أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
1883
التاريخ: 2023-07-27
729
التاريخ: 9-11-2014
2444
التاريخ: 9/10/2022
1054
|
إن التذكير بالنعم المادية والمعنويّة بُغية الترغيب بالشكر والتحذير من الكفران، حدوثاً وبقاءً، هو من السنن الإلهية التي يستعملها أنبياء الله (عليهم السلام) ؛ نظير ما قاله النبي هود (عليه السلام) لقومه، قوم عاد: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف: 69] ، وما قاله النبي صالح (عليه السلام) لقومه، قوم ثمود: { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [الأعراف: 74] ، وما قاله النبي موسى لقومه، وهم بنو إسرائيل: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 20] بناءً على هذا فإن ما جاء في القرآن الكريم هو ضمن سلسلة تذكيرات الأنبياء السالفين.
إن السنة الإلهية العصيّة على التحويل تقضي بأنه إذا كفرت أمة بالنعمة فإن خطر تبديل النعمة إلى النقمة، بعنوان كونه تهويلاً وتخويفاً إلهيّاً، سوف يكون عامل تحذير بالنسبة لها.
في نظر أولياء الله - الذين يشاهدون دوماً نعمة الله في حجاب نقمته، وجماله تحت غطاء جلاله، ورأفته في صلب قهره فإن جميع احداث العالم هي نعم، ولا يُعد عنوان {نِعْمَتِيَ} قيداً احترازياً في مقابل النقمة. افراد هذه الجماعة يكونون ذاكرين لله في "الضراء" كما في "السراء"، وفي "البلاء" كما في "الولاء"؛ وذلك لأنهم يرون كنوز الله ونعمه في عين وأعماق عذابه وألمه.
إن ذكر النعمة يمهد الأرضيّة لشكرها، وإصرار الباري سبحانه وتعالى على هذا الأمر هو من أجل بقاء الإنسان في سعادة؛ لأن الإنسان الذي لا يكون ذاكراً لأنعم الله ولا يتذكر ولي نعمته فإنه سينفق نعمته سبيل الباطل وسيفرط بسعادته في نهاية المطاف.
وللتوضيح نقول: فإن الله عز وجل يُفهم المرء الطبع الأولي للإنسان (الذي هو غير الفطرة) من جهة، ويُلفت انتباهه إلى السنة الإلهية من جهة أخرى؛ فهو يقول بخصوص الطبع الأولي للإنسان: إن الإنسان متطبع على إساءة الاستخدام؛ فمن ناحية هو يخال النعم كرامة له :{فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} [الفجر: 15] ، ومن ناحية أخرى فإن النعمة تكون سبباً لتمرده وإعراضه: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} [الإسراء: 83].
ويقول عز وجل أيضاً بخصوص سنته الثابتة: إن الله يغير النعمة الإلهية بالنسبة لكل من أساء استخدامها: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53] ، وهذه السنة هي على صراط مستقيم: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 56] ولا تقبل أي تخلف أو تحول أو تبدل: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر: 43] ، وإِن النعمة التي يأخذها الله ليس بمستطاع أحد إعادتها: {وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: 2].
على أي تقدير فمن أجل أن لا يُبتلى الإنسان بالعقاب العادل فإن الله سبحانه ينبهه باستمرار، وبتعابير مختلفة، بأن يكون ذاكراً لأنعم الحق؛ فتارة من خلال تعبير: }اذكُرُوا{ وأخرى باستخدام لفظ }آشكُرُوا{ وثالثة أيضاً يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11]. من الواضح أن ذكر النعمة وشكرها والتحدث بها، وإن كانت منفصلة عن بعضها مفهوماً، إلا أنها متقاربة مصداقاً؛ لأن ذكر النعمة والحديث عنها يمهدان لشكرها ويشكلان مقدمة لإنفاقها في الموطن الصحيح.
ويشير الباري تعالى أحياناً إلى مصاديق كفران النعمة ويبين عاقبته؛ كما أنه عز وجل بعد ذكر السنة الإلهيّة غير القابلة للتغيير في سورة "الأنفال" بقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53] فهو يذكر - من باب المثال على الإعراض عن النعمة الإلهية والكفران بها - مصير آل فرعون وتكذيبهم وظلمهم: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ} [الأنفال: 54]
|
|
زراعة الأسنان.. بين بريق التجميل وحاجة المريض إليها
|
|
|
|
|
وفاة أول رجل خضع لزراعة كلية خنزير.. والمستشفى يوضح الأسباب
|
|
|
|
اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
|
|
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
|
|
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
|
|
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب
|