المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أساسيات التواصل
2024-12-19
نظريات التعلم / الدرس الثاني
2024-12-19
نظريات التعلم / الدرس الأول
2024-12-19
العدد الأمثل من نباتات الرز بوحدة المساحة
2024-12-19
طرق العلاج والوقاية من الجُبن
2024-12-19
دوافع الجُبُن
2024-12-19



معاناة الحسين في عَهد الإمام امير المؤمنين  
  
3993   04:19 مساءً   التاريخ: 7-11-2017
المؤلف : سليمان كتَّاني
الكتاب أو المصدر : الإمام الحسين في حِلَّة البرفير
الجزء والصفحة : ص99-104.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

ما خفَّت لوعة الحسين مع وصول أبيه إلى كرسيِّ الخلافة ، ولكنَّها تحوَّلت فيه إلى غِبطة داخليَّة ، لم يجد لها في نفسه إلاَّ التفسير اللذيذ ، وإنْ تكن غبطة مُتولِّدة مِن هلع ، وهل للهلع في النفس أنْ يغزل قميصاً مِن طمأنينة ؟! لقد تمثَّل له أنَّ جَدَّه الآن يُغمض عينيه في الإغفاءة القريرة ، وها هي رغبته الكبيرة يُحقِّقها التنفيذ ولمَّا ينقل بعد جُثمانه الطاهر إلى مَقرِّه المُشبَّع بنور منه ... إنَّ أباه بالذات ـ بعد أنْ يحمله بذِراعيه ويُكفِّنه بمثواه ـ سيتوجه توَّاً إلى الكرسيِّ المُعدِّ له ، فيجلس ويُتابع تسيير الشؤون الكبيرة ، مِن دون أنْ ينقطع خيط واحد لا مِن سُداها ولا مِن لُحمتها .. هنيئا للأُمَّة العظيمة ! لا يتركها مؤلِّفها وراعيها لحَظةً واحدةً ، لا في العَراء الفاتر ، ولا في هَدأة السكون ، بلْ في العُهَدة المُستمرَّة ، تُغذِّيها لواعج النفس المُطهَّرة تطهيراً ، ويتدبَّرها الإعداد الموزون بالرسالة التي هي حدود الله في الإنسان ، وتحديد الأُمَّة بالإنسان .
لقد ذابت كلُّ فُسحة ضيِّقة مِن بال الحسين ، فلا أبو بكر يتوكَّأ على عَصاه خلف كرسيِّ الخلافة ، ولا سبيل لأيِّ واحد آخر يدُعْى عمر بن الخطاب يتخبَّأ تحت قوائم الكرسيِّ ، بانتظار هبوط دغشة الليل ، ولا أحد مِن بني عثمان يَحرق البيت بفتيلة السراج العتيق ، ولا جُذع واحد مِن بني حرب يتسرَّب إليه اسم مُعاوية ، فيسرق الشام مع الغوطة ويُغرقهما في عِبِّه ... 
إنَّ الأُمّة وحدها هي المُنزَّهة بين يدي أبيه مُنذ الساعة الأُولى مِن هدأة الفجر في نحر الفجر .
لقد تهيَّأ كلُّ ذلك في بال ومُخيَّلة الحسين في هذه اللحظة ، التي تمَّ فيها وصول أبيه إلى الحُكم ، فالأُمَّة التي هي جَدُّه في مُهمَّته الرساليَّة ، تناولت الآن محورها واستمرَّت في عمليَّة البثِّ ، هكذا تراءى للحسين المُنطبع انطباعاً مُطلقاً بجَدِّه ، وبرسالة جَدِّه ، والمؤمن إيماناً مُطلقاً بالأُمَّة التي هي تعبير مُطلق عن جَدِّه وقيمة جَدِّه في الوجود الإنساني الرائع ؛ مِن هنا إنَّ كلَّ ما كان يتحضَّر مِن أجل خدمة الأُمّة ورفع سويَّتها ، وكان يُحرِّك لهفة الحسين ، ويُلهب شوقه في الوجود ، ويُحيي فيه استحضاراً بالغ الخشوع لجَدِّه الذي يحيا أبداً في الرسالة ، التي لا تخلد إلاَّ في خلود الأُمَّة التي هي عنوانه الأبهى .
