المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

معنى ليحاجوكم
2024-09-02
علي بن صفدر بن صالح الكشميري.
17-7-2016
Third Conditional
16-6-2021
وهيب بن زمعة الجعفي.
3-9-2020
المبادرة إلى الحسنات
21-9-2016
مـصادر الـفـكـر العـربـي
30-9-2019


معنى التوحيد  
  
1761   10:21 صباحاً   التاريخ: 8-4-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج2 ، 107- 111
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / معنى التوحيد و مراتبه /

قال اللّه تعالى  : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } [الأنبياء: 22] ، وقال تعالى : {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ } [النساء: 171] ، وقال تعالى : {أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف: 110] ، وقال تعالى : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1].

واعلم أن التوحيد في الجملة فطري والمراد من التوحيد معنيان أحدهما عدم الجزئية والثاني عدم الشريك .

فروى الصدوق (رض) في كتاب التوحيد مسندا عن هاني بن شريح قال : إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقال :

أتقول إن اللّه واحد فحمل الناس عليه و قالوا: يا أعرابي أ ما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسيم، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: دعوه فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال عليه السّلام: يا أعرابي ان القول إن اللّه واحد على أربعة أقسام: فوجهان منهما لا يجوزان على اللّه عزّ و جل، و وجهان يثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد فهذا ما لا يجوز و قول القائل هو واحد لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد، أ ما ترى أنه كفر من قال ثالث ثلاثة (كما قال النصارى) و قول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز عليه لأنه تشبيه جلّ ربنا عن ذلك و تعالى عنه، و أما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبيه كذلك ربنا و قول القائل أنه ربنا عزّ و جل أحدي المعنى يعنى به أنه لا ينقسم من وجود و لا عقل و لا وهم كذلك ربنا عزّ و جل  .

وإليه أشير قول الباقر الإمام الخامس عليه السّلام : كلما ميزتموه بأوهامكم بأدق معانيه فهو مخلوق لكم و مردود إليكم .

فالذي يدل على التوحيد بمعنى نفي الشريك امور:

الأول: ان من تأمل بفكر سليم وعقل مستقيم في هذا العالم الكبير الذي هو ما سوى اللّه رآه من مبدئه وهو عالم العقول والأرواح إلى منتهاه وهو عالم الأجسام كما قال الفيلسوف السبزواري:

بل جعل القوم أولو الفطانة                 عناصرا كحـــــــــجر المثانة

             فبالنظام الجمــــــلي العالم‏                  شخص من الحيوان لا بل آدم‏ .           

عالم الأجسام كسلسلة مشتبكة منتظمة بعضها في بعض وكل جزء منها مرتبط بما يليه، فإن الفقير محتاج إلى الغنى و بالعكس و العالم إلى الجاهل و بالعكس و هكذا الصغير و الكبير و الجليل و الحقير و الأرض و السماء و كذا جميع الموجودات، فالعالم كبيت واحد يفسده تعدد المدبر أو كبدن يفسده تعدد الروح و كما أنه إذا تعدد رئيسان في منزل أو حاكمان في بلد أو سلطانان في مملكة أورث اختلال نظامها و أوضاعها فكذا لا تنتظم السماوات و الأرضون و ما فيها و ما بينهما بإلهين و كما أن ائتلاف أعضاء الشخص الواحد الإنساني منتظمة في رباط واحد منتفعا بعضها من بعض مع اختلافها وامتياز بعضها عن بعض يدل على أن مدبرها واحد وممسكها عن الانحلال قوة واحدة و مبدأ واحد.

فكذلك ارتباط الموجودات بعضها ببعض على الوصف الحقيقي و النظم الحكمي دليل على أن مبدعها و مدبرها و ممسك رباطها أن تنفصم واحد حقيقي يمسك السموات و الأرض أن تزولا، و إلى هذا اشير في القرآن بقوله: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } [الأنبياء: 22] وقوله‏ {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } [المؤمنون: 91].

