حملت خطبةُ المرجعيّة الدينيّة العُليا التي أُلقيت في الصحن الحسينيّ الشريف يوم أمس الجمعة (24 ربيع الأوّل) الموافق لـ(22 تشرين الثاني 2019م)، والتي كانت بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه)، نقاطاً جوهريّة عديدة حاكت بمضامينها ما يعيشه البلد بكلّ دقّة، فكانت مكمّلةً للبيان الذي سبقها في الأسبوع الماضي، والذي جدّدت المرجعيّةُ من خلاله موقفها المساند لمعركة الإصلاح التي يخوضها الشعب العراقيّ من خلال تظاهراته السلميّة، وهذه أهمّها:
- الرحمة والعطف المطلوبان من الحاكم والمسؤول تجعله يستشعر هموم الناس ومعاناتهم ومطالبهم ومظلوميّتهم.
- الحاكم والمسؤول إذا استشعر بهموم الناس ومعاناتهم ومطالبهم ومظلوميّتهم حينئذٍ سيتفاعل ويتعامل معها بالسعي لحلّ هذه المشاكل ورفع المظلوميّات وتحقيق المطالب للناس والمواطنين.
- إذا فقدَ الحاكم والمسؤول الرحمةَ والعطفَ بأن كان خشناً وقاسي القلبِ فإنَّ هذه القسوة ستُشَكّل حاجباً وحاجزاً بينه وبين استشعار المظلوميّة والآلام والمعاناة التي تمرّ بها الرعيّة.
- الحاكميّة والسُّلطة والمسؤوليّة إنّما هي تفويضٌ من الشعب.
- التفويض يُراد منه أن يُديرَ الحاكم والمسؤول شؤون رعيّته بما يحقّق مصالحهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار.
- المطلوب من الحاكم أن يوفّر الحياة الكريمة لجميع المواطنين على حدٍّ سواء، من أيّ مذهبٍ كانوا أو قوميّة.
-لا يجوزُ لهذا الحاكم والمسؤول أن يعتبر الرعيّة كالفرائس يغتنم الاستحواذَ على مقدّراتهم
-لا يجوزُ لهذا الحاكم والمسؤول أن ينتهزَ فرصة وصوله الى الحُكْم والسُّلطة لكي يستأثر بأكبر قدرٍ من أموال هذه الرعيّة، ويعتبر قدرات السُّلطة التي وُفّرت له هي مغانم شخصية
- الإمام (عليه السلام) يوصي الحاكمَ والمسؤولَ بصورةٍ عامة بانفتاحه على عموم الناس، خصوصاً أصحاب الحاجات من المواطنين ممّن لهم مشاكل أو معاناة أو مظالم أو مطالب.
- الانفتاح يتحقّق من خلال جعل الحاكم مجلساً خاصّاً لهؤلاءِ المواطنين يستمع إليهم ويتفهّم مشاكلهم ويتحسّس آلامهم ومظالمهم وما يمرّون به من ظروف.
- المجلس الخاصّ الذي يفتحه الحاكم والمسؤول لأصحاب الحاجات له أثرٌ كبير في نفوس الرعيّة.
- المجلس الخاصّ الذي يفتحه الحاكم والمسؤول لأصحاب الحاجات سيُشعرُ الرعيّة بأنَّ هذا الحاكم والمسؤول رحيمٌ بهم وعطوف عليهم.
- المجلس الخاصّ الذي يفتحه الحاكم والمسؤول لأصحاب الحاجات سيُشعرُ الرعيّة بتفهّم مشاكلهم وآلامهم ومعاناتهم ويسعى في حلّها.
- الحاكم والمسؤول إذا كان منغلقاً صادّاً نفسه عن الرعيّة والاستماع إلى أصحاب المطالب والمشاكل، يجعل المواطنين يَشعرون بتكبّره واستعلائه عليهم، وأنّه لا يُفكّر إلّا بنفسه وتحقيق مصالح حكمه.
- لا تُنزّه أمّةٌ إذا لم يكن بالإمكان للضعيف أن يأخذ حقّه من القويّ الذي غصَبَه من دون أن يتردّد أو يخاف أو يوجل.
- يجب أن لا يتردّد المواطن الذي يُطالب بحقّه ويُبيّن ظلامته في بيان حقّه ومطلبه.
- المطلوب من الحاكم أن يسمحَ لِمَن لديهم شكاوى ومظالم من الرعيّة والمواطنين بأن يتكلّموا بكلّ حرية ومن دون تردّد أو خوف أو رهبة من بطش قد يلحق بهم.
- التظاهرات السلميّة الخالية من العنف والتخريب والإضرار بمصالح الآخرين هي من الأساليب المتعارفة في عصرنا الحاضر.
- الكثيرُ من الشعوب والكثير من المظلومين الّذين يُريدون إسماعَ مظلوميّتهم وشكاواهم إلى الحُكّام والمسؤولين يلجأون إلى التظاهر السلميّ.
- التظاهر السلميّ أصبح أسلوباً متعارفاً في عصرنا الحاضر حتّى يسعى الحاكم إلى الاستجابة لهم وفق مبادئ الحقّ والعدل.
- لو تأمّلنا صفحات التاريخ لوجدنا أنّ الكثير من ثورات الشعوب وتمرّدها على حُكّامها إنّما هو بسبب الظلم الذي استشرى فيهم.
- من أسباب التظاهر السلميّ أنّ المُقرّبين والحواشي والمُستشارين القريبين من الحُكّام ضلّلوهم وأوهموهم بأنَّ الأمور تجري على خير.
- من أسباب التظاهر السلميّ أنَّ الحُكّام صمّوا آذانهم عن الاستماع إلى أصحاب المظالم والحاجات ولم يهتمّوا ولم يسعوا في حلّ مشاكلهم ورفع مظلوميّاتهم وتلبية مطالبهم.
- الإسلام شدّد في مسألة حفظ الدماء وصونها من السفكِ بغير حقّ.
- سفكُ الدماء بغير حقّ يتسبّب بالنقمة والتداعيات الخطيرة التي لا يُمكن السيطرة عليها وزوال النعمة.
- من الممكن أن يؤدّي سفكُ الدماء إلى ضعف الحكم ووهنه، بل قد يؤدّي إلى زواله وانتقاله الى آخرين.