الزواج هو قوام الحياة الاجتماعية وسر بقاء النوع الإنساني، وقيّمته السامية حينما يشعر الإنسان بدافع تأسيس الاُسرة الصالحة وبغية مرضاة الله سبحانه وتعالى والابتعاد عن المعصية. استجابة للطلبات الكثيرة التي وردت من قبل زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام" لعقد القرآن في هذا المكان المبارك، وتشجيعاً للشباب المؤمن على الزواج لتكوين أسر إسلامية شعارها حب العترة الطاهرة من آل بيت محمد"عليهم السلام", افتتحت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة أبواب مكاتب عقد القرآن وإبرام العقود وفق الشروط الشرعية وبشكل مجاني لمن يرغب اجراء عقد الزواج من جوار الإمامين الجوادين "عليهما السلام". وللتعرف على طبيعة الموضوع كان لنا لقاء مع سماحة الشيخ أنور الفؤادي في مكتب التبليغ والإرشاد الديني قائلاً: الكثير من الزائرين الكرام يرومون إجراء عقد القرآن في الصحن الكاظمي الشريف احتفاءً وتبركاً بقدسية هذا المكان أن تبدأ الحياة الزوجية من جوار الإمامين الجوادين "عليهما السلام" في بناء أسر مسلمة تضع أول أقدامها على الطريق الصحيح وتحافظ على الأخلاق والتعاليم السماوية ، لذا شَرَعت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بهذه المبادرة المباركة التي تحمل في طياتها الكثير من الجوانب الإنسانية والأخلاقية والتربوية، وتوثيق هذا العمل رسمياً لدى المحاكم المختصة وفق الضوابط القانونية وما يترتب على عقد الزواج من حقوق والتزامات الطرفين، حيث رفعت أسماء الخبراء القضائيين من طلبة الحوزة العلمية الشريفة واستحصال الموافقات الأصولية وسنباشر بهذه المهام في الأيام القليلة القادمة إن شاء الله تعالى، وستُقَّدم للزوجين بعض النصائح التي تحافظ على ديمومة هذا المشروع الإلهي فضلاً عن الهدايا من بركات الإمامين الجوادين "عليهما السلام". وأضاف الفوادي: سيرافق هذه الجهود مبادرة أخرى وهي إصلاح ذات البين والمتخاصمين، وجعل الوفاق والتقريب لوجهات النظر بين الأسر المتنازعة والتصدي لتلك الخلافات، فضلاً عن توضيح الحدود الشرعية ومسؤولية الزوجين، وأن لا يتخطوها على حساب الأعراف الاجتماعية، كما نقوم بإجراءات الطلاق وهو أبغض الحلال بعد اليأس من محاولات الإصلاح ولكن بشروطه الشرعية . وأوضح الفوادي: بعد ما وجدنا هنالك ركون من الناس والاطمئنان لرجل الدين، لذا أرتأينا أن يكون في العتبة الكاظمية المقدسة مشروع أداء القسم واليمين، الذي نسعى من خلاله إلى فض النزاعات العشائرية وتذويب المشاكل العائلية والاجتماعية عن طريق التراضي، بهدف الإصلاح ونشر المحبة والوئام بين أبناء المجتمع الإسلامي، وقد وفقنا في حل الكثير من هذه المشكلات بتسديد إلهي وببركة الإمامين الهمامين الكاظمين "عليهما السلام".