في أول مشروع لتوسعة العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية أفقياً منذ أكثر من ستة قرون خلت، باشرت كوادر قسم المشاريع الهندسية والفنية في العتبة العباسية المقدسة أعمالها في هذا المشروع الضخم فيما يخص العتبة العباسية المقدسة حصراً حيث يقوم القسم المرادف له في العتبة الحسينية المقدسة بمشروع توسعتها أيضاً، ليكمل العراقيون بمشروعي التوسعة الكبيرين هذا ما قام به أجدادهم حينما بنوا العتبات المقدسة في العراق، وليضعوا بصمات حضارتهم فيها. المشروعين العملاقين جاءا امتداداً لسلسلة مشاريع القسمين المذكورين في العتبات المقدسة، وبخطىً متسارعةٍ معتمدة على الخبرات الذاتية لتصميم وتنفيذ المشاريع.وفيما يخص العتبة العباسية المقدسة صرح عضو مجلس إدارتها الأستاذ عبد الأمير القريشي لموقع الكفيل مبيناً بأن ملاكات شركة أرض القدس الهندسية - شركة عراقية تتخذ من كربلاء المقدسة مقراً لها - وبإشراف ومتابعة الملاكات المتخصصة في قسم المشاريع الهندسية والفنية قد باشروا بهذا المشروع الذي يُعد الأول من نوعه من أكثر من ستة قرون. وأضاف القريشي يتضمن المشروع توسعة منشآت سور العتبة المقدسة ومن جميع جهاته الأربعة وبمسافات متفاوتة تتراوح بين (12) و(15)متراً باتجاه الأرصفة المحيطة بالعتبة المقدسة ومن جهة ساحة بين الحرمين أيضاً وبطوابق متعددة.وقال المهندس ضياء مجيد رئيس القسم المذكور لموقع (الكفيل) إن تلك الكوادر قد باشرت أعمال مشروع توسعة تلك المنشآت بعد إعداد تصاميم التوسعة – الجديدة - المعمارية والمدنية، مبيتدئة بعمليات التكسير للخرسانة المسلحة التي تحيط بأرضية المنطقة المحيطة بالعتبة المقدسة لتتم بها توسعة العتبة ككل بمساحة أرضية كبيرة تصل إلى أكثر من ( 5800 )م2 بشكل أفقي، وبكلفة تقديرية مقدارها ( 30 ) مليار دينار عراقيمبيناً أن المشروع يتضمن إضافة مساحة بناء بثلاث طوابق - بضمنها طابق تحت الأرض - ليكون مجموع مساحة البناء الأفقية والعمودية بكافة الطوابق الثلاثة هي (17400) م2. وأوضح (مجيد) أن الهدف من المشروع هو إضافة مساحات جديدة إلى العتبة العباسية المقدسة في سبيل استيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين حيث ستخصص لهم ضمن التوسعة أماكن للتعبد وأداء مراسيم الزيارة بالصلاة والدعاء مضيفاً كما يأتي المشروع لزيادة البنى التحتية للعتبة التي تساعد في تقديم أفضل الخدمات للزائرين، ولتغطية التوسعات الحاصلة في نشاطات أقسام العتبة بمختلف تخصصاتها، الهندسية والعلمية والفكرية والتعليمية والخدمية والتنظيمية والمالية وغيرها، وكذلك استبدال الكثير من الوحدات الخدمية الخاصة بالأمانات ومحلات وضع الأحذية والتفتيش، بمقرات بنائية ثابتة، وإدخالها في المساحة الجديدة بدل تناثرها هنا وهناك حول السور، داخل كرفانات ومسقفات تم تصنيعها في حينها في ورش العتبة لتغطية حاجة تلك الخدمات موضحاً ان المدة التقديرية لإنجاز المشروع ستكون ( 36 ) شهراً .