إنَّها الحقيقة في التطوُّر النفسي ـ الروحي ـ الذي كانت تُرتِّبه المُعاناة عند الحسين ، مع كلِّ مرحلة مِن مراحل عُمره بالتدرُّج العقلي إلى الفهم والإدراك والتفتُّح الذهني ، لقد كان واقع الأحداث على الأرض يوسِّع له الاختبار المُلمّ ، ويُكسب طاقاته الفِكريَّة ـ النفسيَّة ـ عُمقاً فلسفيَّاً وجوديَّاً ، راح يَغرق فيه غرقاً ذاتيَّاً محفوفاً بفضاء آخر ، كلُّ صفاته مِن التحديد ، إنَّه جوٌّ مِن التأمُّل المُتحفِّز النائم ـ أبداً ـ في كلِّ خليَّة مِن الخلايا المُنطوية بها حقيقة ذاته .
مِن هذا القبيل كان انتهاؤه إلى الاقتناع ، بأنَّ الرسالة التي حقَّقت أُمَّة هي الأُمّة ذاتها في جوهرها الكونيِّ الإنسانيِّ ، ومِن الحيف أنْ تخيب هذه الأُمّة ، وإلاّ فإنَّ الرسالة هي المُعطَّلة في مؤدَّاها الأصيل ! ولكنَّ مُخيَّلة الحسين شغفت بأنْ تتلهَّى ـ الآن ـ بأنَّ وصول أبيه إلى الحُكم هو في خَطِّه الاستمراري ، ولم يشبَّ بأيِّ انقطاع مع أنَّ وصوله إلى الحُكم هو الوصول الهزيل ، بعد مُرور ثلاثين سنة مِن غياب ، وانقطاع أبْعَدا الخَطَّ عن استمراره الضابط !
ليت الحُكم وصل إلى عليٍّ عندما كان يتمنطق بسيفه ( ذي الفِقار ) ، لقد قصفت القبليَّة سيف عليٍّ بعد أنْ أبعدوه خمساً وعشرين حولاً عن مُتابعة الجهاد ، ولمَّا عادت إليه الساحة كان قد ادلهمَّ الليل بالعَكر المشؤوم . 
أمَّا الأُمّة فهي التي تئنُّ الآن وهي تستدعيه لتقديم الغوث ، فما أحوجه إلى عشرة سيوف يهزُّها دُفعة واحدة في وجوه هؤلاء القوم ، وخلف كلِّ واحد منهم قبائل تُنادي : يا للجاهليَّة في ثارات العرب !!!
كَمْ سيفاً قصف المُستعان به في صدر طلحة والزبير في معركة الجمل ، بقيادة أُمِّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر التيمي ؟ وكَمْ كلَّفته مِن سيوف مقصوفة ، مَعارك صِفِّين ، بقيادة ذلك الذي وصِف بأدهى الدُّهاة ـ مُعاوية ـ كسرى العرب ؟ وكَمْ أرهقته القبليَّة المُجنَّدة بقيادة عمرو بن العاص ، والمُغيرة بن شعبة ، وزياد المُحلق بأبيه ابن أبي سُفيان ، وأخيه مُعاوية ـ المُكحِّلين بغِبار فراش كانت تتقلَّب عليه امرأة اسمها ( سُميَّة ) ؟!! ، وكَمْ أضنته حِياكة القُمصان المصبوغة بالزعفران ، حملها مع كلِّ أنوالها العتيقة إلى الشام ، بشير بن النعمان ؟ وكَمْ أدمت قلبه وشلَّت مِن هِمَّته وأعصابه ، عنجهيَّة أبي موسى الأشعري ، التي كانت لقاحاً لورمٍ اصفرَّ تزنرت به بطولة مغشوشة ، شقَّت عصا الطاعة ، وضربت بها في معارك النهروان ؟! وكَمْ صعقَته ساعات الحُزن وهو يغرق في تأمُّلاته المليئة بالعِفَّة ، والصدق ، ونقاوة الوجدان ، حتَّى غافله ـ وهو غائص مُستجمُّ بها ـ وغد آخر علَّمه أبو لؤلؤة كيف يضرب بالسيف المسموم صدر المُصلِّي في باحة المسجد !!!
