قدّم عضو الهيأة العلمية في مجمّع التعليم العالي بجامعة المصطفى العالمية، الدكتور الشيخ خالد غفوري الحسني، ورقةً بحثية حول البُعد الإنساني في فقه الإمام الباقر(عليه السلام). جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة البحثية لمؤتمر الإمام الباقر(عليه السلام) العلمي، الذي يشرف عليه مركز الصادقين(عليهما السلام) للبحوث والدراسات والتحقيق، والمنعقد ضمن فعّاليات أسبوع الإمامة الدولي الثاني الذي تقيمه العتبة العبّاسية المقدّسة، تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (منهاج الأئمّة -عليهم السلام- في تربية الفرد والأمّة)، للمدّة 27/ 6/ 2024م إلى 4/ 7/ 2024م. وتناول الباحث في بحثه الموسوم (البُعد الإنساني في فقه الإمام الباقر(عليه السلام): توريث أطفال الذمّي نموذجاً)، حديثاً منسوباً للإمام الباقر(عليه السلام) يسلّط الضوء على قواعد الإرث بين المسلمين وغير المسلمين، موضّحاً أن الفتاوى المستقرّة في فقه أهل البيت، بما فيهم الإمام الباقر (عليه السلام)، تؤكّد أن المسلم حتّى وإن كان بعيد الصلة، يحجب الكافر عن الإرث، ولو كان الأخير قريباً.
وبيّن الحسني أن "هناك استثناءً هاماً ظهر في حديثٍ آخر منسوب للإمام الباقر(عليه السلام)، رواه عبد الملك بن أعين ومالك بن أعين، وهذا الحديث يتضمّن توجيهاً بإنفاق الوريث المسلم على أطفال الذمّي حتّى يبلغوا، ممّا أثار جدلاً بين الفقهاء حول صحّة السند والمضمون". ويبرز الحديث الذي جاء في البحث بُعداً إنسانياً متقدّماً في فقه الإمام الباقر(عليه السلام)، حيث يظهر اهتماماً كبيراً بحماية حقوق الأطفال حتى وإن كانوا من غير المسلمين، كما أن لهذا الحديث تداعيات قانونية ملحوظة، ممّا يسلّط الضوء على تميّز مدرسة الإمام الباقر(عليه السلام) الفقهية في هذا السياق، مقارنةً بالمذاهب الإسلامية الأُخَر التي لا تقرّ بالتوريث في حالة اختلاف الدين.