ناقش الباحث رياض عبد العزيز فرحان من جامعة العلوم الإسلامية في لندن بحثاً بعنوان (آلام السجناء السياسيين في حقبة البعث المجرم في العراق). جاء ذلك في الجلسة البحثية الصباحية من اليوم الثاني للمؤتمر الدولي السنوي (ذاكرة الألم في العراق)، الذي يقيمه المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرُّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، بالتعاون بين كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب - جامعة بغداد، ومؤسسة الشهداء، ومؤسسة السجناء السياسيِّين، والهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، بتاريخ 16 – 17 نيسان 2025. وتناول الباحث معاناة السجناء السياسيين في زمن البعث والوقت الحالي على مختلف المستويات الاجتماعية والمالية والنفسية والصحية، وغيرها، مشيرا إلى أبرز القضايا الحالية التي يمكن معالجتها مثل: مسألة إثبات فترة السجن، والحصول على تصديق رسمي يؤكد إن كان الشخص سجينًا سياسيًّا أم لا، حيث أدَّت هذه المشكلة إلى تقليص أعداد السجناء المعترف بهم رسميًّا، فبحسب المنظمات الدولية، بلغ عدد السجناء السياسيين خلال 35 سنة من حكم البعث أكثر من 789 ألف سجين، في المقابل، لم تصادق مؤسَّسة السجناء السياسيين بعد مرور 22 عاماً، إلا على 50 ألف سجين فقط، وهو ما لا يشكل سوى 10% من العدد الحقيقي، ويُعزى هذا التفاوت الكبير إلى الإجراءات البيروقراطية، والتشدُّد في تطبيق بعض التعليمات، وأحياناً إلى مخالفات قانونية في آليات النظر في الملفات، الأمر الذي أدى إلى رفض مئات آلاف الطلبات.
وخرج البحث بعدد من التوصيات؛ منها توصيات عامة، تتعلق بضرورة تخفيف الإجراءات وتسهيل آليات المصادقة، وإيجاد حلول منصفة للمتضرِّرين، إلى جانب توصيات خاصة لمؤسسة السجناء السياسيين، بعد تثمين جهودها في إعادة النظر ببعض الملفات التي لم يُبتَّ بها سابقًا، تدعوها إلى توسيع هذا العمل ليشمل أيضًا الطلبات المرفوضة، من خلال مراجعة قانونية لقرار الرفض، للتحقُّق مما إذا كان مطابقًا للقانون أم لا، واتخاذ ما يلزم بشأنه.