المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


من مدينة الضباب إلى مدينة القباب


  

264       09:58 صباحاً       التاريخ: 2024-02-23              المصدر: alkafeel.net
حكاية "شرف الخدمة": مقامات وقامات ترفع الأكفّ بالدموع وتنحني خجلاً كالشموع لتخدم الجموع وشرف الخشوع.. شفاعة آل البيت(عليهم السلام) قصة خبريّة كتبها: عدي المختار لم يخيّل أبداً لذلك الصحفي الشاب (أحمد بركات 31 عاماً) والقادم من مدينة الضباب لندن إلى مدينة القباب كربلاء المقدّسة، لتغطية أكبر تجمّع بشري في العالم خلال (زيارة الأربعين)، أن تجتاحه مشاعر الاستغراب أكثر من المشاعر التي تملّكته وهو يشاهد من الجوّ هذا التجمّع البشري الرهيب، لا بل لم يسعفه الاستدراك حتى وعلامة الاستفهام الكبيرة كانت تهيمن على الموقف بعد أن عرف بالصدفة من يكون ذلك الخادم الذي يقف وسط الجموع ملوّحاً بريشته لتنظيم السير في ضريح الإمام الحسين(عليه السلام)، أو ذلك الخادم الذي يقف لساعات طويلة ليطهو الطعام للزائرين في مضيف أبي الفضل العباس(عليه السلام). رسم ذلك الشعور على وجهه الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات التي حاول الوصول فيها إلى إجابات تسدّ رمق الفضول لديه، لا سيما بعد أن تلقّى إجابات صادمة تفيد بأن الأوّل طبيب جرّاح والآخر أستاذ جامعي! تساؤلات مشروعة كان كلّ شيء في كربلاء المقدّسة خلال زيارة الأربعين يثير لديه ألف سؤال يحتاج إلى إجابة، وكلّما أيقن أنه قد امتلك ناصية الجواب ينسل من بين يديه ألف سؤال، فيربك إداركه الذي عجز فيه حتى على لملمة شتات تلك الأسئلة والبوح بها علانية فبدءاً من: - ميت استشهد في 61 للهجرة وبقي حتّى الآن يتلقّى تعازي (25) مليون من محبّيه حول العالم؟ - ما الذي تحمله بقعة أرض يحجّ لها كلّ هذا السيل الجارف من الجموع من الناس من أهمّية إسلامية وروحانية؟ - ما الدوافع التي تقف وراء هذه الأعداد من المتطوّعين والباذلين للطعام والإيواء شعبياً وحكومياً؟ - لماذا يُنحّي كلّ هؤلاء قاماتهم ومقاماتهم وحسبهم ونسبهم وحتّى مناصبهم جانباً أمام هذه القباب الذهبية؟ كلّها أسئلة كانت تضجّ في رأسه وتدفع به إلى اقتفاء أثر هذه الجموع لمعرفة الحقيقة من وراء تنحّي الحضور أمام حضور الغياب. إجابات تلميح لا تصريح كلّ الأسئلة التي دوّنها أحمد في كتيّبه الصغير خلال عشرة أيام من مكوثه في كربلاء المقدسة، منحها وقتاً خارج حدود الزمن حتّى وجد إجاباتها في حديثه مع رجال الدين الناس والمثقفين والأكاديميين، وحتى البسطاء منهم ممّن كان يلتقيهم خلال تغطيته الصحفية، وعرف تماماً ماذا يعني أنك تقف أمام بقية نبيّ الإسلام وخاتم الأنبياء، والأبعد من ذلك ماذا يعني وقوفك بين يدي مشاهد ذرية محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، ممّن استشهدوا مظلومين من أجل هذه الجموع!. لم يستسلم أحمد بل كانت أسئلته تكبر وتكبر كلّ ثانية، وحين راح يبحث عن إجابات للسؤال الأهمّ الذي فيه اختصار للإجابة عن كلّ تلك الأسئلة: (لماذا يُنحّي كلّ هؤلاء قاماتهم ومقاماتهم وحسبهم ونسبهم وحتّى مناصبهم جانباً أمام هذه القباب الذهبية؟)