موضحاً واجهتنا في عملية التصميم مسألة عدم انتظام وتناظر الأركان والزوايا الأربعة لمنشآت العتبة العباسية المقدسة، وبسبب عدم الانتظام هذا، تطلب الأمر منا في التوسعة الجديد تعديل التصميم لتحقيق التناظر في تلك الزوايا الأربعة، وقد استعنا من أجل ذلك بجهاز متقدم يقوم برسم الواقع الفعلي للعتبة المقدسة وبالدقة العلمية المضبوطة وهو جهاز (Total station)، وقمنا من خلاله بتعيين الركائز الجديدة للتوسعة بما يحقق التناظر في البناء، واستلزم تعديل التناظر أن يكون عرض التوسعة في بعض الأركان بحدود 17متراً بسبب تخصر الركنين الجنوبيين الشرقي والغربي بشكل كبير، الأمر الذي يستلزم تعريض التوسعة بما يحقق التناظر الهندسي المطلوب . مضيفاً ومن اللطيف ذكره أن هذا الجهاز يقوم أيضاً بمساعدتنا في تشخيص مكان الركائز على الأرض وبالدقة العلمية التي ذاتها التي رسمها، وبالتالي يُتيح تنفيذ التصميم كما هو وليس بشكل تقريبي، وتحقيق الهدف المرجو.يذكر أن البناء الحالي لحرم العتبة العباسية المقدسة قد اُنجز عام 790هـ، ولم تتم توسعته منذ ذلك الحين، وستكون أعمال توسعته الحالية - بمشروعي تسقيف الصحن الشريف وتوسعة منشآت السور لتنتقل إليها المنشآت الحالية- أول توسعة له منذ العام المذكور، والذي ينفذه قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة من خلال الشركة العراقية المذكورة. أما المشروع الذي تـُنفذه نفس الشركة العراقية في العتبة الحسينية المقدسة بخصوص توسيعها - بتوسيع منشآت سورها - من الخارج، فإنها التوسعة الثانية لحرمها بعد توسعة الحرم بتسقيف الصحن الشريف المُنجز عام 2009م، والذي أنجزته الملاكات الهندسية والفنية العراقية التابعة لشركة الأبحاث الهندسية الدولية((شركة عراقية تابعة لمركز الأبحاث الهندسية الدولية، والشركة والمركز كلاهما عراقيين ومقرهما الرئيسي في لندن، وفرعه في كربلاء المقدسة هو من قام بمشروع التوسعة هذا))، وبإشراف قسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة الحسينية المقدسة، والذي جاء بعد آخر توسعة للصحن الحسيني الشريف من جهته الشمالية في القرن العاشر الهجري.ومن الجدير بالذكر أن قسمي المشاريع الهندسية والصيانة الهندسية والفنية (الشؤون الهندسية والفنية سابقاً) في العتبة العباسية المقدسة قد نفذا العشرات من المشاريع الكبيرة وينفذان العديد منها (ومنها هذا المشروع) منذ تأسيسهما بعد سقوط النظام البائد، وقد تم تنفيذ معظمها بكوادرهما العراقية ، وأشرفا على ما تبقى منها والمنفذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة (ومنها هذا المشروع)، أو النادر مما نفذه عمالة أجنبية. وكانت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على لسان الأمين العام العلامة السيد أحمد الصافي كان أدلى بتصريح رسمي لموقع الكفيل مفاده إن الأعمال المختلفة من المشاريع وشراء العديد من المعدات الهندسية والتصنيعية والعلمية والخدمية والسيارات المتنوعة، وذلك لرفد أقسام العتبة بما تحتاجه، لخدمتها ولتطويرها، ولراحة زائريها، يتم بتمويل من ديوان الوقف الشيعي التابع لمجلس الوزراء العراقي، وبنسبة 80% ، بينما يتم تمويل النسبة الباقية - أي 20% - من الأموال الواردة إلى شبابيك الأضرحة المقدسة من الزائرين، وقسم الهدايا والنذور في العتبة المقدسة، والتي ترد فيهما أموال من العراقيين في الداخل والخارج، ومن العرب والأجانب.