بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
(ذلكَ ومَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ)
صدقَ اللهُ العَلِيُّ العَظيمُ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين..
السلامُ على الحسين.. وعلى عليَ بنِ الحسين.. وعلى أولادِ الحسين.. وعلى أصحابٍ الحسين الذين بذلوا مُهَجَهُم دون الحسينِ عليه السلام..
السلام على الإمامين الأنورين الكاظمين الجوادين أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار.. السلام عليك سيدي يا صاحب الزمان أيها الآخذ بالثأر ورحمة الله وبركاته..
بقلوب يملؤها الحزن والأسى نرفع من جوار الإمامين الطاهرين الكاظمين الجوادين عليهما السلام أحر التعازي وأسمى آيات المواساة إلى مقام إمامنا المهدي الحجة بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه وإلى مراجعنا العظام والعالمين الإسلامي والإنساني بمناسبة أربعينية أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام..
هذه الشعيرة العظيمة التي تلقي علينا واجب المودة والموالاة تصاحبها مسؤولية الإخلاص والتفاني لخدمة عشاق الإمام الحسين الذين وفدوا من كل حدب وصوب لتجديد العهد عند مرقد الإمامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجواد عليهما السلام فأعظم الله أجورنا وأجوركم وأحسن لكم العزاء.
انطلاقا من التشرف بهذه الخدمة استنفرت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة جميع ملاكاتها الإدارية والتنظيمية والخدمية والإعلامية ومنذ وقت مبكر لاستقبال الحشود المليونية بحمد الله تعالى وتوفيقه لأداء واجباتها ومهامها بمهنية عالية بالتنسيق فيما بين الأقسام والشعب والوحدات في العتبة المقدسة من جهة ومع الجهات الرسمية وشبه الرسمية والأهلية والمواكب والهيئات الحسينية من مؤسسات دينية وأمنية وخدمية وصحية وفعّاليات مدنية وشعبية من جهة أخرى.. لتتظافر الجهود لخدمة المعزين الوافدين إلى هذه الرحاب الطاهرة مواساةً للنبي المختار وآله الأطهار.
فكان العمل على قدم وساق بمواصلة الليل بالنهار لتوفير الأجواء الإيمانية والصحية والخدمية وتنفيذ إجراءات مكثفة على جميع المستويات لضمان التسهيلات لأداء مراسم الزيارة وإحياء شعائر الله بكل يُسر وانسيابية فضلا عن الحفاظ على أمن الزائرين وتوفير سبل الراحة والأمان.. فرسمت جهود الخدم المتنوعة بفرشاة تفانيهم وإخلاصهم أروع ملحمة في حب الحسين وخدمة الموالين لتتشكل لوحة العشق الإلهي بألوان الطيف الحسيني.. فكل ما تم تقديمه هو محل افتخار نرجو من الله قبوله.
وعملا بالحديث القائل: (مَنْ لَمْ يَشْكُرِالْمُنْعِمَ مِنَ الَمخْلُوقينَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عَزّوجل) تتقدم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بالشكر الجزيل والثناء الجميل لله تعالى أولا وإلى مقام صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف ثانيا وإلى مقام المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف مُمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه الوارف)، وإلى رئاسةِ ديوان الوقف الشيعي وكل دوائره الساندة سيما دائرة إحياء الشعائر الحسينية والأمانات العامة للعتباتِ المقدسة من داخل العراق وخارجه والأمانات الخاصة للمزارات الشريفة وإلى أساتذة الحوزة العلمية وفضلائها في المشروع التبليغي وإلى ممثلية المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة، وإلى الحشود المتطوعة الملبية لفتوى الدفاع الكفائي والقوات الأمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها والتي أسهمت في توفير الحماية للزائرين بشكل مباشر من خلال الجهد الأمني الكبير الذي قادته عمليات بغداد وإلى الفرقة الثانية، واللواء الثامن/ الشرطة الاتحادية، وفوج حماية العتبة الكاظمية المقدسة والجهات الأمنية الأخرى، والوزارات المشاركة بكافة تشكيلاتها لا سيما وزارة الكهرباء والشركة العامة لتوزيع كهرباء بغداد وقطاع الكاظمية المقدسة والصيانات التابعة له وإلى الدوائر الصحية لا سيما دائرة صحة بغداد الكرخ ومدينة الإمامين الكاظمين الطبية والمركز الوطني لنقل الدم وكذلك الدوائر الخدمية لا سيما أمانة بغداد/ دائرة بلدية الكاظمية والدوائر البلدية المساندة وسائر المؤسسات والدوائر الحكومية الرسمية وشبه الرسمية ومنظمات المجتمع المدني المباركة، والشكر موصول إلى أهالي مدينة الكاظمية المقدسة الكرام وفضلائها وشيوخها الأصلاء على مشاركتهم الكريمة في خدمة الزائرين والمواكب الحسينية لما بذلوه من جهود مباركة كما نشكر جميع وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والوكالات الأخبارية لا سيما إعلام العتبة الكاظمية المقدسة ، وشكر خاص إلى حشود الزائرين الكرام لالتزامهم بالتعليمات والضوابط وآداب الزيارة، فضلا عن التزامهم بالإجراءات الصحية الوقائية، كما لا يفوتنا تقديم الشكر والثناء إلى أبنائنا وبناتنا خدّام الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" الذين واصلوا الليل بالنهار منذ أيام استعدادا لهذه الزيارة واستقبال الزائرين وخدمتهم على مدار الساعة بكل تفان وإخلاص ومن دون تعب أو كلل..
ومنهم مَن ترك عمله الإداري وغادر مكتبه ليشارك زملائه ميدانيا لخدمة الحشود الوافدة.. فشكرا جزيلا لهم وجزاهم الله خير جزاء المحسنين وجعل ما قدموه في ميزان حسناتهم ليكون لهم ذخرا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
كما أن استنفار ملاكات العتبة الكاظمية المقدسة لخدمة الزائرين الكرام مستمرة بإذنه تعالى لتغطية وتلبية احتياجات ومستلزمات زيارة ذكرى استشهاد النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى مغادرة جميع حملات الزائرين الكرام من هذه المدينة المقدسة.
ختاما نحمد الله العليّ القدير على سلامة الزائرين وسلامة بناتنا وأبنائنا الخدم أعزهم الله ونجاح مراسم الزيارة ونسأله أن يسدد خطى الجميع لخدمة النبي المختار وآله الأطهار.. وأن يثيب كل من بذل جهداً ويتقبل منّا هذا القليل..
اللهم احفظ البلاد والعباد من كل سوء وبلاء ووباء وارحم شهداءنا الأبرار وكلَّ من غاب عن زيارة هذا العام بعد رحيله إلى الباري عز وجل.. وشافِ الجرحى والمرضى بالشفاء العاجل.. اللهم عجّل لوليك الفرج والعافية والنصر برحمتك يا أرحم الراحمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.. وأعظم الله لكم الأجر وأحسن لكم العزاء والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة
السبت 20 شهر صفر 1444
17 أيلول 2022