، فقرّر المضي بجولة تقصّي في كلّ من العراق وإيران وسوريا، حيث المدن التي يوحّدها نسل النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) وسحر القباب الذهبية، وتذوب فيها عشقاً مقامات وقامات نخبوية قد أدركت الفتح. من العراق إلى سوريا وإيران توقف أحمد خلال رحلة بحثه عند معلومةٍ سمعها من المارّة، مفادها "العراق وسوريا وإيران نبض عشاق يتسابقون في الخدمة"، فراح يبحث ما في العراق وسوريا وإيران من نبض متشابه. فهنا في العراق بلد حضارة وادي الرافدين أو بلاد ما بين النهرين (دجلة والفرات)، حيث أقدم الحضارات المكتشفة قبل أكثر من 7000 سنة، هنا تقف الحضارة شاخصة تتفيأ بظلال قباب ذهبية مدّت هذه الأرض بالنبض، إنها قبة (النجف الأشرف) حيث مرقد ابن عم النبيّ وزوج ابنته الإمام الشهيد علي(عليهم الصلاة والسلام)، وقباب (كربلاء المقدسة) حيث ضريح سبط النبيّ الإمام الشهيد الحسين وأخيه أبي الفضل العباس وأصحابهم(عليهم السلام)، وقبة (سامراء) مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري(عليهما السلام)، وقباب (الكاظمية) قلب العاصمة بغداد حيث مرقد الإمام الشهيد موسى الكاظم وحفيده الإمام محمد الجواد(عليهما السلام). أما في سوريا فيشمخ ضريح مهيب لحفيدة النبي هي السيدة زينب بنت الإمام علي(عليهم الصلاة والسلام)، وفي إيران حيث ضريح حفيد النبيّ أنيس النفوس الإمام الرضا(عليهما الصلاة والسلام)، إنك حينما تقف هنا أو هناك فإنك تقف حيث مشاهد آل النبيّ الأطهار(عليهم الصلاة والسلام)، ممّن كانوا شوكة في عيون الحكّام والسلاطين الطغاة من أجل صلاح الدين، وقدّموا أرواحهم لذلك فداء، لهذا يحجّ لهذه المشاهد المقدسة الملايين من كل أنحاء العالم، في مشهد روحاني مهيب بالحزن وفريد بالانتماء، تغيب عن الوعي هنا كلّ الفروقات والمقامات والقامات، وكأنهم في مشهد تطهير مسرحي. لغة الأرقام لا تكذب راح أحمد يبحث عن الإجابات عبر المواقع الرسمية للعتبات المقدسة في العراق وسوريا وإيران وصدمته المواقع بالكثير من الأرقام: النجف الأشرف: في شهادة الإمام علي(عليه السلام) فقط تسجّل العتبة العلوية المقدّسة مشاركة أكثر من (1000) متطوّع سنوياً. كربلاء المقدسة: تسجّل العتبة الحسينية المقدسة مشاركة أكثر من (12000) متطوّع سنوياً، في حين تسجّل العتبة العباسية المقدسة مشاركة أكثر من (13,128) متطوّع سنوياً. الكاظمية ببغداد: تسجّل سنوياً العتبة الكاظمية المقدّسة مشاركة أكثر من (2400) متطوّع من الرجال والنساء سنوياً. سامراء في صلاح الدين: تسجّل العتبة العسكرية المقدّسة مشاركة أكثر من (3.500) متطوّع سنويا. الجمهورية العربية السورية: تسجّل سنوياً إدارة مرقد العتبة الزينبية المقدّسة مشاركة أكثر من (1000) متطوّع من داخل سوريا وخارجها، فضلاً عن مواكب الخدمة والمتطوّعين الذين توفدهم العتبات