نظّمت جامعة الكفيل المؤتمر العلمي الخامس للتخصّصات الطبية والهندسية والعلوم الصرفةISCKU) 2024) بمشاركة (18) دولة عربية وأجنبية، وحضور مميز ونقاشات فاعلة. ويُعدّ المؤتمر منصّة للباحثين والمختصين في مجالات الطب والهندسة؛ لتبادل الأفكار والخبرات، مستعرضًا أحدث التطورات التكنولوجية والعلمية في هذه الأقسام الحيوية. وعُقد المؤتمر للمدة (17-18) من شهر شباط 2024 بالتعاون مع مستشفى الكفيل التخصّصي، وجامعتي العميد وتوليدو الأمريكية وجمعية العميد العلمية والفكرية، وشهد حضور أعضاء مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة ومسؤوليها ورؤساء أقسامها، وشخصيات رسمية وأكاديمية وعدد من رؤساء الجامعات ومدراء المستشفيات العراقية. البحث العلمي وسيلة الوصول إلى حقائق الأشياء: كلمة العتبة العباسية المقدّسة مثّلت كلمة العتبة العباسية التي أُلقيت ضمن فعاليات المؤتمر، نقطة تحولية ومهمة في تواصل التفاعل والتبادل الثقافي والعلمي بين المؤسسات، فالعتبة العباسية تمثل واحدة من أبرز المراكز العلمية والدينية في العالم، وتتميز بتاريخها العريق وإرثها الثقافي العظيم. وعكست كلمة العتبة المقدسة في المؤتمر التزامها الراسخ بدعم التطور العلمي والبحثي، وتعزيز روح التعاون والتفاعل بين المؤسسات الأكاديمية والعلمية، يأتي ذلك تأكيدًا على دور العتبة العباسية الفاعل في بناء جسور العلم والمعرفة، وتعزيز قيم التعاون والتضامن العلمي بين مختلف القطاعات والمؤسسات بالمجتمع، وفي السياق نفسه ذكر مدير مكتب المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة في الكلمة الافتتاحية، أنّ "العتبة العباسية المقدسة بادرت وفق رؤية واضحة على تأسيس برنامج تعليمي وتربوي يبدأ برياض الأطفال مستمرًّا بمراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية وصولاً إلى الجامعة وفي تخصّصات مختلفة؛ سعيًا منها للمساهمة في خدمة الطلبة ومجتمعنا، آملاً في الوقت نفسه أن تكون مخرجاتها متميزة في عطائها العلمي وكفاءتها العملية المؤطر بما حملته من قيم وأخلاق خلال مدة مكوثها في أروقة التعليم والتعلم". وقدّمت العتبة العباسية تعريفًا بالجهود والمبادرات التي تقوم بها العتبة المقدسة في دعم البحث العلمي وتعزيز التطور الأكاديمي والثقافي في العراق وخارجه، مشيرة إلى أنّ "البحث العلمي هو أحد الوسائل المهمة للوصول إلى حقائق الأشياء والتعرف على المخفي من الأمور سواء بالوصف أو التنبؤ أو التفسير أو التقويم أو الدحض والتفنيد، وهذا لا يتم إلا عبر الالتزام بالمنهج العلمي السليم والقويم، إذ يخلق لدى الباحث الدقيق اعتقادًا بأن ما توصل إليه من نتائج هو صحيح وواقعي بما توفرت لديه من أدلة حاضرة، وأنّه قادر على الدفاع عن نتائج بحثه بالدليل والبرهان". تمتلك العتبة العباسية المقدسة تاريخًا غنيًّا بالتراث والمعرفة، ولم يقتصر دورها في المجالات الدينية والثقافية فحسب، بل تجاوز ذلك لتلعب دورًا مؤثرًا في دعم الكفاءات العلمية في العراق وتعزيزها، إذ أكدت العتبة العباسية في فعاليات المؤتمر على التزامها بدعم البحث العلمي والكفاءات العراقية، مما يعزز مكانة العراق في المشهد العلمي والأكاديمي العالمي، هذا ما أوضحه الدكتور أفضل الشامي بالقول، أنّ "المتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي يؤكد دائمًا وفي لقاءات متواصلة مع قيادات النشاط التربوي ضرورة الاستفادة من الكفاءات العراقية المتميزة، وتوفير البيئة العلمية والتربوية اللائقة، والتركيز على الرصانة العلمية في جميع مفاصل العملية التربوية، ويؤكد مرارًا أنّنا لا نقبل أن نضيف رقمًا إلى عدد الجامعات الأهلية في العراق، بل يجب أن تكون مخرجات جامعاتنا متميزة في عطائها العلمي والتربوي وفي مجالات العمل مستقبلاً". كما سلطت العتبة العباسية المقدسة الضوء على دورها في دعم الخريجين وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم المهنية، مؤكدة على التزامها بتقديم الدعم اللازم للشباب الطموح عبر برامج تعليمية وفرص توظيف وتطوير مهاراتهم، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر استقرارًا وازدهارًا. وأشار الشامي إلى أنّ "العتبة العباسية المقدسة عملت على تنظيم مراسم تخرج للطلبة الحريصين على سمعة وطنهم ومستقبل أجيالهم، ويقدّموا صورة واضحة أنّ قائد المستقبل هو من يحترم قيم وطنه ويؤكد أنّه سينطلق إلى فضاءات العمل المختلفة وهو يؤدي قسم الإخلاص والوفاء والعهد، وأن يكون حريصًا وملتزمًا بخدمة شعبه ومواطنيه". تميّز بين الجامعات الأهلية في العراق احتلت جامعتا الكفيل والعميد مكانة عالية بين الجامعات الأهلية في العراق، إذ تميزت هذه الجامعات بتقديم برامج تعليمية متميزة ومتطورة تلبي حاجات السوق وتضمن جودة التعليم. وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لشؤون البحث العلمي الدكتور حيدر عبد ضهد، قال إنّ "جامعتي الكفيل والعميد تُعدّان من مفاخر الجامعات الأهلية في العراق، لامتلاكهن بنى تحتية متكاملة وإمكانات علمية وكفاءات عالية تفوق الكثير من الجامعات في العراق". عبد ضهد ذكر أنّ "المؤتمر مهم بالنسبة للوزارة، وما يميزه هو اهتمامه بالتخصّصات الطبية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وضعت مؤشرًا بأنّ التخصّصات الطبية لم تأخذ دورها في مجال البحث العلمي، وهذا المؤتمر هو واحد من أهم الإجراءات التي تبنتها جامعتا الكفيل والعميد؛ من أجل تعزيز البحث العلمي في هذه التخصّصات". تلعب جامعة الكفيل دورًا مهمًا في دعم مفاصل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، عبر تقديم خدمات تعليمية وبحثية عالية الجودة، والمساهمة في تحقيق أهداف الوزارة وتطلعاتها، ومما أشاد به وكيل الوزير أنّ "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تتقدم بالشكر لجامعة الكفيل؛ لدعمها غير المحدود لمفاصل وزارة التعليم وتعاونها المستمر، وخصوصًا موضوع توفير حساب مفتوح لكل تدريسي وطالب بالجامعات العراقية في (سكوباس)، وهذا الحساب لا يمكن توفيره لولا جامعة الكفيل التي تحملت مسؤولية جمع وتولي الملف المالي لعملية تسديد التزامات العراق تجاه مؤسسة (السيفر) المسؤولة عن مستوعب (سكوباس)". مشاركات مميزة تنظيم المؤتمرات العلمية هو جزء أساسي من دور الجامعة في تعزيز البحث العلمي وتبادل المعرفة، وتنظم جامعة الكفيل مؤتمرات علمية في التخصّصات والمجالات الأكاديمية المختلفة، لتقديم أحدث الابتكارات والاكتشافات ومشاركة الخبرات والنقاشات العلمية. رئيس جامعة الكفيل الدكتور نورس الدهان يقول "أوجدنا بيئة بحثية محفزة للباحثين على البحث العلمي ونشره، راصدين مكافآت مالية لمن ينشر أبحاثًا في مجلات عالمية رصينة، وأسهمت الجامعة بخلق وسائل نشر رصينة للنشاطات البحثية الأكاديمية العلمية، إذ يسّرت على الباحثين نشر نشاطاتهم البحثية في مجلتي الجامعة (معين، والباهر) وهما مجلتان علميتان محكّمتان ينشران في دار (ELSEVIER-DIGITAL COMMONS)، وسبقت جامعتنا الجامعات الأهلية كافةً في استحداث المراكز البحثية مثل (مركز التعليم المستمر ومركز أبحاث جامعة الكفيل للعلوم الطبية والصيدلانية)". وقدّمت العديد من الأبحاث والدراسات التي تسلط الضوء على التحديات الحالية والمستقبلية في مجالات الطب والهندسة والعلوم الصرفة، وفي الإشارة إلى الجانب البحثي للمؤتمر أشار الدهان إلى أنّ "عدد البحوث بلغت أكثر من ألف بحث، والمقبولة منها (670) بحثًا، وعدد البحوث الدولية المشاركة في المؤتمر (47) بحثًا، إذ بلغت عدد الدول المشاركة في المؤتمر (18) دولةً وهي (أمريكا، بريطانيا، روسيا، الصين، إسبانيا، أستراليا، إيران، ماليزيا، الهند، تركيا، بلغاريا، جنوب إفريقيا، نيجيريا، تنزانيا، مصر، لبنان، السعودية وسوريا)، فضلاً عن العراق ممثلاً بوزارات (التعليم العالي والبحث العلمي، التربية، العلوم والتكنولوجيا، الصحة، الصناعة، البيئة، ووزارة الموارد المائية)، وستُنشر البحوث المقبولة في مجلات عالمية مصنفة ضمن مستوعبات (سكوباس، وكلارفيت)". مواءمة التعليم العالي: صياغة مخرجات التعليم الجامعي لتلبية الاحتياجات المجتمعية كان عنوانًا لندوة عُقدت على هامش المؤتمر العلمي الدولي الخامس الذي عُقد في جامعة الكفيل، قدّمها نائب رئيس قسم المختبرات الطبّية وعلم الأمراض في مؤسّسة حمد الطبّية في قطر، الدكتور وليد إبراهيم الولي الذي قال إنّ "المحاضرة تناولت موضوع مواءمة التعليم الجامعي لتلبية الاحتياجات الاجتماعية، إذ تطرّقت خلالها إلى أنّ المجتمعات بدأت تتقدّم وسوق العمل أخذ يتطوّر بشكلٍ كبير، ولا بدّ من مواكبة ذلك التغيير من خلال جوانب متعدّدة أهمها المجال التعليمي". وأضاف "نحتاج إلى استراتيجيةٍ شاملة مبنيّة على أُسس بعيدة المدى، لاستثمار الكفاءات الموجودة لدينا بما يخدم المجتمع والصالح العام". وتابع أنّ "المحاضرة قدّمت مجموعةً من الحلول، أبرزها إيجاد دراسة مستفيضة، لعلّها تكون على مستوى الأبحاث للاستفادة من تجارب باقي الشعوب والمجتمعات في العالم، ونكيّفها لصالح المجتمع العراقي، في مواكبة التطوّر الحاصل في سوق العمل وإيجاد فرصٍ جديدة لأبنائنا"، لافتًا إلى أنّ "الوسط الأكاديمي والتعليمي يُعدّ جزءًا من منظومة كاملة تحتاج إليها تلك الدراسة، لتأخذ فرصتها على أرض الواقع بشكلٍ عمليّ". اليوم الثاني: مناقشة (250) بحثًا علميًّا انطلقت صباح يوم الأحد 18/ 2/ 2024، فعّاليات اليوم الثاني من مؤتمر جامعة الكفيل العلميّ الدولي الخامس، للتخصّصات الطبية والهندسية والعلوم الصرفة، بإقامة الجلسات البحثية. رئيس جامعة الكفيل الدكتور نورس شهيد الدهان يقول، إنّ "فعّاليات اليوم الثاني من المؤتمر العلمي الدولي الخامس، انطلقت بإقامة الجلسات البحثية التي شهدت مناقشة أكثر من (250) بحثًا، من مجموع البحوث المقبولة البالغ عددها (760) بحثًا، تُناقش خلال يومي المؤتمر". وأضاف أنّ "الجلسات البحثية عُقدت بالتوازي في كليات الجامعة (الطب، طب الأسنان، الصيدلة، التقنيات الصحية والطبية، الهندسة التقنية)، لمناقشة البحوث المشاركة كافة". وتابع الدهان أنّ "البحوث المطروحة تُعنى باختصاصاتٍ مختلفة، منها الطبية، والصيدلانية، وطب الأسنان، فضلاً عن اختصاص التقنيات الصحّية والهندسة التقنية"، لافتًا إلى أنّ "الأبحاث ستقدّم نتاجاتٍ علمية تُسهم في رفع مستوى التعاون بين مؤسّسات الدولة والقطّاع الخاص، وإيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها المجتمع بما يخصّ المجال الطبي والبيئي". على هامش مؤتمرها.. جامعة الكفيل تفتتح مختبرات خاصّة بكلية التقنيات الصحية والطبية افتتحت جامعة الكفيل، مختبراتٍ خاصة بكلية التقنيات الصحية والطبية، على هامش فعاليات مؤتمرها العلمي الدولي الخامس للتخصّصات الطبية والهندسية والعلوم الصرفة. وقال عميد كلية التقنيات الصحية والطبية الدكتور فاضل إسماعيل شراد، "افتتحنا المختبرات الخاصة بقسم التخدير التابع لكلية التقنيات الصحية والطبية، بعد تجهيزها بأحدث الأجهزة والمستلزمات". وأضاف أنّ "المختبرات أُعدّت وفق ما ينسجم مع رؤية كلية التقنيات ورسالتها، في إعداد جيلٍ من المتخرّجين يتمتّعون بكفاءة ومهنية عاليتين". النتائج والتوصيات اختتمت جامعة الكفيل فعاليات مؤتمرها العلمي الدولي الخامس للتخصّصات الطبية والهندسية والعلوم الصرفة، بتاريخ 18 شباط 2024، لتنتهي بعد ذلك أيام مليئة بالنشاط العلمي والحوارات البنّاءة. الدكتورة نوال عائد الميالي المعاون العلمي لرئيس جامعة الكفيل أثنت في البيان الختامي على الطاقات التي بذلها جميع من شارك ابتداءً من اللجنة العلمية والتنظيمية والتنسيقية والإعلامية الذين حرصوا على متابعة أدق التفاصيل طوال مدة الاستعداد للمؤتمر؛ من أجل أن يخرج بأبها صورة. واستعرضت الميالي التوصيات العلمية التي انبثقت عن المؤتمر وهي: - 1- الانفتاح على العالم عبر إجراء أبحاث علمية مشتركة مع جامعات عالمية رصينة؛ بهدف الاطلاع على آخر ما توصلت إليه العلوم وكذلك إشراك جامعاتنا العراقية في المجتمع العلمي العالمي. 2- التعاون مع الدوائر والمؤسسات للاطلاع على أبرز المشكلات أو الصعوبات ومحاولة إيجاد حلول واقعية تصب في خدمة المجتمع. 3- الاهتمام بالأبحاث العلمية التي تُعنى بإدامة البيئة الطبيعية وتُعنى بموارد الطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة الصالحة للحياة الإنسانية. 4- تعزيز التعاون مع مؤسسات القطاع العام لإقامة الندوات والحلقات النقاشية للوصول إلى الأفكار التي تسهم في تطوير العمل ودفع عجلة الإنتاج وتبنيها في مشاريع بحثية تطبيقية. 5- الإسهام في نشر الأبحاث العلمية الرصينة في مجلات جامعة الكفيل لغرض التعجيل بفهرست أبحاث هي المجلات في مستوعب كلاريفيت مما يوفر فرصة للباحثين بتسهيل النشر العالمي لهم مجانًا.