ناقش الباحث من جامعة السليمانية الدكتور سه ربه ست نادر عبدول، بحثًا بعنوان (مجزرة منع التجوال في السليمانية عام 1985: دراسة تاريخية في الأسباب والنتائج)، مستعرضًا الأسباب التي أدت إلى وقوعها، والنتائج المترتبة عليها وتداعياتها على المجتمع الكردي في ذلك الوقت. جاء ذلك في الجلسة البحثية الصباحية من اليوم الثاني للمؤتمر الدولي السنوي (ذاكرة الألم في العراق)، الذي يقيمه المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، بالتعاون بين كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب - جامعة بغداد، ومؤسسة الشهداء، ومؤسسة السجناء السياسيين، والهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، بتاريخ 16 – 17 نيسان 2025. وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على الأسباب التي أدت إلى وقوع المجزرة، والنتائج المترتبة عليها من النواحي السياسية والاجتماعية والإنسانية، مع تحليل تداعياتها على المجتمع الكردي في ذلك الوقت، بالإضافة إلى أبعادها القانونية، والإنسانية في ضوء القانون الدولي.
وتطرّق الباحث في دراسته إلى المجزرة، بوصفها حدثًا مأساويًّا شهدته المدينة في فترة النظام المقبور، إذ تعرّض عدد كبير من المدنيين لانتهاكات جسيمة بسبب فرض حظر التجوال وقمع الحريات. وتفترض الدراسة البحثية أنّ مجزرة منع التجوال في السليمانية لم تكن مجرد إجراء أمني، بل كانت جزءًا من سياسات القمع الممنهجة ضد الأكراد؛ بهدف ترهيب السكان، وإحكام السيطرة السياسية، مما أدى إلى تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني في المنطقة. ويهدف المؤتمر إلى تجاوز الماضي ببناء هوية وطنية عراقية مناهضة للتطرّف؛ من أجل ضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة خالٍ من الألم، وتدوين جرائم التطرّف وعرضها أمام الرأي العام الدولي؛ للمساهمة في معالجة الآثار الاجتماعية والنفسية للعنف والإبادات الجماعية والجرائم والانتهاكات.