أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2015
![]()
التاريخ: 12-1-2016
![]()
التاريخ: 11-10-2014
![]()
التاريخ: 11-10-2014
![]() |
إنّ القائلين بمبدأ الشورى يتمسّكون بأحاديث في هذا المقام ، وربّما تمسّكوا بقول الإمام عليّ (عليه السلام ) إذ قال : « إنّه بايعني القوم الّذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، على ما بايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ، ولا للغائب أن يردّ وإنّما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إماماً كان ذلك لله رضىً » (1).
ثمّ إنّ الشارح الحديديّ ، كان أوّل من احتج بهذه الخطبة على أنّ نظام الحكومة بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) إنّما هو نظام الشورى وتبعه بعض من تبعه ، من دون رجوع إلى القرائن الحافّة بها ... والحال أنّ الاستدلال بالشورى استدلال جدليّ من باب : { وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} ( النحل : 125).
وقد نقل نصر بن مزاحم المنقريّ المتوفّى عام (212 ه ) أي 147 عاماً قبل ميلاد ( الشريف الرضيّ جامع نهج البلاغة ) في كتابه القيّم ( وقعة صفّين ) العبارات الكثيرة التي حذفها الرضي ; من الرسالة كما هو دأبه في أكثر الخطب والكتب (2) .
فإنّ الإمام عليّ (عليه السلام ) بدأ رسالته بقوله : « أمّا بعد فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام ، لأنّه بايعني ... ».
ثمّ ختمها بقوله : « وإنّ طلحة والزبير بايعاني ثمّ نقضا بيعتي وكان نقضهما كردِّهما فجاهدتهما على ذلك حتّى جاء الحقُّ وظهر أمر الله وهم كارهون ، فادخل فيما دخل فيه المسلمون ».
ثمّ قال : « وقد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه المسلمون ثمّ حاكم القوم إليّ أحملك وإياهم على كتاب الله (3) ، وأمّا تلك الّتي تريدها فخدعة الصبيّ عن اللبن ».
هذا وقد طلب معاوية قبل أن يكتب إليه الإمام هذا الكتاب بأن يسلِّم إليه قتلة عثمان حتّى يقتصّ منهم ثمّ يبايع الإمام عليّاً (عليه السلام ) هو ومن معه ، وهذا هو ما سمّاه الإمام بخدعة الصبي عن اللبن.
وهذه الجمل والعبارات التي تركها الرضيّ في نقل الكتاب تشهد بأنّ الإمام كتب هذه الرسالة من باب الجدل والاستدلال بما هو موضع قبول الخصم.
ثمّ إنّ ملاحظة قول : « إنّه بايعني القوم الّذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان » تدلّ أيضاً على أنّ الإمام كان في مقام المجادلة وإفحام الخصم بما هو مسلّم عنده. فالابتداء بتماميّة الخلافة للشيخين بمبايعة المهاجرين والأنصار لهما لأجل إسكات معاوية الذي يعتبر هذه البيعة هي الملاك في خلافة الخليفة. ولولا هذا لما كان لذكر خلافة الشيخين عن طريق البيعة والشورى وجه. ولأجل ذلك نجد الإمام (عليه السلام ) يردف هذه العبارات بقوله : « فإن اجتمعوا على رجل ... » احتجاجاً بمعتقد معاوية.
فهذا الاُسلوب إنّما اتخذه الإمام (عليه السلام ) عملاً بقوله سبحانه : { وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }.
وكيف لا ، وللإمام (عليه السلام ) كلمات ساخنة في تخطئة الشورى التي تمّت بها خلافة الخلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقف عليها كلّ من تصفّح نهج البلاغة ، وسائر ما روي عنه (عليه السلام ) في هذا المجال.
والذي يدلّ على ذلك وأنّ الشورى لم تكن أساساً للخلافة والحكومة بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أنّ أصحاب الشورى في السقيفة ـ لا في غيرها ـ لم يتمسّكوا بها ، ولا بالآيات والأحاديث الواردة حولها.
_______________________
(1) نهج البلاغة : قسم الكتب الرقم (6)
(2) ولد الرضي عام ( 359 ه ) وتوفّي ( 406 ه )
(3) راجع ( وقعة صفّين ) لنصر بن مزاحم ( طبعة مصر ) : 29.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|