المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى كلمة فضّ‌


  

7236       09:28 صباحاً       التاريخ: 10-12-2015              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-2-2016 3182
التاريخ: 13-10-2014 6929
التاريخ: 31-1-2016 16741
التاريخ: 10-1-2016 23526
التاريخ: 23-2-2022 2252
مقا - فضّ : أصل صحيح يدلّ على تفريق وتجزئة ، من ذلك فضضت الشي‌ء إذا فرّقته ، وانفضّ هو. وانفضّ القوم : تفرّقوا. ومن هذا الباب : فضضت عن الكتاب ختمه. وممكن أن يكون الفضّة من هذا الباب ، كأنّها تفضّ لما يتّخذ منها من حلى. والفضاض : ما تفضّض من الشي‌ء إذا انفضّ. والفاضّة الداهية ، والجمع فواضّ ، كأنّها تفضّ.
مصبا - فضضت الختم فضّا من باب قتل : كسره. وفضضت البكارة.
أزلتها. وفضضت اللؤلؤة : خرقتها. وفضّ اللّٰه فاه : نثر أسنانه. وفضضت الشي‌ء :
فرّقته ، فانفضّ.
لسا - فضضت الشي‌ء أفضّه فضّا ، فهو مفضوض وفضيض كسرته وفرّقته.
وفضاضه وفضاضه وفضاضته : ما تكسّر منه. وفضّ الخاتم والختم : إذا كسره وفتحه. ولا يفضض اللّٰه فاه أي لا يكسر أسنانه ، والفم هنا الأسنان.
صحا- الفضّ : الكسر بالتفرقة ، وقد فضّه يفضّه ، وفضضت ختم الكتاب.
وفي الحديث - لا يفضض اللّٰه. ولا تقل- لا يفضض. والمفضّة : ما يفضّ به المدر. والفضيض : المائل السائل.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو كسر هيئة التجمّع مع التفرّق ، أى تكسّر في تشكّل ثمّ التفرّق. فالقيدان ملحوظان في مفهوم الأصل. ومن مصاديقه : انكسار في تجمّع القوم وتفرّقهم. وانكسار في هيئة الخاتم وتفرّق شكله. وانكسار في‌ تشكّل في بكارة وزواله. وهكذا في تشكّل اللؤلؤة. وفي الفم. وفي تجمّع الماء.
فليس مطلق مفهوم التفريق ، التجزئة ، الكسر : من الأصل.
والفم : عبارة عن مجموع عضو متشكّل من الشفة واللسان والسنّ وغيرها ، وتكسّره يتحصّل بتكسّر ذلك التشكّل المتجمّع ، بانتفاء واحد من الأجزاء أو أكثر ، حتّى يتعذّر التكلّم والأكل.
والخاتم : ما يختم به كتابة أو غيرها ، بخاتم محفور أو بطين أو غيرها.
{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة : 11]. {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران : 159]. {لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون : 7] يراد تكسّر التجمّع حول رسول اللّٰه ص وتفرّقهم.
ولا يخفى أنّ أكثر موارد التجمّع والتشكّل : إمّا لجلب نفع عاجل أو لدفع ضرر مادّىّ ، والإنسان إذا كان في مسير الحياة الدنيا : يكون نظره الى هذه الجهة باطنا. ولو أظهر تمايلا الى الحياة الروحانيّة : فهو عرضي وليس عن جدّ وخلوص وصميم نيّة. وعلى هذا يرى اكثر الناس معرضين عن الحقّ إذا شاهدوا ضررا وخسارة دنيويّة- قال تعالى- انفضّوا من حولك وتركوك قائما.
فاللازم في مقام الدعوة والتربية : رعاية هذه الجهة في الّذين لم يبلغوا حدّا آثروا الحياة الآخرة ، والتوجّه الى تأمين معاشهم ومنافعهم الدنيويّة. ثمّ تفهيم حقيقة العيشة الروحانيّة ، باللين والعطوفة.
وأمّا الفضّة : فهي فعلة للنوع ، وتدلّ على نوع من التكسّر والتفرّق ، وهذا الفلزّ تصنع منه المسكوكات ، فتكسّر على أشكال صغيرة مختلفة وتفرّق وتنتشر في أيدى الناس ، وبها يتعاملون.
وقد عبّر في القرآن المجيد عن النقدين الذين هما من أعظم ما يتوجّه ويتعلّق ويتمايل اليهما ، بالذهب والفضّة : إشارة الى أنّ باطن هذين النقدين هو الذهاب والمضيّ والتحوّل والجريان وعدم الثبوت في الذهب. والتكسّر والتفرّق و‌ الانبثاث. وهذا أيضا نوع من المضي والذهاب. فهذان النقدان المتداولان لأثبات لهما حتّى يسكن اليهما.
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} [آل عمران : 14] .... {مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ } [آل عمران : 14]. {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} [التوبة : 34]. {لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} [الزخرف : 33]. {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ } [الإنسان : 21] ولا يخفى أنّ الاشتهاء والتعلّق بهما وكذلك ضبطهما وادّخارهما وكذلك اختيار لوازم البناء وسائر الأسباب كالأواني منهما : على خلاف مقتضى النقدين المتداولين فيما بين أيدى الناس لمعاملاتهم ورفع احتياجاتهم وتأمين معايشهم.
{وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا} [الإنسان : 15، 16] .... {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان : 21] وقد اختيرت الفضّة من الفلزّات : من جهة صفائها وبروقها وابيضاضها ولينتها ذاتا ، ولمّا كانت أسباب العيش في الآخرة خارجة عن الموادّ الدنيويّة الكثيفة : فلا بدّ من كونها ممّا بشبهها في الصورة والصفات الممتازة ، وفيها صفاء ولطف ونورانيّة وبروق.
مضافا الى كونها منكسرة منبثّة في قبال الجلال والعظمة والكبرياء ، ليس لها من التشخّص والتكبّر والأنانيّة شي‌ء كما في الفضّة.
فأهل الآخرة يحلّون بهذه المقامات والصفات النورانيّة.
وآثار التحلّي وخصوصيّاتها ولوازمها تختلف باختلاف الموضوع والمحلّ والشكل والمورد ومراتب الأشخاص : كالذهب والفضّة ، والساعد والعنق والصدر ، والأساورة والحلقة والعقد والتاج ، وفي مورد أصحاب اليمين والسابقين والحور العين باختلاف مراتبهم ، وفي سائر الأسباب والوسائل اللازمة كالأواني وغيرها.
فالأواني من الفضّة : تناسب ما به يؤخذ الفيض من ظروف روحانيّة وقلوب نورانيّة والاستعدادات المنبسطة الطاهرة.
والأساور من فضّة : تناسب ما به يحلّى اليد في مقام العمل واظهار القدرة والفعّاليّة : من الإخلاص والتوجّه والمحبّة والطاعة.
وأمّا حقائق هذه الموضوعات المرتبطة بعالم الآخرة : فخارجة عن إدراكنا ، ولا يمكن لنا الوصول الى جزئيّاتها وخصوصيّاتها.
______________________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
‏- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ .


