قدّمت المدير العام في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، الدكتورة عطور حسين علي الموسوي، بحثًا بعنوان (ضوء على العدالة الانتقالية في العراق). جاء ذلك في أثناء مشاركتها بفعاليات مؤتمر (ذاكرة الألم في العراق)، الذي يُقام بالتعاون بين كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب - جامعة بغداد، والمركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، ومؤسسة الشهداء، ومؤسسة السجناء السياسيين، والهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، بتاريخ 16 – 17 نيسان 2025. واستعرضت الباحثة حقبة قرن من الزمان في العراق، انتُهكت فيها حقوق الإنسان من دون رادع دولي يُذكر، ودون وازع في ضمير القابضين على السلطة المستبدة، وصاروا يتوارثون القمع بنسخ مطوّرة نمت عن وحشية وحقد دفين تعددت أسبابه ولعل أهمها حب السلطة، وعدم قبول الآخر. وتنطلق إشكالية البحث من كون مؤسسات العدالة الانتقالية في العراق، مؤسسات قانونية وحكومية، إلا أنّها لم تحقق أهدافها التي اختصّت بها ضمن آليات العدالة الانتقالية، كما ينبغي لها.
وتأتي أهمية البحث كونه يبيّن ما أنجزته مؤسسات الدولة التي تولّت ملف العدالة الانتقالية لم يكفِ، ولم تُكمل ما عليها إكماله من مهام، ليتم بعدها طي ملفات الماضي المؤلم في العراق. ويهدف المؤتمر إلى تجاوز الماضي ببناء هوية وطنية عراقية مناهضة للتطرّف؛ من أجل ضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة خالٍ من الألم، وتدوين جرائم التطرّف وعرضها أمام الرأي العام الدولي؛ للمساهمة في معالجة الآثار الاجتماعية والنفسية للعنف والإبادات الجماعية والجرائم والانتهاكات.