كان طارق شابًا طموحًا يعيش في قرية صغيرة. ورث عن أبيه مكتبة متواضعة تحتوي على كتبٍ في مختلف العلوم. على الرغم من شظف العيش، كان طارق يقضي ساعاتٍ طويلة في القراءة والتأمل، بينما كان أصدقاؤه مشغولين باللعب واللهو.
ذات يومٍ، وصل إلى القرية رجلٌ غريب يحمل بضاعة نادرة وعروضًا مغرية. كان الجميع يتدافعون لاقتناء ما يحتاجونه، إلا طارق الذي لم يكن يملك إلا القليل. اقترب منه الرجل وسأله: "لماذا لا تشتري شيئًا؟" أجاب طارق مبتسمًا: "أنا أشتري ما لا يقدر بثمن." ثم أشار إلى كتابٍ كان يحمله في يده.
ضحك الرجل وقال: "وهل الكتاب يغنيك؟" فأجاب طارق بثقة:
قال الله تعالى:
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ}
العلم يجعلني غنيًا بما ينفعني وينفع غيري.
مرت السنوات، فأصبح طارق عالِمًا مشهورًا يُشار إليه بالبنان، في حين بقي أصدقاؤه الذين انشغلوا بالمال واللعب حيث كانوا. أدرك الجميع حينها أن طارق كان محقًا: العلم إرثٌ كريم لا ينفد، بينما المال عرضٌ زائل.
---------------
روي عن الإمام علي (عليه السلام):
"الْعِلْمُ وِرَاثَهٌ كَرِيمَةٌ".