أقامت العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة مساءَ اليوم الخميس، فعاليات مسابقة مراقي المجتبى (عليه السلام) العالميّة الثالثة للشعر العمودي. وتأتي المسابقة تحت شعار (المجتبى "عليه السلام" ميدانُ السَّخاءِ وسيماءُ الأنبياء)، وأشرفَ على تنظيمها قسم الشؤون الفكرية والثقافية وجامعةُ العميد. وشهدت المسابقة حضور عدد من أعضاء مجلس إدارة العتبة العباسية ورؤساء أقسامها، إلى جانب شخصياتٍ من الأكاديميين والحوزويين ونخبة من الشعراء المشاركين في المسابقة. واستُهلّت الفعّاليات بتلاوةٍ عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين القارئ عمار الحلي، أعقبتها كلمة اللجنة التحضيرية للمسابقة ألقاها الدكتور علي كاظم المصلاوي، وقال فيها: إن "الأحاديث كثيرة في سيرة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) العطرة، التي ما زالت المحاولات جارية لتشويهها والانتقاص منها بطريقة أو بأخرى، وقد رعت الأمانة العامة للعتبة العبّاسية المقدّسة المسابقة لتحفّز أقلام الباحثين الأكاديميين والحوزويين، للدفاع عن تلك السيرة ونصرة صاحبها ودفع الحيف والظلم الذي لحق به".
 
وأضاف أن "الشعر بما عرف عنه من سطوة وتأثير في النفوس والعقول، يمكن أن يصل صداه أبعد وأعمق وأكثر ممّا سجّلته البحوث الأكاديمية، فالعرب أمّةٌ شاعرة كانت وما زالت تقرضه وتستحسنه وتتأثّر به، لذا بزغت فكرة مسابقة مراقي المجتبى(عليه السلام) للقصيدة العمودية العالمية الأولى وها نحن في نسختها الثالثة، لتستوعب تلك الطاقات الإبداعية الراقية المحبّة لأهل البيت(عليهم السلام)، في العراق وعموم البلدان العربية والإسلامية". وتابع "شاركت في هذه المسابقة ثمانٌ وأربعون قصيدة، لشعراء من دول عربية وإسلامية هي: (سوريا، ولبنان، والبحرين، وإيران، فضلًا عن العراق)، وأخضعت لضوابط التقييم الفنّي من لدن لجنة تحكيمٍ فنّية موقّرة، ثمّ دُقّقت بيانات التقييم من قِبل اللجنة التدقيقية وتثبيت الأسماء على القصائد الفائزة". أعقبت ذلك كلمة اللجنة التحكيمية للمسابقة ألقاها السيد مهند مصطفى جمال الدين، وأكّد خلالها على أن "المنتجات والقوافي الشعرية داعمة للعقيدة والمبادئ القيّمة، وتمثّل ذلك بما أنشده الشعراء على مرّ التاريخ حينما تغنّوا بأهل البيت(عليهم السلام) عبر قصائدهم". وأضاف أن "الشاعر لديه أكثر من جانب في سيرة الإمام الحسن(عليه السلام) يستطيع أن يتناولها في قصيدته، منها الجانب السياسي والعاطفي فضلًا عن الديني والأخلاقي والتاريخي وغيرها، موضحًا أن "القصائد يجب أن تكون مؤثرة في المتلقّي لكي تتناقلها وتردّدها الأجيال، كما فعل الشعراء سابقًا بتوظيف المسائل التاريخية والعقائدية والمبادئ وتخليدها من خلال قصائدهم، سواء كانت هذه القصائد فصيحة أو شعبية". وارتقى بعد ذلك منصّة الحفل الشعراءُ العشرةُ أصحاب القصائد الفائزة في المسابقة لإلقاء قصائدهم على مسامع الحاضرين، لتختتم فعّاليات المسابقة بتكريم اللجان المشرفة والشعراء الفائزين من قِبل عضوَي مجلس إدارة العتبة المقدّسة كلٍّ من السيد ليث الموسوي والدكتور عباس الدده الموسوي، إضافةً إلى مساعد رئيس جامعة العميد للشؤون الإدارية الدكتور علاء الموسوي.