يمكن تمثيل الصنف الثالث للمعاني التي توصف عموما " بالمعاني القواعدية بالإشارة الى الفرق بين الجملة الخبرية والاستفهامية والامرية ان هنالك ميلا " في النظرية التحويلية الحديثة لتقديم بعض العناصر القواعدية مثل مؤشر السؤال ومؤشر الامر في المؤشرات العبارية phrase – markers العميقة التركيب للجمل ، ثم صياغة قوانين المكون التحويلي بشكل يمكن هذه المؤشرات من ( اطلاق ) القانون التحويلي الملائم .

لسنا هنا بصدد المحاسن النحوية لتحديد التمييز بين انواع الجمل المختلفة ولكن بصدد تطبيقاتها الدلالية .

لقد اقترح البعض ( كاتزو بوستل ) ان هذه المؤشرات تشبه دلاليا " العناصر القواعدية والمعجمية التي تعمل كمكونات لنواة الجملة . فمثلا " يمكن درج المؤشر الامري في القاموس ضمن المدخل (( الذي يعرفنا بأنها تعني الى حد ما يطلب المتكلم ( يسأل ، يرجو ، يصر على .... الخ ) ولكن هذا الاقتراح ينطوي على غموض في تحديد المقصود بـ (( المعنى )) لقد كان هدف الدلاليين في تمييز هم بين الموضع والاشارة وانواع اخرى متعددة للمعنى هو ازالة هذا الغموض وان استمرينا في استخدام لفظة (( المعنى )) لكل انواع الوظيفة الدلالية المميزة . يمكن ان نقول بقناعة تامة ان هناك فرقا " في المعنى بين الجملة الخبرية والاستفهامية والامرية المتناظرة ( التي لا يعبر عنها بالضرورة كجمل خبرية او استفهامية وامرية على التوالي (1) ، ولكننا سنهمل هذه الحقيقة لغرض التبسيط )

ص65

ولكن مسألة ما اذا كان لمفردين معجمين نفس المعنى او لم يكن فأنها تفسر عادة " – بالإشارة الي مفهوم الترادف : تطابق الموضع . وهذه علاقة استبداليه اي – علاقة قد توجد او لا توجد بين مفردين يردان في نفس النص من نفس نوع الجملة وسنرى في الفصل القادم ان مفهوم الترادف بخصوص س ، ص يمكن ان يفسر بموجب التصنيفات الناتجة من جملتين تختلفان فقط في احتواء الاولى على س واحتواء الثانية على ص . ولكن هذه الاعتبارات لا تنطبق على الجمل الخبرية والاستفهامية والامرية المتناظرة ( انت تكتب الرسالة . هل انت تكتب الرسالة ؟ أكتبت الرسالة ) .

ورغم ان الاعضاء المتناظرة لأنواع الجمل المختلفة تختلف في المعنى فانه لا يمكن القول انها تختلف في الموضع . ان من غير المجدي ان نحاول صياغة نظرية عن علم الدلالة بطريقة يوصف بها (( معنى )) المؤشر الاستفهامي او المؤشر الامري بنفس الاسلوب الذي يوصف به (( معنى )) المفردات المعجمية .

ص66

_________________

(1) اي التي لا يشترط فيها بالضرورة ان تكون الجملة الاستفهامية استفهامية في بنائها او شكلها . نلاحظ في المثال : هل لي بقدح ماء ؟ ان الجملة أمريه مثلا " في فحواها واستفهامية في شكلها .