Untitled Document
قصص وعظات
رَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ (قصة قصيرة)
حمدي الروبي
ترنيمة اللقاء ، قراءة نقدية في قصيدة : أغداً ألقاك
حمدي الروبي
الفرق بين التدريب والتعليم
د. فاضل حسن شريف
عقيدة الزيدية والقرآن الكريم من سورة المائدة (ح 22)
ياسين فؤاد الشريفي
قبيلة الهيمبا المتأصلة
د. فاضل حسن شريف
عقيدة الزيدية والقرآن الكريم من سورة المائدة (ح 21)
حمدي الروبي
هل تنجح الصين في تهميش الدور الأمريكي في الشرق الأوسط
د. فاضل حسن شريف
عقيدة الزيدية والقرآن الكريم من سورة المائدة (ح 20)
جواد مرتضى
لولا تعدد الأذواق لبارت السلع هل لها اصل روائي
حمدي الروبي
قراءة الناقدة الجزائرية فريدة مساعدية في قصيدة "أحبك"...
د. فاضل حسن شريف
الامام الصادق في كتاب موازين الهداية للدكتور أبو لحية...
د. فاضل حسن شريف
واجبات وحقوق المعلم في المجتمع والقرآن الكريم (ح 19)
حمدي الروبي
مهارات تربوية ناجحة يحتاجها المربون
السيد رياض الفاضلي
مواقف تُكتب ومصائر تُرسم