[18].

وتصف الأحاديث المعركة بأوصاف متعددة تؤكد على فظاعتها وكثرة القتل الذي يحصل فيها ونكتفي بذكر الروايات التي تشير إلى ما يجري في هذه المعركة :

عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« إن للّه مائدة - وفي غير هذه الرواية مأدبة - بقرقيسياء يطّلع مطّلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلمّوا إلى الشبع من لحوم الجبارين »[19].

عن الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون ويقتله السفياني ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لا يكون همّة إلا الإقبال نحو العراق ، ويمرّ جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها ، فيقتل من الجبارين مائة ألف . . . ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا »[20].

وفي حديث عمار بن ياسر ولم يسنده إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال :

« . . . فتلتقي جنودهما بقرقيسيا على النهر فيكون قتال عظيم . . .

ثم يظهر السفياني بالشام على الرايات الثلاث ، ثم يكون له وقعة بعد قرقيسيا عظيمة . . . »[21].

المناطق الباقية وأحداثها :

ولا يقتصر الأمر على أحداث هذه المناطق التي ذكرناها بل إن المنطقة كلها بشكل عام تتأثر وتتفاعل مع حركة الظهور المقدس لقائم آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بين مؤيد وداعم أو مبغض ومعادي .

فاليمن على سبيل المثال تشهد تطورات بالغة الأهمية وعلى رأسها حركة اليماني وخروجه - كما ذكرنا في علامات الظهور - وهي راية هدى بل أهدى الرايات في عصر الظهور كما وصفتها الروايات ، وفيها ما يؤكد على وجوب نصرتها ، ويكون خروجه في نفس اليوم والشهر والسنة التي يخرج فيها السفياني والخراساني .

فعن الإمام الصادق عليه السّلام قال :

« خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد . وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق »[22].

والدور الأساسي لليماني وأصحابه هو نصرة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والعمل على إزالة العوائق من أمام زحفه الشريف للسيطرة على العالم ، فقد ذكرت الروايات أن اليماني يدخل العراق على أثر غزو السفياني له ، ويعمل على مساندة قوات الخراساني التي تلتقي بقوات السفياني .

وللوقوف على تفاصيل حركة اليماني يمكن للقاري مراجعة مبحث علامات الظهور . . . اليماني . . .

وأما مصر فإنها تشهر تحركا مواليا للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ويخرج منها قوم يشاركون في صنع حالة إسلامية تعمل على مساندة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وهم المعبّر عنه في الروايات ب « نجباء مصر » .

فعن الإمام علي عليه السّلام قال :

« الأبدال من الشام ، والنجباء من أهل مصر ، والأخيار من أهل العراق »[23].

وأيضا ذكرت الروايات خروج رجل من مصر قبل السفياني يدعو لآل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ويؤيد ذلك أن الحديث يجعل المصري إلى جانب اليماني وكلاهما في مقابل السفياني .

فعن محمد بن مسلم وهو من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام - ولم يسنده إلى الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« يخرج قبل السفياني مصري ويماني »[24].

وكذلك الأحاديث التي تذكر دخول قوات المغاربة إلى مصر والقتال الذي ينشب بينهما ، فتذكره الروايات في مقابلهم ففي البحار ورد :

« ويخرج أهل الغرب ( المغرب ) إلى مصر ، فإذا دخلوا فتلك إمارة السفياني . ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد صلّى اللّه عليه وآله »[25].

ويكون لدخول قوات المغاربة إلى مصر أثرا في حصول البلاءات فيها والفتن التي تدوم لفترة طويلة .

فعن أمين المؤمنين عليه السّلام قال في حديث طويل :

« تختلف ثلاث رايات ، راية بالمغرب ، ويل لمصر وما يحل بها منهم . وراية بالجزيرة ، وراية بالشام ، تدوم الفتنة بينهم سنة . . . »[26].

وبعد ظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وكمظهر من مظاهر الرحمة على الناس تتحول مصر من عهد الفتنة إلى عهد النعيم والرخاء حيث يسير إليها الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وينشر فيها العدل ، ويحل الخير وينعم الناس ببركة وجوده الشريف .

فعن الإمام علي عليه السّلام في حديث له عن المهدي وأصحابه يقول :

« ثم يسيرون على مصر فيصعد منبرها ، فيخطب الناس ، فتستبشر الأرض بالعدل ، وتعطي السماء قطرها ، والشجر ثمرها ، والأرض نباتها ، وتتزين لأهلها ، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرق الأرض كالأنعام ، ويقذف في قلوب المؤمنين العلم ، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم . فيومئذ تأويل الآية يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ »[27].

 


[1] البحار ، ج 52 ، ص 271 ، باب 25 ، ح 162 ، عقد الدرر ، ص 51 ، باب 4 ، فصل 1 .

[2] سورة مريم ، الآية : 37 .

[3] البحار ، ج 52 ، ص 229 .

[4] الفتن ، ابن حماد ، ص 96 .

[5] البحار ، ج 52 ، ص 212 .

[6] الفتن ، ابن حماد ، ص 59 .

[7] المصدر نفسه ، ص 82 .

[8] الغيبة ، النعماني ، ص 305 - 306 ، ح 16 ، البحار ، ج 52 ، ص 216 ، باب 25 ، ص 73 .

[9] الفتن ، ابن حماد ، ص 71 .

[10] المصدر نفسه ، ص 73 .

[11] مسند أحمد ، ج 4 ، ص 160 .

[12] المصدر السابق ، ج 4 ، ص 288 .

[13] المصدر نفسه ، ج 1 ، ص 112 .

[14] معجم أحاديث المهدي ، ج 1 ، ص 284 ، ح 183 ، عن المعجم الكبير للطبراني .

[15] ذكر في معجم البلدان . أن قرقيسيا مدينة صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات ، وهي اليوم أطلال قرب مدينة دير الزور السورية .

[16] عقد الدرر ، ص 59 ، باب 4 ، فصل 1 .

[17] المصدر نفسه ، ص 58 ، باب 4 ، فصل 1 .

[18] عصر الظهور ، ص 119 .

[19] عقد الدرر ، ص 87 ، باب 4 ، فصل 2 ، والبحار ، ج 52 ، ص 246 ، باب 25 ، ح 125 .

[20] البحار ، ج 52 ، ص 237 .

[21] الفتن ، ابن حماد ، ص 82 .

[22] البحار ، ج 52 ، ص 210 .

[23] معجم أحاديث المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ج 3 ، ص 102 ، ح 645 .

[24] الغيبة ، الطوسي ، ص 271 .

[25] البحار ، ج 52 ، ص 208 .

[26] عقد الدرر ، ص 90 - 99 ، باب 4 ، فصل 2 .

[27] بشارة الإسلام ، ص 71 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






لأعضاء مدوّنة الكفيل السيد الصافي يؤكّد على تفعيل القصة والرواية المجسّدة للمبادئ الإسلامية والموجدة لحلول المشاكل المجتمعية
قسم الشؤون الفكرية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المؤسّسات الأكاديمية في نيجيريا
ضمن برنامج عُرفاء المنصّة قسم التطوير يقيم ورشة في (فنّ الٕالقاء) لمنتسبي العتبة العباسية
وفد نيجيري يُشيد بمشروع المجمع العلمي لحفظ القرآن الكريم