أكد رئيس المجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية الدكتور مشتاق العلي أنّ جائزة الثقلين لخط المصحف الشريف فسحت المجال أمام الخطاطين العراقيين وشحذت مهاراتهم عبر التنافس الموضوعي إسهامًا منها في إعدادهم للمشاركات الدولية. جاء ذلك في كلمته خلال حفل اختتام جائزة الثقلين لخط المصحف الشريف الذي نظّمه المجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة ممثلًا بمركز خط المصحف الشريف، وبحضور الأمين العام للعتبة العباسية السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين وعضوي مجلس إدارة العتبة المقدسة السيد ليث الموسوي والدكتور عباس الددة الموسوي ورئيس جامعة الكفيل الدكتور نورس شهيد الدهان، وعدد من السادة رؤساء الأقسام والمهتمين بالشأن القرآني. وقال العلي في كلمته بالحفل إنّ "ألسنة الخلق تتباين في البيان بحجم امتلاكها للفصاحة والبلاغة في القول، وان الخط يختلف في ترجمته للحروف ضبطًا وجماليةً، من هنا كان التأكيد العملي لهذه الالتفاتة المهمة من لدن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) أن خط المصحف إملاءً عن النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) فور نزوله". وأضاف "انطلاقاً من هذه السُنّة العملية دأبت العتبة العباسية عبر المجمع العلمي للقران الكريم ممثلًا بمركز طباعة المصحف الشريف على تصميم استراتيجية برامجية لخدمة الخط العربي، لاسيّما الموجه لخط المصحف الشريف، حيث كان من بين ذلك جائزة الثقلين لخط المصحف الشريف التي نشهد اليوم حفل ختامها بعد سلسلة إجراءات امتدت لأكثر من عام". وأوضح أنّ "أهمّ الأهداف التي سعت العتبة المقدسة إلى تحقيقيها عبر هذا النشاط التنافسي المهم هو ديمومة السُنّة العملية وهي مواصلة خط المصحف الشريف، خدمة للكتاب العزيز وإبراز أهميته على الصعد كافة ولاسيّما نحن نشهد تصاعد وتيرة استهدافه من قبل المنحرفين واللاإنسانيين".
وتابع رئيس المجمع أنه "من خلال فسح المجال أمام الخطاطين العراقيين وشحذ مهارتهم عبر التنافس الموضوعي بوصف ذلك إسهامًا من العتبة المقدسة في إعدادهم للمشاركات الدولية، وفتح نافذة جديدة لخدمة المصحف الشريف إضافة إلى النوافذ الإقليمية والدولية الساعية إلى ذلك". وأشار إلى أنّ "جائزة الثقلين تُعدّ الأولى من نوعها على مستوى العراق والعالم الإسلامي، إذ لم يسبق أن تظافر (10) خطاطين لخط مصحف الأعشار"، لافتاً إلى أنّ "ما يميز الجائزة أنّها استوعبت فسيفساء العراق، إذ اشترك فيها الخطاطون العراقيون من مختلف المحافظات ورُشِّح من (47) مشاركًا عشرة فائزين من بغداد وأربيل ونينوى والأنبار والنجف الأشرف". وفي ختام كلمته نقل العلي شكر المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي وأمانتها العامة إلى جميع من أسهم في إنجاح التظاهرة الفنية القرآنية من المتسابقين ولجنة التحكيم من داخل العراق وخارجه.