المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8834 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
سند الشيخ الصدوق الى أبي خديجة سالم بن مكرم.
2024-05-01
حظائر البط وتجهيزاته
2024-05-01
وضع الفرض في الاستنباط القضائي
2024-05-01
فوائد الزواج / المرأة والرجل يزين احدهما الآخر
2024-05-01
أضواء على دعاء اليوم العشرين.
2024-05-01
أضواء على دعاء اليوم التاسع عشر.
2024-05-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ظاهرة الدعاء والمناجاة في حياة الإمام زين العابدين( عليه السّلام )  
  
1466   05:28 مساءً   التاريخ: 27/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص143-147
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

قال تعالى : قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً[1].

قال السيد ابن طاووس رضوان اللّه تعالى عليه في مقام بيان ما تفيده الآية المباركة : فلم يجعل لهم لولا الدعاء محلّا ولا مقاما فقد صار مفهوم ذلك أنّ محل الإنسان ومنزلته عند اللّه جلّ جلاله على قدر دعائه وقيمته بقدر اهتمامه بمناجاته وندائه[2]  .

وفي ضوء هذه الحقيقة القرآنية نجد أنّ الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) كان يدعو اللّه تعالى ويناجيه في كلّ آن وعلى كلّ حال ، مجسّدا فقره المطلق إلى اللّه جلّ جلاله ، وهو ما يستبطن قدر الإمام ومكانته باعتبار أنّ المقام عند اللّه تعالى على قدر دعائه ومناجاته أو على قدر إدراكه لفاقته وحاجته إلى اللّه عز وجلّ ، والعمل بما يقتضيه هذا الإدراك من انقطاع تامّ إلى اللّه تعالى والإعراض عن كلّ ما سواه .

ونقتطف هنا بعض النصوص الشريفة من أدعية ومناجاة الإمام ( عليه السّلام ) التي تبيّن ذروة حالات اليقين والغنى التي يمكن أن يصلها الإنسان إذا رسّخ في عقله وقلبه حقيقة ( أن لا مؤثّر في الوجود إلّا اللّه تعالى ) فلا يتعلّق قلبه بغيره سبحانه ، ولا يرجو شيئا من سواه تعالى ، ولا يحبّ شيئا غيره ويعمر أوقاته كلّها بذكره تعالى والعمل بطاعته :

قال ( عليه السّلام ) : « اللهمّ صلّ على محمّد وآله ، واجعل سلامة قلوبنا في ذكر عظمتك ، وفراغ أبداننا في شكر نعمتك ، وانطلاق ألسنتنا في وصف منّتك ، اللهمّ صلّ على محمّد وآله ، واجعلنا من دعاتك الداعين إليك ، وهداتك الدالّين عليك ، ومن خاصّتك الخاصّين لديك يا أرحم الرحمين »[3].

إنّه الانقطاع التامّ والكامل فكرا وذكرا وسلوكا وخلقا للّه جلّ جلاله .

وقال ( عليه السّلام ) مناجيا اللّه جلّ جلاله : « كيف أرجو غيرك والخير كله بيدك ؟ ! وكيف اؤمّل سواك والخلق والأمر لك ؟ ! أأقطع رجائي منك وقد أوليتني ما لم أسأله من فضلك أم تفقرني إلى مثلي وأنا اعتصم بحبلك ؟ ! يا من سعد برحمته القاصدون ، ولم يشق بنقمته المستغفرون ، كيف أنساك ولم تزل ذاكري ؟ ! وكيف ألهو عنك وأنت مراقبي ؟ ! »[4].

لقد انقطع ( عليه السّلام ) إلى اللّه عز وجلّ كأعظم ما يكون الانقطاع ، فلم يأمل في جميع أموره غيره معتقدا بأنّ الأمل بما في يد غيره سراب .

وناجى ربّه عز وجل بقوله ( عليه السّلام ) : « إلهي أذهلني عن إقامة شكرك تتابع طولك[5] ، وأعجزني عن إحصاء ثنائك فيض فضلك ، وشغلني عن ذكر محامدك ترادف[6] عوائدك[7] ، وأعياني عن نشر عوارفك توالي أياديك .

إلهي تصاغر عند تعاظم آلائك شكري ، وتضاءل في جنب إكرامك إيّاي ثنائي ونشري[8].

جلّلتني[9] نعمك من أنوار الإيمان حللا ، وضربت عليّ لطائف برّك من العزّ كللا[10] ، وقلّدتني مننك قلائد لا تحلّ ، وطوّقتني أطواقا لا تفلّ[11] ، فآلاؤك جمّة ضعف لساني عن إحصائها ، ونعماؤك كثيرة قصر فهمي عن ادراكها فضلا عن استقصائها ، فكيف لي بتحصيل الشكر وشكري إيّاك يفتقر إلى شكر ؟ ! فكلّما قلت : لك الحمد وجب عليّ لذلك أن أقول : لك الحمد . . . »[12].

وهكذا يعلّمنا الإمام ( عليه السّلام ) كيف نشكر اللّه تعالى على ما أولانا من جزيل النعم ، وأنّ الانسان مهما بالغ في شكره فإنّه عاجز وقاصر عن أداء الشكر .