المقدّسة في العراق إلى سوريا، يعملون في خدمة زوار السيدة زينب(عليها السلام). الجمهورية الإسلامية إيران: تسجّل العتبة الرضوية المقدّسة مشاركة ما يقارب (62) ألف خادمٍ فخريّ يعملون في خدمة زوار الإمام الرضا(عليه السلام). لوحة عشق لوح أحمد بركات لأصدقائه في مركز التنسيق الإعلامي في العتبة العبّاسية المقدسة، ممّن حضروا لتوديعه عند مدرج الطائرات في مطار النجف الأشرف تلويحة الوداع، بعد أن حجز له مقعداً في الطائرة المتّجهة إلى مدينة الضباب لندن، عائداً من مدينة القباب وهو محمّلٌ بالكثير من الإجابات والأرقام التي دوّنها في كتيّبه، ليكتب هناك هذه القصّة الخبرية التي تقرؤون سطورها الآن عن مقامات وقامات برتبة خادم. بعد أن ختمها بملحوظة تفيد "أن كلّ هذه الأرقام الخاصة بالمتطوّعين في (العراق – سوريا – إيران) لم تكن إلا جزءاً من الحقيقة وليست الحقيقة كاملة!. فهذه الإحصائيات التي دوّنت هي أعداد المتطوّعين في المجال الخدمي فقط، من غير الأعداد التي تجاوزت الآلاف في الأقسام الأخرى، فضلاً عن أعداد المواكب الخدمية الشعبية التي تجاوزت في أعدادها الكثير ممّا ذُكِر. وكلّ هؤلاء المتطوّعين هم من مختلف الشرائح والاختصاصات والمناصب والمقامات، فإنك تجد هنا أو هناك (مهندسين وأطباء وأساتذة جامعات ومفكّرين ومبدعين وأدباء ومخترعين وعلماء ورجال سلطة وتجّار ورجال دين وبسطاء). إنها لوحة عشق لا تشبه أي لوحة في الكون، امتزجت بها الألوان وتشابكت فيها الخطوط وتوحّدت فيها الروح، لتتجسّد معادلة العاشق للمعشوق (خادم + زائر) هم محبّون في محراب العشق السرمدي لمحمد وآل بيته الأطهار(عليهم السلام). أحمد بركات مهر وسم قصّته بهذا العنوان: من مدينة الضباب إلى مدينة القباب حكاية "شرف الخدمة" مقامات وقامات ترفع الأكفّ بالدموع وتنحني خجلاً كالشموع لتخدم الجموع والشرف شفاعة آل البيت(عليهم السلام).


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
مفهوم الزنا في القرآن الكريم (الزنى، الزاني، الزانية،...
حامد محل العطافي
مصاديق المكر الالهي
منتظر جعفر الموسوي
كيف استثمر أموالي استثماراً ناجحاً ؟
د. فاضل حسن شريف
مفهوم الزنا في القرآن الكريم (الزنى، الزاني، الزانية،...
احمد الخرسان
مواعظ عن الموت / الموعظة السادسة
د. فاضل حسن شريف
کتاب مصباح الشريعة المنسوب للإمام الصادق والقرآن...
احمد الخرسان
مواعظ عن الموت / الموعظة الخامسة
د. فاضل حسن شريف
کتاب مصباح الشريعة المنسوب للإمام الصادق والقرآن...
احمد الخرسان
مواعظ عن الموت / الموعظة الرابعة
د. فاضل حسن شريف
شبهة العصمة "لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ...
احمد الخرسان
مواعظ عن الموت / الموعظة الثالثة
د. فاضل حسن شريف
شبهة العصمة "لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ...
احمد الخرسان
مواعظ عن الموت / الموعظة الثانية
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق علم وعقيدة لمؤلفه لاوند والقرآن...