المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في المراسم السنوية لمناسبة ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام"


  

1860       04:52 مساءً       التاريخ: 29-3-2019              المصدر: aljawadain
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ناصرِ أوليائِهِ ومعزِّ أصفيائِهِ والصلاةُ والسلامُ على خيرِ رسلِهِ وأنبيائِهِ، محمّدٍ الخاتمِ المصطفى وآلِهِ الأخيارِ الخُلّصِ من خلفائِهِ.
السلام عليك سيدي ومولاي موسى بن جعفر وصيِّ الأبرار وإمامِ الأخيار وعَيبةِ الأنوار ووارثِ السَكينة والوقار والحِكمِ والآثار المعذّب في قعر السجونِ وظُلمِ المطاميرِ ذي الساقِ المرضوضِ بحَلقِ القيودِ ورحمة الله وبركاته
السلام عليك سيدي ومولاي محمد بن عليٍ الجواد وأحسنَ اللهُ لكم ولنا العزاء وأعظمَ الأجر في ذكرى استشهادِ جدّكم الإمام موسى الكاظِم عليه السلام. الحضورُ الأكارم مع حفظِ المقاماتِ والألقاب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قبلَ ما ينوفُ على الألفِ وربعِ الألفِ من السنين، مرَّ مِنْ ها هنا تابوتُ سيد بغداد وحاميها، فيهِ سَكينةٌ، حملتْهُ الملائكةُ على أكفِّها قبل أكفِّ المؤمنينَ الموالينَ، فأخذتْ السَكينةُ محلَّها من هذهِ الأرضِ فاكتسبتْ منها القدسيةَ وتوشّحتْ بوشاحِ النورِ المحمديّ العلويّ وحَمَلَتْ على صدرِها وسامَ الشرفِ بعد أن احتضنَتْ بَضْعَةً من النبيِّ الأكرمِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ومنذ ذلك اليومِ والجموعُ الغفيرةُ من المؤمنينَ تقفُ في كلِّ عامٍ من هذا الموسمِ لتستذكرَ ذلك الموقفَ، وتئنَّ لأنينِ الجسرِ الذي طُرِحَتْ عليهِ جنازةُ الطيّبِ بن الطيّبِين الإمامِ موسى بن جعفرٍ (عليه السلام) الذي قضى بالسُمِّ على يدِ طاغيةِ عصرِهِ التي تجرَّأتْ على اللهِ تعالى فامتدّتْ لتبطشَ بأوليائِهِ وأمنائِهِ وخلفائِهِ في الأرض.
لقد ظنَّ الطاغيةُ أنَّهُ كَسَبَ الجولةَ وضَمِنَ النصرَ ولم يلتفتْ إلى بُعد القضيةِ وثقلِ العهدِ الذي قطعَهُ اللهُ تعالى لأوليائِهِ بالنصرِ. قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ). فبقيَ موسى بنُ جعفر (عليه السلام) حيّاً بعد دفنِهِ وماتَ الطاغية حتى قبل هلاكِه بعد أن انهزم أمامَ جمعِ الإيمانِ الصامدِ، وباءَ بالخزيّ في الحياةِ الدنيا قبل أنْ يُرَدَّ مأثوماً بجريمتِهِ أمامَ المحكمةِ الإلهيةِ يوم القيامة.
الأخوةُ المؤمنون..
لقد ظلَّ دأبَ الظالمينَ في كلِّ عصرٍ ومِصرٍ أن ينالوا من أولياءِ اللهِ الذين خصَّهم بالكرامةِ ورفعَهم درجاتٍ وأوْكَلَ إليهم أمرَ الأمَّةِ بشؤونِها كافَّةً، فعَمَدوا إلى وضعِ العصيِّ في عَجَلَةِ المسيرةِ الإنسانيةِ نحو التكاملِ، ووضعِ العراقيلِ أمامَ كلِّ نهضةٍ باتجاهِ الخيرِ واستتبابِ العدلِ ونشرِ الفضيلةِ؛ كلُّ ذلكَ من أجلِ فرضِ سيطرتِهم على مقدَّراتِ الأممِ وإشباعِ شهواتِهم في بسطِ النفوذِ والتحكّمِ برقابِ العبادِ والغرقِ في اللذائذِ المحرّمةِ. فكانتْ حلقةً من تلك الحلقاتِ الزمنيةِ هي مواجهةُ الإمامِ الكاظمِ (عليه السلام) لطاغوتِ عصرِهِ عندما أثبتَ الإمامُ (عليه السلام) للدنيا زيفَ تمثيلِ حكّامِ زمانِهِ للمسلمينَ وانحرافِهمْ عن مسيرةِ الإسلامِ الحقَّة. بعدها غودِرَ مسموماً على يدِهم، فأبى التاريخُ إلّا أن يسجّلَ المدينةَ باسمِهِ ويكتبَ لها الخلودَ بفضلِهِ، وأقصى التاريخُ عدوَّ الإمامِ فجعلَ المدينةَ التي كان يدّعيها تنبذُهُ وتضنُّ عليهِ حتى بموضعٍ لجثمانِهِ يحويهِ في ترابِها.
