عقد المجلس الثقافي في مكتبة الجوادين "عليهما السلام" العامة في الصحن الكاظمي الشريف يوم الخميس 2 شباط 2023 الندوة الثقافية الشهرية الحادية والثلاثين بعد المائة بحضور نخبة من الشخصيات العلمية والأكاديمية والاجتماعية ورواد المجالس الثقافية.
 وشهدت الندوة في محورها الأول بحث بعنوان: (الدور التجديدي والإصلاحي للعلامة السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني)، وذلك لمناسبة حلول الذكرى السنوية السادسة والخمسين لرحيله، حيث قَدّمَ الباحث الدكتور حسن عبود الجيزاني عرضاً موجزاً عن تلك الشخصية الرائدة في اليقظة الفكرية والتجديد والإصلاح الثقافي والسياسي والاجتماعي، وما لها من مواقف وطنية وجهادية مشهودة في ثورة العشرين ومقارعته للاحتلال، كما أشار إلى النتاجات الفكرية والعلمية والثقافية الجمّة للسيد الشهرستاني وإصداره لمجلة (العلم) عام 1910 التي تهتم بالعلوم والاستكشافات، مستطرداً في حديثه عن تلامذته ومنهم: الشيخ جعفر النقدي، والشيخ محمد رضا الشبيبي، والشيخ عبد العزيز الجواهري وغيرهم. ثم تطرق الباحث إلى المراكز التي تقلَّدها السيد هبة الدين الشهرستاني ومنها: منصب وزير المعارف العراقية سنة 1921م حيث كان له دورٌ كبير في بناء هيكلية الوزارة، وبناء المدارس وإقراره بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية في التعامل، واعتماده المناهج الحديثة في التدريس وسعيه في توحيد هذه المناهج واهتمامه بوسائل الايضاح وكل ما يخدم النشء الجديد. وكذلك شغل منصب رئاسة مجلس التمييز الشرعي الجعفري سنة 1923 ولمدة أحدى عشرة سنة حتى اعتزاله العمل الوظيفي.
وكان محورها الثاني بعنوان: (السيد جواد هبة الدين الشهرستاني ودوره في حفظ التراث) استهل بمشاركة الأستاذ الدكتور حميد مجيد هدو مستطرداً ذكرياته العلمية مع صديقه السيد جواد الشهرستاني منذ عام 1985 وحصوله على شهادة الحقوق، وأشار إلى موسوعيته بأحداث العراق السياسية وآثاره المخطوطة، ومشاركته في مؤتمرات علمية وفكرية خارج العراق.
بعدها تحدث فضيلة الشيخ عماد الكاظمي عن شخصية السيد جواد الشهرستاني واهتمامه الكبير بمكتبة الجوادين العامة هذا الصرح الثقافي والفكري والعلمي الكبير في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، وحفاظه على المؤلفات والكتب وأرشفة الوثائق والمخطوطات والمراسلات والتراث الثر الذي خَلفه إليه والده سماحة السيد هبةالدين متحدياً الظروف الصعبة التي شهدتها الحقب التاريخية في أواخر عقود القرن الماضي، واختتمت الندوة بمداخلات ومشاركة الرأي من قبل الحضور الكريم أثرت الندوة طرحاً وحواراً.