قوله - سبحانه - : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } [الإسراء: 15]

اتفق أهل العدل [على] (1) أنه يجوز الله ـ تعالى ـ أن يعذب   ، وإن(2) لم يبعـث رسولاً  ، بألا يقتضي(3) المصلحة بعثته   ، ويقتصر(4) لهم في التكليف العقلي. فإنهم متى عصوا ، كان له أن يعذبهم.

وليس في الآية أنه لو(5) لم يبعث رسولاً  ، لم يجز منه أن يعاقب إذا ارتكب القبائح العقلية   ، إلا أن تفرض(6) في أن بعثة الرسول لطفا. [فإنه لا يحسن من الله ـ مع ذلك ـ أن يعاقب أحداً إلا بعد أن تعرف ما هو لطـف لـه) (7)  ، ومصلحة لتنزاح العلة.

 وقيل  : معناه  : ما كنا معذبين ـ من عذاب الاستئصال والإهلاك في الدنيا - حتى نبعث رسولاً .

وتكون (8) الفائدة في تأخيره إلى بعد الإرسال   ، المبالغة   ، والاحتجاج عليهم   ، والتقدم بالإعذار   ، والإنذار   ، نهاية في الإحسان إليهم.

 يدل على ذلك ـ قوله ـ تعالى ـ عقيب هذه الآية بلا فصل : { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً} [الإسراء: 16].

وقد تعلقت السبعية(9) بهذه الآية على أن معرفة الله ـ تعالى ـ بالتعليم .

وأجمع المفسرون (10) على أنها تخص الشرعيات   ، دون العقليات . على أن معرفة الأنبياء   ، مبنية على المعجزة   ، لا يكون إلا من فعل الله – تعالى - دون النبي المصدق. ولأن المدعي   ، لا يصدقه نفسه   ، وإنما يصدقه غيره. والمعجـز هو القائم مقام قول الله ـ تعالى ـ لمدعي نبوة  : صدقت في دعـواك عـلي فـإذن   ، لا تعرف نبوة نبي إلا بعد معرفة الله ـ تعالى-.

 ثم إدعت (11) أن الإمام بعد جعفر الصادق ـ عليه السّلام ـ ابنه إسماعيل.

 وهذه (12) دعوى بلا برهان. لأن الأمة   ، قد اختلفت بعـد النبي ـ عليـه السّلام ـ في الإمامة بين النص   ، والاختيار   ، فصـح لأهـل الـنـص ـ مـن طـرق المخالف   ، والمؤالف ـ أنهم إثنا عشر   ، كما رتبناه من قبل.

______

1- ما بين المعقوفتين زيادة من (ط).

2- في (ك) و(ح) : فإن مع الفاء .

3- في (ح) : تقتضي. بناء المضارعة المثناة من فوق.

 4- في (أ)  : يقتص.

5- في (ش) : (إن) بدلاً من (لو)

6- في (ش) : تفرض. بناء المضارعة المثناة من فوق .

 7- ما بين المعقوفتين ساقط من (ش).

8- في (أ) : أو يكون.

9- في (ك) : السبعة . وهو تحريف . وفي (ش) : الشيعة . وهو تصحيف.

10- الجامع لأحكام القرآن : 10: 231- 232.

11- فرق الشيعة : 67 - 68 وهي الفرقة الإسماعيلية الخالصة.

12- في (أ) : وفي هذه.