إنّ في مسيرةِ الإمام (عليه السلام) وجهادِهِ دروساً كثيرةً، حريٌّ بنا أنْ نستفيدَ منها. لقد تعلّمْنا من سيرتِهِ (عليه السلام) كظمَ الغيظِ والصبرَ على الشدائدِ وأهميةَ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ في صلاحِ الأمّةِ، فضلاً عن السعيَ في إعانةِ المظلومِ، والوقوفَ في وجهِ الظالمين.
أيها الحفلُ الحزينُ..
جئنا اليوم في هذه الذكرى الأليمة نعزّي صاحبَ العصرِ والزمانِ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بفاجعة استشهادِ جدِّهِ موسى بن جعفر (عليه السلام) وننشرُ رايةَ الحزنِ في رحاب هذا المكان المطهّر، فلنكنْ جميعاً على مستوى الموقفِ، ونحنُ بحضرتِهِ (عجّل الله فرجه) نقدِّمُ له العزاءَ في هذه الذكرى الأليمةِ، ونعاهدُهُ على السيرِ على خطاهُ المباركةِ وخطا جدِّهِ موسى بن جعفر (عليهما السلام) لعلّنا ننالُ الشرفَ بنيلِنا لقبَ (الشيعيِّ الموالي) ونكونُ من الفائزينَ في الدارين.
نسألُ اللهَ تعالى بحقِّ الإمامين الجوادين (عليهما السلام) عليهِ أن يُحْسِنَ لنا العزاءَ ويضاعفَ لنا الأجرَ في هذهِ الذكرى الأليمةِ وأن يؤتيَنا خيرَ الدنيا والآخرةِ وأن يحشرَنا في زمرةِ محمدٍ وآلِ محمد.
اللهم بلّغ إمامنا موسى الكاظِم عنّا تحية وسلاما، وآتنا مِن لدنك في موالاته فضلاً وإحسانا، ومغفرةً ورضوانا، إنك ذو الفضلِ العميم والتجاوز العظيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أتوجه بالشكر والامتنان إلى الأساتذة والفضلاء العاملين في المشروع التبليغي للحوزة العلمية، وإلى ديوان الوقف الشيعي وأمانات العتبات المقدسة والمزارات على دعمهم المتميز، وإليكم حضورنا الكريم على تشريفكم بالحضور، وإلى المؤسسات الأمنية والخدمية والإعلامية على جهودها الكبيرة، ولأهالي الكاظمية الكرام وللمواكب الحسينية والمتطوعين على ما يقدّمونه للزائرين، وإلى خدمِ الإمامين الجوادين (عليهما السلام) الذين أقاموا هذا الحفل، ومن هذا المكان المقدّس نحمد الله على نِعمه التي لا تُحصى ومنها النصر المؤزّر على أعداء العراق وندعوه سبحانه أن يرحمَ العبادَ والبلاد، ويرحمَ الشهداءَ السعداء ويُعين أهليهم على ما هم فيه، ويمنَّ على الجرحى والمرضى بالشفاءِ العاجل، ويردَّ النازحين إلى مساكنِهم، ويعمَّ بلدَنا الأمن والأمانِ إنه سميعٌ مجيبٌ، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ على محمدٍ وآلِ محمدٍ الطيبين الطاهرين.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... جريمة الزنا بين الشريعة...
د. فاضل حسن شريف
شبهة العصمة "لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ...
عبد العباس الجياشي
هل الاستشفاء بملابس الرسول (صلى الله عليه وآله) جائز؟
حسن الهاشمي
من أين لك هذا... خيال أم حقيقة؟!
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
إسلام سعدون النصراوي
إمام المحدثين وجليس المساكين
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
احمد الخرسان
ذكرى استشهاد الإمام العظيم جعفرِ بن محمد الصادق (عليه...
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
نجم الحجامي
صحابة باعوا دينهم – 10 عمرو بن حريث المخزومي
حسن السعدي
الصوت: دراسة فيزيائية
علي الحسناوي
هل تجوز إحالة الموظف الى التقاعد بناء على طلبه إذا...
منتظر جعفر الموسوي
التضخم الاقتصادي عبر التاريخ والدروس المستفادة