منذ أن تسلل فيروس (كورونا)، إلى داخل الأرض العراقية، بعد أن تفشى في عدد من دول العالم، شرعت العتبة الحسينية المقدسة بمواجهته على عدة أصعدة، وذلك من خلال تسخير كافة أمكانياتها للمساهة بالحد من خطره في البلاد، وكان قسم الإعلام من بين تلك الأذرع التي أستخدمتها العتبة الحسينية للوقاية والتوعية ومواجهة الشائعات.
وقال رئيس قسم الاعلام في العتبة الحسينية المقدسة علي شبر في حديث للموقع الرسمي، إنه "في بداية تسجيل اول حالات جائحة (كورونا) في العراق، قمنا بتشكيل خلية أزمة متكونه من أغلب شعب القسم، وأكدنا خلال أول أجتماع للخلية على أن يكون العمل متواصلا لا يحدد بساعات العمل فقط، وبدأنا بانتاج عددا من الفواصل التوعوية المرئية حيث تم بثها في الشاشات القريبة من مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، وكذلك عملنا برامج خاصة بالإذاعة هدفها توعية الجمهور بمخاطر هذا المرض، وطرق الوقاية منه، فكانت هنالك برامج صحية خاصة تخللها اتصالات مع خلية الازمة المشكلة في دائرة صحة كربلاء ننقل من خلالها جميع المعلومات التي تهم المواطن حتى يتمكن من تلافي الإصابة".
وأضاف "للآن نحن مستمرون بالعمل في الخلية وبشكل متواصل من خلال حملات التوعية وحث المواطنين على البقاء في البيوت تزامنا مع حظر التجوال المطبق، والتوجة بالدعاء إلى الله عز وجل حتى يرفع هذه الغمة وتنجلي المحنة".
وتابع "لدينا كذلك تواصلا مع أقسام العتبة الحسينية الأخرى وساندين لعملهم سواء على صعيد التوعية أو تقديم الخدمات للمواطنين، كما نقوم بتوثيق الحملات الخاصة بالتكافل الاجتماعي التي انطلقت تلبية لدعوى المرجعية الدينية العليا".
وأشار إلى أن "لدى القسم تجربة جديدة سوف نطلقها قريبا وهي تطبيق الكتروني خاص بالتكافل، هذا التطبيق سيقدم الخدمات للعائلات الفقيرة، كما لدينا الكثير من المشاريع الاخرى سننفذها بدعم من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وإدارة العتبة، وإن شاء الله يخلص العراق وكل دول العالم من هذا الفيروس".
وبالإنتقال إلى مؤسسة الإمام الحسين (عليه السلام) للإعلام الرقمي، أحدى مفاصل قسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة، وأحدى الأذرع التي تواجه جائحة (كورونا) من خلال حملات التوعية والتثقيف ضد مخاطر هذا الفيروس بإستخدام كافة المواقع التابعة لها، كما تقوم المؤسسة بربط الزائر والمواطن بالمرقد الحسيني الشريف من خلال خدمة الزيارة بالإنابة والبث المباشر تزامنا مع حظر التجوال.
وقال معاون رئيس قسم الإعلام، والمشرف على المؤسسة ولاء الصفار، إن "مؤسسة الإمام الحسين (عليه السلام) للاعلام الرقمي قامت بعد انتشار جائحة (كورونا) باستثمار وسائل الإعلام الالكتروني، والتواصل الاجتماعي، والرقمي التابعة لها بتثقيف المجتمع تجاه هذا الفيروس، ونشر رسائل اطمئنان بعيدا على الهلع واثارة الخوف والرعب في نفوسهم وذلك استجابة لتوجيهات المرجعية الدينية العليا".
وأوضح أن "المؤسسة قامت ومن خلال الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة بتغطية شاملة للنشاطات والاخبار والمواقف الانسانية للعتبة، بالإضافة إلى تغطية مشاريع التكافل الاجتماعي التي دعت لها المرجعية الدينية العليا، وكانت هذه المواقع هي حلقة الوصل بين المواطن وإدارة العتبة، كما استثمرنا قسمي الزيارة بالإنابة والبث المباشر في الموقع الرسمي، فكان البث لمدة ١٢ ساعة يوميا من داخل الصحن الحسيني الشريف"، مشيرا إلى إن "الهدف من ذلك هو ربط المواطن بما يدور في المرقد الشريف، حيث أن المواطن الذي انقطعت به السبل بسبب الحظر يمكنه أن يشاهد المرقد بأي وقت من خلال خدمة البث المباشر سواء بالموقع الرسمي أو قناة اليوتيوب التابعة للعتبة".
