المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


من غرر حكم الإمام السجّاد ( عليه السّلام ) ومواعظه  
  
1136   05:33 مساءً   التاريخ: 1/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص186-189
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/10/2022 978
التاريخ: 31-3-2016 5204
التاريخ: 12-4-2016 4543
التاريخ: 13-4-2016 2671

قد عرفت أنّ الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) لم يترك مدينة جدّه الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) بل بقي مرابطا فيها مشغولا بتربية الامّة تربية فكرية وأخلاقية ، وكان كلّ جمعة يعظهم ويحذّرهم من الدنيا وحبائلها ومكائدها التي جعلت كثيرا من أهل عصره في أسرها ، وممّا قاله في التحذير من الدنيا والتزهيد فيها[1]:

1 - « كفانا اللّه وإيّاكم كيد الظالمين وبغي الحاسدين وبطش الجبّارين ، أيّها المؤمنون لا يفتنّنكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في الدنيا المائلون إليها ، المفتونون بها ، المقبلون عليها وعلى حطامها[2] الهامد[3] وهشيمها البائد غدا ، واحذروا ما حذّركم اللّه منها ، وازهدوا فيما زهّدكم اللّه فيه منها ، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من أعدّها دارا وقرارا[4] ، وباللّه إنّ لكم ممّا فيها عليها دليلا من زينتها وتصريف أيامها[5] وتغيير انقلابها ومثلاتها وتلاعبها بأهلها ، إنّها لترفع الخميل وتضع الشريف ، وتورد النار أقواما غدا ، ففي هذا معتبر ومختبر وزاجر لمنتبه » .

2 - الوصيّة بالتقوى والإنابة إلى اللّه تعالى والتحذير من معونة الظلمة :

« فاتقوا اللّه واستقبلوا من إصلاح أنفسكم وطاعة اللّه وطاعة من تولّونه فيها ، لعلّ نادما قد ندم على ما قد فرّط بالأمس في جنب اللّه ، وضيّع من حقّ اللّه ، واستغفروا اللّه وتوبوا إليه ، فإنّه يقبل التوبة ، ويعفو عن السيئات ، ويعلم ما تفعلون ، وإيّاكم وصحبة العاصين ومعونة الظالمين ومجاورة الفاسقين ، احذروا فتنتهم ، وتباعدوا من ساحتهم » .

3 - موالاة أولياء اللّه عزّ وجلّ :

« وأعلموا أنّه من خالف أولياء اللّه ودان بغير دين اللّه واستبدّ بأمره دون أمر وليّ اللّه في نار تلتهب ، تأكل أبدانا قد غابت عنها أرواحها ، وغلبت عليها شقوتها ، فهم موتى لا يجدون حرّ النار ، فاعتبروا يا اولي الأبصار ، واحمدوا اللّه على ما هداكم ، واعلموا أنّكم لا تخرجون من قدرة اللّه إلى غير قدرته ، وسيرى اللّه عملكم ثم تحشرون ، فانتفعوا بالعظة ، وتأدّبوا بآداب الصالحين » .

4 - « إنّ علامة الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة تركهم كلّ خليط[6] وخليل ، ورفضهم كلّ صاحب لا يريد ما يريدون . ألا وإنّ العامل لثواب الآخرة هو الزاهد في عاجل زهرة الدنيا ، الآخذ للموت أهبته ، الحاثّ على العمل قبل فناء الأجل ونزول ما لا بدّ من لقائه ، وتقديم الحذر قبل الحين ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول : حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ[7]  ، فلينزل أحدكم اليوم نفسه في هذه الدنيا كمنزلة المكرور إلى الدنيا ، النادم على ما فرّط فيها من العمل الصالح ليوم فاقته » .

5 - « واعلموا عباد اللّه أنّه من خاف البيات تجافى عن الوساد ، وامتنع من الرقاد ، وأمسك عن بعض الطعام والشراب من خوف سلطان أهل الدنيا ، فكيف ؟ ويحك يا بن آدم من خوف بيات سلطان ربّ العزّة ، وأخذه الأليم ، وبياته لأهل المعاصي والذنوب مع طوارق المنايا بالليل والنهار ، فذلك البيات الذي ليس منه منجى ، ولا دونه ملتجأ ولا منه مهرب ، فخافوا اللّه أيّها المؤمنون من البيات خوف أهل التقوى ، فإنّ اللّه يقول : ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ[8] ، فاحذروا زهرة الحياة الدنيا وغرورها وشرورها ، وتذكّروا ضرر عاقبة الميل إليها ، فإنّ زينتها فتنة وحبّها خطيئة .

6 - « فاتّقوا اللّه عباد اللّه وتفكّروا ، واعملوا لما خلقتم له فإنّ اللّه لم يخلقكم عبثا ولم يترككم سدى ، قد عرّفكم نفسه ، وبعث إليكم رسوله ، وأنزل عليكم كتابه ، فيه حلاله وحرامه وحججه وأمثاله ، فاتّقوا اللّه فقد احتجّ عليكم ربّكم فقال : أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ [9]، فهذه حجّة عليكم ، فاتّقوا اللّه ما استطعتم ، فإنّه لا قوة إلّا باللّه ولا تكلان إلّا عليه ، وصلّى اللّه على محمد نبيّه وآله » .

7 - « إنّ الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإنّ الآخرة قد ترحّلت مقبلة ، ولكلّ واحد منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فكونوا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ، لأنّ الزاهدين في الدنيا اتّخذوا الأرض بساطا ، والتراب فراشا ، والمدر وسادا ، والماء طيبا ، وقرضوا المعاش من الدنيا تقريضا ، اعلموا أنّه من اشتاق إلى الجنّة سارع إلى الحسنات وسلا عن الشهوات ، ومن أشفق من النار ؛ رجع عن المحرمات ، ومن زهد في الدنيا هانت عليه مصائبها ولم يكرهها ، وإنّ للّه عزّ وجلّ لعبادا قلوبهم معلّقة بالآخرة وثوابها وهم كمن رأى أهل الجنّة في الجنّة مخلّدين منعّمين ، وكمن رأى أهل النار في النار معذّبين ، شرورهم مأمونة ، وقلوبهم محزونة ، أنفسهم عفيفة ، وحوائجهم خفيفة ، صبروا أيّاما قليلة فصاروا بعقبى راحة طويلة ، أمّا الليل فصافّون أقدامهم ، تجري دموعهم على خدودهم ، وهم يجأرون إلى ربّهم[10] ، يسعون في فكاك رقابهم ، وأمّا النهار فحلماء علماء بررة أتقياء ، كأنهم القداح[11] قد براهم الخوف من العبادة ، ينظر إليهم الناظر فيقول : مرضى ، وما بالقوم من مرض أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر النار وما فيها » .

 

[1] تحف العقول لابن شعبة الحرّاني : 182 - 184 / ط . مؤسسة الأعلمي – بيروت

[2] الحطام : القشر ، والمعنى : أنّ ما فيها من مال كثير أو قليل يغنى ولا يبقى .

[3] الهامد : اليابس .

[4] القرار : ما قرّ فيه أي فعل فيه السكن أو السكون .

[5] تصريف أيامها : تحوّلها من وجه إلى وجه .

[6] خليط : مخالط ، مجالس .

[7] المؤمنون ( 23 ) : 99 و 100 .

[8] إبراهيم ( 14 ) : 14 .

[9] البلد ( 90 ) : 8 - 10 .

[10] يجأرون إلى ربّهم : يتضرّعون اليه تعالى .

[11] القداح : مفردها قدح وهو السهم قبل أن ينصل ويراش .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف