خرج أسبوع الإمامة الدولي بنسخته الأولى الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة، تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة)، بتوصيات عديدة من ضمنها استمرارية انعقاده. وجاء في التوصية الأولى من التوصيات التي قدمها الاستاذ الدكتور كريم الخالدي "وهي الاستمرار على إقامة أسبوع الإمامة في الأعوام القادمة، لما تحقّقه تلك الأسابيع من كتابة البحوث والدراسات العلمية، التي تغني المكتبة الإسلامية بمزيد من الرؤى التي تخدم المشروع الثقافي العام لأتباع أهل البيت(عليهم السلام)، وسيكون أسبوع الإمامة للعام القادم حول أساليب تربية الفرد والمجتمع عند أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)". أمّا التوصية الثانية "العمل على جذب آليات الفضاءات الإعلامية والتقنية والفنية، من أجل إيصال رسائل الأسبوع إلى كلّ الطبقات والمستويات الاجتماعية، ومحاولة استقطاب أصحاب المحتوى الهادف للمشاركة ضمن الرؤى العامة لأسبوع الإمامة ورسالته الإنسانية". وحثّت التوصية الثالثة على "تشجيع الباحثين لكتابة الدراسات المبنية على منهج أهل البيت(عليهم السلام) في مجالات متنوّعة لإعداد برامج تربوية قادرة على مواجهة التحدّيات المعاصرة، وبمستوياتٍ مختلفة تُعنى بترسيخ الهوية الإسلامية ترسيخاً تربوياً، بالإفادة من سير الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) والموروث الشريف من كلماتهم وتوصياتهم وتوجيهاتهم في المجالين الفكري والعقدي". بينما ذهبت التوصية الرابعة "لإعداد ببلوغرافيا خاصّة بالبحوث والدراسات، التي درست شخصيّاتِ الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) وتراثهم الديني والعلمي، لتكون معيناً للباحثين والدارسين، وتتولّى لجان مختصّة بالبحث عن مناطق الفراغ في الدراسات، التي استهدفت التراث الديني والعلمي للأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، واقتراح العناوين التي تضمن سدّ تلك المناطق في مؤتمرات الأسبوع في الأعوام القادمة". فيما شملت التوصية الخامسة "حثّ الباحثين على دراسة العلوم البحتة كالطبّ والفلك والفيزياء والكيمياء، وغيرها، ممّا يتفرّع من هذه العلوم في التراث العلمي للأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، فضلاً عن دراسة العلوم الإنسانية في تراثهم وتشجيع البحث في مؤلّفات تلاميذهم ورسائلهم العلمية، وما أخذوه عن الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) من علوم". وتضمّنت التوصية السادسة "العمل على إشاعة ثقافة الانتظار المهدوي سبيلاً لتهذيب النفس وتبنّي السلوك الإنساني القويم، من خلال إيضاح أنّ حتميّة الظهور المقدّس الموعود، سبيل لوحدة الصفّ في المجتمع الإسلامي، عن طريق الإثبات القرآني، والنبويّ، ومأثور الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) والروايات التاريخية الصحيحة".
وأكّد المشاركون في أسبوع الإمامة في التوصية السابعة على "ضرورة إيجاد السبل للحوار البنّاء بين العلماء، مستندين إلى القرآن الكريم والأحاديث والنصوص المتّفق عليها، وأجمعوا على أهمية الاتّفاق على إرساء قواعد العدالة الاجتماعية في المجتمع الإسلامي، وترسيخها، والدعوة إلى التسامح المطلوب للعيش المشترك ونبذ العنف والتطرّف، والتعايش مع الآخرين بسلام واحترام على وفق القواعد والمبادئ التي دعا الأئمّة المعصومون(عليهم السلام) إلى إشاعتها وتطبيقها، لتكون تلك القواعد والمبادئ منهلاً ينتهل منها كلُّ متصدٍّ للمسؤولية". وفي الختام قدّم العلماء والأدباء والفنّانون، والكتّاب، المشاركون في أسبوع الإمامة الدولي الأوّل، جزيل الشكر والامتنان إلى المتولّي الشرعيّ للعتبة العباسية المقدّسة السيد أحمد الصافي، وأمينها العام السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، وأعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة ورؤساء أقسامها، لرعايتهم أسبوع الإمامة الدوليّ ولما بذلوه من جهود مباركة لتنظيم أنشطة هذا الأسبوع المتميّزة، داعين الله العلي العظيم أن تكون معطياته وتوصياته، أنواراً مقتبسةً من أنوار الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، لتضيء دروب المسلمين ومسالك الحقّ المبين في مجالات حياة المؤمنين.