إنَّها الحقيقة الصارمة يجابهها ـ الآن ـ الحسين ، لقد غاب أبوه مِن تحت نظره ، وبقي عظيماً كبيراً ماثلاً في مدى بصيرته ، لقد أخذ عنه ما أخذه عن جَدِّه ، إلاَّ أنَّ الأخذ هنا كان أطول في مَداه ، وكان مكوَّراً بمُعاناة ما زادته فهما حتَّى زيَّنته شعوراً بأنَّ رسالة جَدِّه العظيم ، هي بالحاجة القصوى إلى أنداد مِن طينة أبيه ، حتَّى تُعمَّر الأُمَّة ويستقطبها الوعي المُهذَّب إلى تحقيق ذاتها الإنسانيَّة الصامدة في صدر الحياة يا للمدرسة في أُقنومها الموحَّد ! بسطها جَدُّهُ مُحدَّدة بعليِّ . 
و يا لحظِّ أخيه الحسن يتناولها مرسومة ولكنَّها محفوفة بالجُهد الممهور بالدم ! ولكنْ قبل أنْ يتناولنا الإمام الحسن إلى بساطه الأبيض ، يروق لي أنْ أتبيَّن لون المُعاناة التي راحت تغرق فيها كآبة الحسين بعد مَقتل أبيه الإمام ، هلْ هي الحُزن المألوف طَعمه في لحَظة الموت ، ومفارقة الأحباب لأعزِّ الأحباب ؟ أم أنَّها مزيج آخر ، يتولَّد في النفس مِن الإفرازات الأُخرى التي يؤلِّفها الشوق الحميم في تلك النفس ، ويطبعها به على تخصيص وتمييز ؟
ما أسرعني إلى أنْ أُجيب نفسي بنفسي ! مُنذ أنْ امتلأ الحسين بروعة الإدراك ، وبالتمام التمام ، مُنذ أنْ أدرك أنَّ في تربيته المُلوَّنة لغُزاً مَختوماً بأفخم الأختام ، بدأت تشعُّ على نفسه روائع التكوين ، مُنذ هاتيك اللحظات ، ونفسه كالصفحة البيضاء ، تنهال عليها الأزاميل بالحَفر البليغ ، ومُنذ أنْ أدرك أنَّه مدموج بجَدِّه عنصراً مِن عناصر الصيانة لرسالة هي وحدها بُلغة الإنسان ، وهي وحدها سياج الأُمَّة وتكييفها ضمانة لوجود الإنسان ، توسَّعت حدود نفسه لاستيعاب المُهمَّة الوسيعة ، وعمَّقت بها الآفاق بقدر ما لها هي مِن آفاق عميقة وجليلة .
فيما بعد ، عندما راح يُدرك واقع الأحداث على الأرض ، وكيف تمَّت حياكتها وإخراجها ، كأنَّها مسرحيَّة لبست الغَباء وتبدَّت بالهزل ، والكذب والتهريج ، لتنتهي بمأساة ما كانت ضحيَّتها ـ فقط ـ قيمة إنسانيَّة فذَّة ، طلع بها رجل اسمه عليُّ بن ابي طالب ، بلْ كانت ضحيَّتها أُمَّة برُمَّتها ، تحمَّلت أجيالاً طويلة مِن التردِّي والانحطاط ، حتَّى وهبها الله رجلاً منها ، سكب لها مِن نبوَّة الروح قالباً جديداً صاغها به ودفعها قَدماً إلى السلالم .