وأضاف أن "الموقع الرسمي استحدث قسما جديدا خاصا بالاوراد والأدعية، وكل شخص يمكنه أن يساهم معنا بقراءة الأدعية، سواء الادعية اليومية أو الخاصة بهذه الايام، وكما تعودنا من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أنه يجب أن نلتزم بالدعاء"، مبينا أن "المؤسسة أتاحت هذا الامر للمواطنين من خلال القسم المستحدث فيتم المشاركة معنا بالأوراد والأدعية، ومن يشارك معنا تتم الزيارة نيابة عنه عند مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، والحقيقة وخلال أيام قليلة وصلنا إلى (11) مليون مشاركة".
وتابع أن "المؤسسة قامت بأكثر من حملة للزيارة بالانابة، وذلك من خلال الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة حيث أن هناك قسما مخصصا تحت مسمى الزيارة بالانابة، ولم تقتصر الزيارة على مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) فحسب، وإنما كان هنالك مع العتبتين العلوية والكاظمية المقدستين، ولدينا مشروع مستمر فهنالك آلاف الطلبات التي تردنا، اذ هنالك اشتياق من قبل المحبين لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) وخاصة الكثير منهم ممن هو متعلق بالزيارة فبينهم من كان يصل يوميا أو اسبوعيا للمرقد الشريف، وهؤلاء الآن بسبب الحظر أنقطعوا عن الزيارة (المكانية)، ونحن بدورنا نستجيب لمئات الآلاف من الطلبات للقيام بالزيارة الإنابة بشكل متواصل، والآن سنجعلها مباشرة من خلال قناة اليوتيوب ويمكن للزائر المشاركة معنا بتأديها".
وأشار إلى أن "المؤسسة شكلت خلية من كوادرها وبعض أقسام العتبة الحسينية المقدسة وأطلقت هاشتاك (#الوقاية_واجب_وطني)، خصص لحملة التثقيف ضد (كورونا)، وكيفية مواجهته وتوعية المجتمع وحثهم على تطبيق الحظر والبقاء في المنازل، وكذلك استثماره في نشر مواقف التكافل الإجتماعي في العراق،
وحاليا نقوم بدراسة مشاريع مهمة اخرى.
للإعلام السمعي، أثر كبير في مواجهة خطر جائحة (كورونا)، حيث عملت إذاعة الروضة الحسينية المقدسة التابعة لقسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة، على مجموعة من الحملات التوعوية، بهدف زيادة ثقافة المواطن الصحية، ودعوته للوقاية من هذا الفيروس، كما جعلته بدراية كاملة بجميع الأخبار التي تهمه حول هذا المرض من خلال برامجها الخاصة، وكذلك نشراتها على مدار الساعة.
وقال مدير الإذاعة لطيف الحسناوي، في حديث للموقع الرسمي، إن "اذاعة الروضة الحسينية المقدسة كان لديها خطة توعوية ضد (كورونا) قبل أن يتفشى المرض، بل قبل أن يدخل إلى العراق، وعملنا عليها بشكل مكثف للتوعية ضد مخاطره، كما أننا قمنا بتنفيذ خطة ثانية مع تسجيل أول إصابة بالفيروس في العراق".
وأضاف أن "خطتنا تتركز على زيادة بث جميع الارشادات سواء من دائرة الصحة أو البلدية او البيئة، وكذلك التوجيهات التي تطلقها القوات الأمنية الخاصة بمواجهة الفيروس أو حظر التجوال، وتكون على شكل فواصل ويكرر بثها على مدار اليوم".
وتابع أن "برامجنا ونشراتنا تستضيف بشكل دوري جميع المعنيين بخلية الازمة في كربلاء المقدسة، كما أننا نقوم بإستضافة أطباء من الأختصاصات المعنية بالمرض بفقرة صحية يومية، وهناك لقاءات تبث مع القيادات الأمنية للتوجية حول موضوع حظر التجوال"، مبينا أن "هنالك نشرة يومية مخصصة لموضوع التكافل الإجتماعي والمساعدات المقدمة للفقراء والكسبة المتضررين من الحظر".
ونوه إلى أن "الإذاعة تبث يوميا فواصل إيمانية تطمينية، كما أن هناك فقرات مخصصة لرفع المعنويات، ولدينا فريق يقوم بعمل مميز في التوعية من خطر هذا الفيروس ويعمل على مدار الساعة في مواقع التواصل الإجتماعي".
من الجدير بالذكر أن العتبة الحسينية المقدسة وبتوجيه من المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي، عملت بكل أمكانياتها لمواجهة خطر أنتشار جائحة (كورونا)، حيث سخرت جميع أقسامها ومؤسساتها ومراكزها المنتشرة في عدد كبير من محافظات العراق للتثقيف والتوعية بمخاطر المرض، ومد يد العون للفقراء الذين تضرروا جراء تطبيق حظر التجوال تلبية لدعوى المرجعية الدينية العليا للتكافل الإجتماعي.