مصبا- البرق معروف ، وبرقت السماء برقا من باب قتل وبرقانا ايضا : ظهر منها البرق ، وبرق الرجل وأبرق : أوعد بالشرّ ، والبراق دابّة نحو البغل تركبه الرسل عند العروج الى السماء. والإبريق فارسيّ معرّب والجمع الأباريق.
مقا- برق : أصلان تتفرّع الفروع منهما : أحدهما لمعان الشيء. والآخر اجتماع السواد والبياض في الشيء ، وما بعد ذلك فكلّه مجاز ومحمول على هذين الأصلين. قال الخليل : البرق وميض السحاب ، برق السحاب برقا وبريقا ، وأبرق ايضا لغة ، ويقال برقة للمرّة الواحدة إذا برق ، وبرقة إذا أردت المقدار والبارقة : السحابة ذات البرق ، وكلّ شيء يتلألئونه فهو بارق يبرق بريقا ، ويقال للسيوف بوارق. ويقال للسيف ولكلّ ماله بريق : إبريق ، حتّى أنّهم يقولون للمرأة الحسناء البرّاقة : إبريق. وإذا شدّد موعد بالوعيد قيل أبرق وأرعد ، ويقال برق ورعد أيضا ، والإنسان إذا بقي كالمتحيّر قيل برق بصره برقا فو برق أي فزع مبهوت ، وكذلك تفسير من قرأها- فإذا برق البصر. فأمّا من قرأ : برق البصر- فإنّه يقول تراه يلمع من شدّة شخوصه تراه لا يطيق. وأمّا الأصل الآخر : تسمّى العين برقاء لسوادها وبياضها ، والأبرق من الجبال ما أبرم بقوّة سوداء وقوّة بيضاء ، ومن الجبال ما كان منه جدد بيض وجدد سود.
صحا- برق السيف وغيره يبرق بروقا : تلألأ ، والاسم البريق ، والبرق واحد بروق السماء ، ورعدت المرأة ، وبرقت : تزيّنت. والأبريق : فارسي معرّب ، واحد الأباريق. والإبريق أيضا السيف الشديد البريق ، والأبرق الحبل الّذى فيه لونان ، وكلّ شيء اجتمع فيه لونان سواد وبياض فهو أبرق. والبرق : الحمل فارسي معرّب وجمعه برقان. والإستبرق : هو الديباج الغليظ فارسي معرّب وتصغيره أبيرق.
المعرّب ص 23 : الإبريق- فارسيّ معرّب وترجمته من الفارسيّة أحد شيئين : إمّا أن يكون طريق الماء ، أو صبّ الماء.
وفي ص 15 : والإستبرق : غليظ الديباج فارسيّ معرّب ، وأصله إستفره. وقال ابن دريد : استروه. ونقل من العجمة الى العربيّة.
وفي ص 45- والبرق : هو الحمل ، أصلها بالفارسيّة بره.
وقريب ممّا ذكر ما في لسان العرب والاشتقاق وغيرهما.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو اللمعان المخصوص ، أي بقيد أن يكون بشدّة ويتحصّل بالضغط. كالبرق الخارج من ضغط السحاب ، أو من شدّة تظاهر السيوف ، أو من حدّة الجمال ، أو من حدّة الوعيد ، أو من حدّة النظر الخاصّ وشدّة الشخوص ، أو من شدّة لمعان البياض من بين السواد في العين ، أو في الجبل ، أو غيرهما ، فالقيد محفوظ وملحوظ في جميع مصاديقها.
{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} [البقرة : 19].
أي يخرج البرق من شدّة ضغطة الرعد ومن بين الظلمات.
{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ} [القيامة : 7 ، 8].
أي اشتدّ لمعانه من حدّة النظر وشخوصه.
{ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ } [البقرة : 20].
أي البرق المتحصّل من الصيّب.
{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} [النور : 43] {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} [النور : 43].
من شدّة ضياء البرق ومن حدّة البرد.
وقد ظهر أنّ لغات- برق ، إبريق- إستبرق ، أصلها فارسيّة ، وقد عرّبت ، وليست مأخوذة من هذه المادّة ، فهي : برق برق- معرّبة من كلمة (برّه).
إبريق- معرّبة من كلمة (آب ريز).
إستبرق- معرّبة من كلمة (استبره).
{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ} [الواقعة : 17 ، 18].
أي بآنية مصوغة لصبّ الماء والغسل منها عند الغذاء والطعام.
{يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [الدخان : 53].
{مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن : 54].
يقال : السندس اللطيف من الديباج والإستبرق الضخيم منه. ولم أجد مأخذا له في كتب اللغة.
ولا يبعد أن نقول : إنّ البرق يطلق على الحمل وهو الصغير من الضأن ، لظرافته وحسن خلقه ولطف صورته كما يطلق الإبريق على المرأة الحسناء. وأمّا الإبريق فيطلق على إناء يصبّ منه الماء : لكونه مصنوعا من فلّز أبيض برّاق. وأمّا الإستبرق فيطلق على لباس مأخوذ من ديباج يبرق ويلمع ، وهو منقول من فعل وأصله إستبرق أي طلب بتلبّسه هذا اللباس البرق واللمعان ، ثمّ جعل اسما بهذا المنسوج.
فعلى هذا تكون هذه اللغات أيضا من تلك المادّة.
__________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- المعرّب = المعرّب من الكلام الأعجمي للجواليقي ، طبع مصر ، 1361 هـ .