لقد تعب في بناء المسرحيَّة المؤلِمة عمر بن الخطاب ، في اللحظة التي غفلت بها عين الرسول عن عمليَّة الزجر والنهي عن تحريك الجمر في وادي الشياطين ، ولقد تمَّ تمثيل المسرحيَّة التي أتقن الرقص على خشبتها عثمان بن عفَّان في مسجد المدينة ، ومُعاوية بن أبي سفيان في غَوطة الشام . أيَّة عُقدة لذيذة تألَّفت بها المسرحيَّة ونامت عليها ؟ ولكنَّها لم تكن عُقدة يتمجَّد بها الفنُّ ، بلْ كانت حِقداً ذلَّت به الأُمَّة في مداها الطويل مِن عمرها المهدور ، ونعمت بالعِزِّ والمَجد والكرامة ، في اللحظة التي جعلها نبيُّها العظيم تتحرَّر منه . أمَّا العُقدة المَبنيَّة بحَذقٍ ودهاءٍ فهي التي راحت تتكشَّف عنها الأيَّام ؛ تنفيذاً لمبدأ صرَّح عنه مؤلِّف المسرحيَّة عندما قدَّمها لبعض المُشاهدين : لا تلتقي النبوَّة والرئاسة في بيت واحد . 
أمَّا التفسير الجليُّ للذين اعتنقوا المبدأ ، فهو السعي الحثيث للقضاء على كلٍّ مَن هُمْ أهل البيت ، وهكذا يتمُّ اجتثاث الجرثومة التي تُطالب بتوحيد النبوَّة في أهل البيت ..
لقد ابتدأت اللُّعبة كأنَّها زُحام وصولي إلى كرسيِّ مشيخة ، وانتهت إلى صراع آخر فيه كلُّ القصد للاقتلاع والإبادة ، ولقد كانت الهواجس تشتدُّ ويشتدُّ معها التحسُّب وأخذ الحيطة ، إلى أنْ انقلبت عند أهل البيت حِسَّاً بخطر مداهم في كلِّ لحظة . 
لقد أُبعد أهل البيت وكلُّ مَن يمُتُّ إليهم بصِلة عن أيِّ مركز مِن المراكز الإداريَّة في دولة الحُكم ، وليس هذا وكفى ، بلْ إنَّ الاضطهاد المُباشر راح يَطال الجميع دون أيَّة هَوادة ، ومَن يقول : إنَّ مَقتل الإمام الآن ـ بسيف ابن مُلجم ـ ليس مدفوعاً بذات الرغبة وذات الإيحاء ؟
عجيبة غريبة هي الأساليب التي اعتمدوها واستعملوها ، وتفنَّنوا بإخراجها في ساحة الصراع ، إنَّ التنوُّع فيها كان يُضيِّع الفئة المُضطهدة في تمتين الحَيطة والتزام التحسُّب ، لأنَّ زمام المُبادرات كان دائماً بأيديهم ، وهو يكون على أقواه مع المُستقوي بالسلطان ، وكلُّ مُقدَّرات الناس في كفَّيه ، وكلُّ نيَّة الشَّرِّ ، والغَدر والبُهتان ، هي المُبيَّتة في صدره .
في هذه اللحظة ـ النازفة بالحُزن والمرارة ـ كانت تتفتَّح في نفس الحسين كآبة ، أوسع ما فيها أنَّها أغرقته في تأمُّل لا شَفة له ولا لسان ، إنَّه الحزين الكئيب ، ليس مُطلقاً على أبيه الذي غاب مثلما غاب جَدُّه وغابت أُمُّه ، بل على القضيَّة التي هي الرسالة ، والتي هي الأُمَّة ، والتي هي المَوئل الكبير الذي يردُّ الغائبين العظام إلى كلِّ واحة هُمْ فجَّروا ماءها ، وأحيوها ، وخلَّدوها في مَدارها الإنساني الرائع المنتسب إليهم ، والمضموم بهم إلى حقيقة خلود الذكر ، وخلود القيمة في استمرار مُجتمع الإنسان .
سيكون لأخيه الحسن أنْ يتناول الخَطَّ ويمشي بعمليَّة الغوث ، أمَّا الحسين فإنَّه الواجف المُنتظر ، وهو غارق في تأمُّله الصامت : أيكون الترقُّب الآن عنصراً آخر في مُعاناته التي لم تنفجر بعد؟!!!

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.