وقال ( عليه السّلام ) : « اللهمّ احملنا في سفن نجاتك ، ومتّعنا بلذيذ مناجاتك ، وأوردنا حياض حبّك ، وأذقنا حلاوة ودّك وقربك ، واجعل جهادنا فيك ، وهمّنا في طاعتك ، وأخلص نيّاتنا في معاملتك ، فإنّا بك ولك ولا وسيلة لنا إليك إلّا أنت . . . »[13].

وهكذا طلب ( عليه السّلام ) من اللّه تعالى أن يخلص نيّته في معاملته ويبلغه أعزّ أمانيه وهي ابتغاء رضوانه جلّ جلاله .

وقال ( عليه السّلام ) : « . . . إلهي فاسلك بنا سبل الوصول إليك ، وسيّرنا في أقرب الطرق للوفود عليك ، قرّب علينا البعيد ، وسهّل علينا العسير الشديد ، وألحقنا بعبادك الذين هم بالبدار[14] إليك يسارعون ، وبابك على الدوام يطرقون ، وإيّاك في الليل والنهار يعبدون ، وهم من هيبتك مشفقون ، الذين صفّيت لهم المشارب ، وبلّغتهم الرغائب ، وأنجحت لهم المطالب ، وقضيت لهم من فضلك المآرب[15] ، وملأت لهم ضمائرهم من حبّك ، وروّيتهم من صافي شربك ، فبك إلى لذيذ مناجاتك وصلوا ، ومنك أقصى مقاصدهم حصّلوا .

فأنت لا غيرك مرادي ، ولك لا لسواك سهري وسهادي ، ولقاؤك قرّة عيني ، ووصلك منى نفسي ، وإليك شوقي ، وفي محبّتك ولهي[16] ، وإلى هواك صبابتي[17] ، ورضاك بغيتي ، ورؤيتك حاجتي ، وجوارك طلبي ، وقربك غاية سؤلي ، وفي مناجاتك روحي[18] وراحتي ، وعندك دواء علّتي ، وشفاء غلّتي[19] ، وبرد لوعتي[20] ، وكشف كربتي[21]. . . »[22]  .

وهكذا انقطع ( عليه السّلام ) إلى اللّه جلّ جلاله ، وتعلّقت به روحه وعواطفه ، فلم يبصر غيره ، ولا يجد شافيا لغلّته سواه .

وقال ( عليه السّلام ) : « إلهي كسري لا يجبره إلّا لطفك وحنانك ، وفقري لا يغنيه إلّا عطفك وإحسانك ، وروعتي لا يسكّنها إلّا أمانك ، وذلّتي لا يعزّها إلّا سلطانك ، وامنيّتي لا يبلّغنيها إلّا فضلك ، وخلّتي[23] لا يسدّها إلّا طولك ، وحاجتي لا يقضيها غيرك ، وكربي لا يفرّجه سوى رحمتك ، وضرّي لا يكشفه غير رأفتك ، وغلّتي لا يبرّدها إلّا وصلك ، ولوعتي لا يطفيها إلّا لقاؤك ، وشوقي إليك لا يبله إلّا النظر إلى وجهك ، وقراري لا يقرّدون دنوّي منك »[24].

لقد أبدى الإمام ( عليه السّلام ) فقره وفاقته إلى اللّه سبحانه ، وقد هام ( عليه السّلام ) بحبّ سيّده ومولاه خالق الكون وواهب الحياة ، فعقد جميع آماله عليه ورجاه في قضاء جميع أموره كأعظم ما يكون الرجاء.

 


[1] الفرقان ( 25 ) : 77 .

[2] فلاح السائل للسيد ابن طاووس : 26 ، طبعة مكتب الإعلام الإسلامي للحوزة العلمية في قم المقدسة .

[3] الدعاء الخامس من الصحيفة الكاملة .

[4] مناجاة الراجين .

[5] طولك : فضلك

[6] ترادف : تتابع .

[7] عوائدك : جمع عائدة وهي المعروف والمنفعة .

[8] نشري : يعني هنا بسط الحديث بالمدح .

[9] جلّلتني : غطّتني ، وغمرتني .

[10] كللا : كلل جمع الكلّة وهي بيت أو خيمة رقيقة تضرب للمبيت تمنع من الذباب والبعوض وإنّما ذلك لأرباب النعمة .

[11] لا تفلّ : لا تثلم .

[12] مناجاة الشاكرين .

[13] مناجاة المطيعين .

[14] البدار : السباق .

[15] المآرب : جمع مآرب ومأربة أي الحاجة .

[16] ولهي : تحيّري من شدّة الوجد .

[17] صبابتي : شوقي .

[18] الروح : الفرح والراحة .

[19] غلّتي : عطشي الشديد .

[20] لوعتي : حرقة حزني وهواي ووجدي .

[21] كربتي : همّي وغمي .

[22] مناجاة المريدين .

[23] خلّتي : حاجتي وفقري .

[24] مناجاة المفتقرين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم المشاريع: نسبة الإنجاز في مشروع مكتبة العتبة العبّاسية بلغت (40) بالمئة
المجمع العلمي يعقد اجتماعًا لإداريي الدورات القرآنية الصيفية من ست محافظات
جامعة العميد تحتفي بتخرج الدفعة الثالثة من طلبة كلية طب الأسنان
قسم الشؤون الدينية يقدّم محاضرات فقهية وعقائدية للمنتسبين الجدد