لمناسبة ذكرى ولادة خير المرسلين الصادق الأمين محمد "صلى الله عليه وآله" والتي تتزامن مع ولادة حفيده سليل الإمامة سادس أئمة الهدى الإمام جعفر الصادق "عليه السلام"، وتواصلاً لفعاليات مهرجان ربيع الولادة الرابع الذي يُقام تحت شعار: (على صِراط أحمد)، وبرعاية مباركة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف، حفل يوم الإنشاد الإسلامي الثاني الذي يمثل رسالة محبة وسلام حينما تخاطب كلماته الأرواح والأفئدة وتحلق في عالم الإبداع والجمال.
 وحضر الحفل نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المهندس سعد محمد حسن، وعددٍ من أعضاء مجلس الإدارة الموقّر، وكوكبة من الأصوات الشابة الواعدة في مجال الإنشاد الحُسيني، وجمع من الزائرين الكرام.
استهل الحفل بتلاوة مباركة من كتاب الله العزيز عطّر بها أسماع الحاضرين قارئ مأذن العتبة المقدسة الشيخ منير عاشور، بعدها كلمة إعلام العتبة الكاظمية المقدسة وألقاها عضو مجلس الإدارة  المهندس جلال علي محمد جاء فيها قائلاً: (بداية نهنئكم باسم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بأمينها العام الدكتور حيدر حسن الشمري ومجلس إدارتها وجميع خدام الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" بمناسبة ذكرى مولد من بعثه الله رحمة للعالمين النبي الأعظم "محمد صلى الله عليه وآله وسلم" ومولد حفيده صادق آل محمد الإمام جعفر بن محمد "عليه السلام".. ونرحب بضيوفنا الكرام الذين لبوا دعوتنا لنلتقي اليوم ضمن فعاليات مهرجان ربيع الولادة تحت شعار على صراط أحمد بنسخته الرابعة.
وبيّن: أن منهاجنا في هذا المُلتقى الثقافي وهو ثاني أيام مهرجان ربيع الولادة مرتبط بفن من فنون الصوت والأداء حيث يتم توظيف هذا الفن لنقل تراث النبي وأهل بيته وفكرهم الوضاء لترسيخ حبهم ومودتهم ورسالتهم السامية في أذهان المجتمع فلا تخلو من المواعظ والعبر والدروس فضلا عن مدح صاحب الذكرى وعترته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.. فالإنشاد الديني هو أداء صوتيّ عالٍ قوي ذي شجن يتناول موضوعات كلها لها سمات روحانية ودينية ويرتكز فن الإنشاد عامة على قوة وجمال صوت المنشد الذي يعتمد كليًا على طبقاته وأيضا على خبراته بمعرفته بالمقامات واختيار ما يناسب منها للقصيدة الذي يقوم بإنشادها فهو فن يعتمد على الحناجر البشرية مع تدخل بعض الأجهزة والمعدات الحديثة أحيانًا والتي يمكن أن تضيف لمسة جمالية تنسجم وتخضع لأصوات المنشدين وقصائدهم لتعطي فرصة للإبداع.
ويبقى الإنشاد ساحة لاستعراض نوعين من الفنون فن الصوت والاداء وفن الشعر إذ يرتكز على قصيدة موزونة أو مجموعة قصائد مبنية على منهج القصيدة العربية مستخدمة فيها بحور الشعر العربي من البسيط والطويل والوافر والكامل وغيرها من بحور الشعر).
بعدها شهد الحفل مشاركة جماعية بأوبريت (ولِدَ الإيمان) من كلمات خادم العتبة المقدسة جاسم العبدلي، ومشاركة لفرقة إنشاد العتبة العلوية المقدسة بأنشودة عنوانها: (يا يوم مولدهِ الشريف سلامُ)، وكان لفرقة إنشاد العتبة الحُسينية المقدسة مشاركة بأنشودة مطلعها: (من مِثلكم ليّ رسول الله ينتسبوا)، وكذلك لفرقة إنشاد الجوادين بأنشودة (سيد الرسل الكرام)، ثم مشاركة لفرقة إنشاد فتية الكُميل بأنشودة (نبي الرحمة)، ومشاركة لفرقة إنشاد ديوان الوقف السُني، كما تخلل الحفل قصيدة ولائية للشاعر أبو يقين الصالحي ليختتم الحفل بتكريم الفرق الإنشادية.
وتجدر الإشارة أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تسعى من خلال هذا النشاط إلى الاهتمام بشريحة المنشدين والمواهب الإبداعية وتوفير الرعاية اللازمة لها والسعي إلى رسم خارطة طريق للإنشاد الديني والإسلامي الصحيح وفق منهج علمي متخصص ومعايير الانتماء إلى المدرسة المحمدية الحسينية العظيمة.