الثاني: ان وجود آثار الصانع من خلق مخلوقاته و إرسال رسله دليل عليه فانتفاء ذلك مما يفرض شريكه دليل على انتفائه إذ الفطرة السليمة شاهدة و العالم العادي قاض بأنه لو كان مع الصانع إله آخر لم تحتجب عن أحد آثاره و لوصل خبره إلى الناس ولعلم حاله مع الباري جلّ ذكره من التوافق و عدمه و لأرسل إلى الخلق رسلا بأوامر و نواهي و وعد و وعيد و تجويز كما ذكر مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام في وصيته لولده الحسن أو محمد بن الحنفية على إختلاف الرواية : واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله و لرأيت آثار ملكه و سلطانه و لعرفت أفعاله و صفاته و لكنه إله واحد كما وصف نفسه.

الثالث: أن التفرد بالصنع كمال فوق كل كمال وسلب الكمال عن ذات الواجب محال فلا يكون له شريك و لا نظير.

الرابع: أنه تعالى غني بوجوب ذاته عما سواه فيكون غنيا عن الشريك و لأن الشركة نقص إذ التصرف الكامل لا يجوز لأحد الشريكين فيكون كل منهما ناقصا.

الخامس: وحدة العالم و هي دليل على وحدة فاعله و مبدعه و وحدة العالم معلوم بالضرورة لشدة الارتباط بين أجزائها و احتياج بعضها إلى بعض في الوجود و البقاء، فكأن جميعها حقيقة واحدة إلهية المسماة بالفيض المقدس في لسان الحكماء و بالنفس الرحمانية في لسان آخرين و بالرحمة الواسعة في لسان الأخبار المروية عن الأئمة الاطهار:

عباراتنا شتى وحسنك واحد                وكل إلى ذاك الجمال تشير .

فتلخص من جميع ذلك أن وحدة العالم تدل على وحدة إله العالم .

السادس: أن كلا منهما إن لم يقدر على إقامة النظام كانا عاجزين فيكونا بالالوهية غير لائقين وإن قدر كل منهما على إقامة النظام كان الآخر عبثا، وإن كان أحدهما قادرا و الآخر عاجزا تعين الاول للالوهية.

السابع: ان كل من جاء من الأنبياء و أصحاب الكتب المنزلة إنما دعا للاستناد إلى واحد استند إليه الآخر و نفي الشريك و آخر عن الإله بأنه لا شريك له فإن كان من أرسلهم صادقا في ذلك ثبت المطلوب، و إن كان كاذبا لم يكن لائقا للإلهية حتى يكون شريكا.

الثامن: أنه لو كان القديم اثنين متغايرين لزم أن يكون بينهما فرجة قديمة فتكون القدماء ثلاثة و إذا كانوا ثلاثة كانوا خمسة و إذا كانوا خمسة كانوا سبعة لما ذكر و هكذا إلى ما لا نهاية له و المدعى معترف بالبطلان فيما زاد على اثنين فالملزوم مثله.

وقال الصادق عليه السّلام في جواب الزنديق الذي قال له لم لا يجوز أن يكون صانع العالم اكثر من واحد: لا يخلو قولك انهما اثنان من أن يكون قديمين قويين أو ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا، فإن كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه وينفرد بالتدبير وإن زعمت أن أحدهما قوي و الآخر ضعيف ثبت أنه واحد كما نقول للعجز الظاهر في الثاني، و إن قلت انهما اثنان لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مفترقين من كل جهة، فلما رأينا الخلق منتظما و الفلك جاريا و اختلاف الليل و النهار و الشمس و القمر دل صحة الأمر و التدبير و ائتلاف الأمر على أن المدبر واحد.

وفي كتاب التوحيد عن هشام بن الحكم قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام ما الدليل على أن اللّه واحد، قال: اتصال التدبير وتمام الصنع كما قال اللّه عزّ و جل لو كان فيهما آلهة إلا اللّه لفسدتا.

وعن الفضل بن شاذان قال: سأل رجل من الثنوية أبا الحسن الرضا عليه السّلام و أنا حاضر فقال له: إني أقول أن صانع العالم اثنان فما الدليل على أنه واحد فقال عليه السّلام قولك اثنان دليل على أنه واحد لأنك لم تدع الثاني إلا بعد إثباتك للواحد، فالواحد مجمع عليه و أكثر من واحد مختلف فيه.

وأما الدليل على التوحيد بالمعنى الثاني أنه أحدي الذات لا تركيب فيها فلأنه تعالى لو كان منقسما في وجود أو عقل أو وهم لكان محتاجا لأن كل ذي جزء فإنما هو بجزئه يتقدم و بتحققه يتحقق و إليه يفتقر وهو اللّه سبحانه غني عن العالمين.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.