أشرقت شمس الحقيقة وتجلّى نور الولاية بتتويج الوصي الأول بعد النبي الخاتم "صلى الله عليه وآله وسلم " أميراً للمؤمنين وإماماً لهم وعَلماً هادياً للأمة، وتيمناً بذكرى يوم العهد المعهود، والميثاق المأخوذ والجمع المشهود، يوم إكمال الدين وإتمام النعمة والتنصيب الإلهي يوم الغدير الأغر, أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلاً مركزياً بهيجاً بهذه المناسبة العظيمة بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة والأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد محمد الأشيقر وممثل المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين وممثلي العتبات المقدسة والمزارات الشريفة وعدد من القيادات الأمنية والشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع من الزائرين الكرام الذين توافدوا إلى حرم الإمامين الكاظمين "عليهما السلام" ليجددوا العهد والولاء لأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" بهذه المناسبة المباركة.
استهل الحفل بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بهذه المناسبة الميمونة ألقاها أمينها العام الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ جاء فيها: (إنّ الواقف على واقعة يوم الغدير يُدرك أنّه دهرٌ في يوم، وليس يوماً في دهر، ومَن عرفَه وعرف حقَّه فاز بالدارين ومَن جهِله غار في القعرين.
وطالما أن الدينَ وصلَ إلى كمالِه في واقعةِ الغدير، فتبعاً يكون الغدير محوراً كمالياً للأمةِ جمعاءَ وضربةً قاضيةً للمشركين والكفارِ ومن سار على ديدنِهم. وفي الوقت نفسه مَسَدًا لباب الاعتذار أمامَ من سوّلت وتسوّل له نفسه تزييفَ الحقائق.
وبيّن : إن أمير المؤمنين "عليه السلام" هو الذي أوجدَ واقعةَ الغدير وذلك لأن مقامَه السامي كان السببَ الرئيسَ في اختيارِ السماءِ له قائداً وحاكماً على هذه الأمةِ بعد الرسول" صلى الله عليه وآله وسلم"
وأضاف قائلاً: ونحن نحتفلُ في هذا اليوم الأغر، والأفراحُ تملأُ فضاءَنا، يزدانُ فرحُنا بالمسرات ونحن نفتتحُ شباكي الولاء، الأول: للشيخ المفيد وأستاذه ابن قولويه (رحمهما الله)، والثاني: للشيخ الخواجة نصير الدين الطوسي(رحمه الله)، بما يستحقانه ويزيّنان مرقديهما، ويُدخل السرور على صدور المؤمنين، وقد تم صنعَهما على نفقة العتبة المقدسة في مصانع السقّاء التابعة للعتبة العباسية المقدسة).
بعدها ارتقى المنصة فضيلة الشيخ عدي الكاظمي وألقى محاضرة دينية بهذه المناسبة أوضح خلالها ما تضمنته الآية الكريمة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ، وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، وما ورد في ذلك الأمر اليقين في الكشف والتبليغ عن مقام الإمامة لعلي بن أبي طالب "عليه السلام"، والعهد الإلهي والناموس الذي سنهُ للبشرية جمعاء من خلال النداء في الجمع بموقع غدير خم.
وأشار فضيلته إلى أن هذا العقد الإلهي هو من أشرف العهود فيحتاج من الإنسان المُسلم أن يصوّن هذا العهد بالوفاء والورع والاجتهاد والعفة والسداد.
وكانت هناك كلمة لممثل المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين بهذه المناسبة تحدث فيها قائلاً: الحمد لله الذي يَسّرَ ويُيّسر للمؤمنين أن يفصحوا عن عقائدهم وأن يمارسوا صلواتهم وشعائرهم وأن يعمّروا بيوتاً أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه، ونسأله تعالى أن يوفقّكم في جمعكم هذا ومشاركتكم في إحياء أمره.
وأضاف سماحته: أن صناعة الشباكين الجديدين كانت بأيادِ عراقية خالصة فهي نعمة من نعم الله الباري علينا، ولا يخفى عليكم إن الميزة العظمى والخصيصة الكبرى للرسول الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" انطلقت من علمه وقدراته العقلية وصفاته النفسية الزكية التي بها جُعل علياً إماماً وبها عظّم المفيد وعلمائنا والذين فيهم العِلم والحِلم والتقوى، فنحن مع علمائنا وفقهائنا الذين يصونون دينهم ويعملون لآخرتهم، ويبتعدون عن الدنيا وزُخرفها، فينبغي علينا أن نتمسك بالثقلين وبمزيد من الإيمان والعمل الصالح وأن يثبتنا على الحق لأن علي مع الحق والحق مع علي.
وفي رياض الشعر كانت هناك مشاركة لخادم أبي الفضل العباس (عليه السلام) الشاعر علي الصفار الكربلائي بقصيدة ولائية أرخ فيها هذه المناسبة المباركة بعنوان (جُودُ الغَدِير) مطلعها:
يَومَ الغَدِيرِ بَدَا في الأفْقِ مُؤْتَلِقا *** حَيثُ القُرٰان بهذا اليَومَ قَدْ نَطَقا
وأرّخ مسيرة عمل الشباكين منذُ التعاقد وحتى الانتهاء من انجازهما قائلاً:
وَبَدْءُ ذَاكَ ليالي القَدْرِ مُعْلِنَةً *** خُذْ كافَ كانَ وأرِّخْ "فَيضُهَا اتَسَقا" 1438هـ
للكاظِميَّةٍ خُذْ "حَيّاً" يُؤَرَّخُهَا: *** "بِعِيِدِ أضْحىً بِها رَكْبُ العُلا اْنطَلَقا " 1439 هـ
يا سَعْدَ أضْرِحَةٍ قَدْ زَادَها " أمَلٌ " *** أَرِّخْ: "لإتمامِهَا فمُّ اُلهدَى نَطَقا" 1439 هـ
كما تخلل الحفل البهيج مشاركة خادم الامامين الجوادين (عليهما السلام) الرادود الحسيني كرار الكاظمي بالأهازيج والردات التي أضفت روح الفرح والبهجة والسرور في نفوس المؤمنين من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، واختتم الحفل بمراسم تسليم مفاتيح الشبّاكين الجديدين لضريحي الشيخ المفيد وأستاذه ابن قولويه، والخواجة نصير الدين الطوسي" أعلى الله مقامهم" من قبل الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد محمد الأشيقر إلى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ.