المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

علاقة العلم بالأخلاق
2024-09-22
مرض التفحم السائب في القمح والشعير
11-3-2016
شجاعة ابا الفضل
12-8-2017
الاثار المترتبة على تحديد الطبيعة القانونية للطعون الكيدية
30/9/2022
الحكيم بن محمد العدلي العايني
20-8-2016
تفسير الآية (1-3) من سورة يوسف
28-6-2020


رأي الاسلام في علاقات الفتيات المحظورة  
  
2847   04:34 مساءً   التاريخ: 6-11-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص167ـ172
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من المراحل الخطرة التي تمر بها الفتاة مرحلة العلاقات والتصرفات مع قريناتهن ، وأغلب حالات الصداقة لدى الفتيات في هذه السن لا تدوم وتنهار في مرحلة من مراحلها ، ولكنهن مع ذلك لا يتوقفن عن الاهتمام الزائد عن الحدِّ بالصداقات، ويحرصن بشدة على الاحتفاظ بصديقاتهن ، ويلازمن صديقاتهن طوال الدوام الدراسي ، ويُمضين معظم أوقات الفراغ في المدرسة بالحديث والتحاور فيما بينهن ، وينهمكن بتجاذب أطراف الحديث من دون توقف .

إن صداقات هذه الفئة تتسم بحالة من التشدد ، إذ ينتخبن صديقاتهن بمزيد من الرقة والحساسية ، وطبقاً لمواصفات خاصة ، غير أن هذه الصداقات غالباً ما تكون غامضة وغير مفهومة وتمازجها حالة شديدة من الحسد والغيرة على رغم ما يسود صداقتهن من صفاء وانسجام ، وهي مسألة غريبة ، فهنّ قد لا يعرف بعضهن بعضاً حقَّ المعرفة . ولذا فإنهن يملن الى تقليد بعضهن بعضاً في السلوك والزينة والملبس ....

وهذه الحالة بذاتها قد تكون سبباً للسقوط في مستنقع الفساد والرذيلة والانحراف ، كما يمكن ان تكون سبباً لزيادة الوعي والهداية والرشاد. ولا شك ان انغماس الفتاة المراهقة في أوساط قرينتها في السن ، وأخذ تصرفاتهن على أنها أشياء مصونة من الخطأ ، أمر من شأنه ان يبعدها  عن الأسرة في وقت ما تزال فيه بحاجة الى التوجيه والإرشاد الخارجي من أجل ضبط عواطفها ، ويظهر لدى الفتيات في هذه السن الميول الشديدة الى التقليد والسعي من أجل اكتساب الجاذبية ولفت نظر الاخرين وتقليد كل من يصادفهن من بنات حواء، وتكون هذه الامور جذابه وبالنسبة إليهن. ويقعن كذلك تحت تأثير لقاءات حياة (الشلة) والجماعة يتأثرن بالقدوة الصالحة ايجابيا، كما يتأثرن كذلك بالدرجة نفسها بالنموذج والقدوة غير الصالحة سلبياً .

وفي تقديرنا ان ضرر العلاقات والصداقات الخاطئة للفتيات والمراهقات إنما ينتج بسبب عجز اولياء الامور من ضبط بناتهم، وعدم الاكتراث لهذا الجانب من قبلهم والتساهل فيه يؤديان لتعريض الفتيات لمخاطر أخلاقية جسيمة.

ومن الواضح والطبيعي ان تظهر لدى الفتيات في هذه السن الميول العاطفية في بداية الامر من دوافع بريئة خالية من اي شائبة او اثارة جنسية او تتسم بالرومانسية والمثالية العالية الا ان الامر في مراحل لاحقة يكتسب صيغة جنسية على نحو لا ارادي وفي غفلة عن الفتاة.

ومن هنا يأتي خطر العلاقات المنحرفة، إذ من شأن حدَّة الغريزة الجنسية في مرحلة البلوغ ان تدفع الفتيات في بعض الحالات الى الانجرار وراء رغباتهن وميولهن العاطفية في علاقاتهن على نحو متطرف ومن دون التفكير بعواقب الامور، وبالتالي يعرضن انفسهن لمخاطر ومتاعب غير قليلة، الامر الذي يتطلب من اولياء الامور التعامل مع هذا المشكل بحساسية متزايدة من أجل الحؤول دون ما يمكن ان يترتب عليه من علاقات منحرفة ذات عواقب غير سارة.

ان الغريزة الجنسية لدى الفتاة هي كالنار تحرق الرماد، يزول الرماد المتراكم فوقها في مرحلة البلوغ الجنسي فتتقد ويتصاعد منها اللهب وتمتد ألسنتها بكل الاتجاهات، وعندما تهيّج حرارتها المشاعر والميول الغريزية الجنسية تضعف سيطرة العقل والمنطق أمام طغيانها وتتراجع طاقة

المقاومة أمام نوازعها العاصفة .

ومن هنا ، فإن السبيل الامثل لضبط نوازع العواطف الجنسية والحؤول دون انفلاتها من عقال السيطرة والمنطق هو الابتعادُ قدر الإمكان عن أجواء الاثارة والايحاءات المهيجة ومبادرة اولياء الامور الى مساعدة الفتاة على تجاوز اخطارها ومضارها من خلال توجيهها وجعلها تشغل نفسها بمختلف الفعاليات الفكرية والنشاطات المهنية والرياضية. وعلى هذا الاساس، فكل مشكلة تواجهها الفتاة يجب على اولياء الامور خاصة التعامل مع كل منها وعلاجها وابداء المزيد من الاهتمام والتأمل الفكري تجاهها، ومن تلك المشكلات التي تعانيها الفتيات في اثناء مرحلة البلوغ... ما يأتي:

1ـ المشكلات العضوية: كحب الشباب ونشوز الهيئة وقصر القامة او طولها كثيرا وتأخر البلوغ وتقدمة عن موعده المعتاد والارق والسهاد او الاضطراب في النوم والشعور بقباحة الشكل والشعور بالتعب والاجهاد دون ما سبب والامراض الخاصة بهذه السن.

2ـ المشكلات العاطفية: كالخجل والتعلق بشخص والعجز عن التصريح بذلك والخوف والاضطراب والهيجانات الحادة والاختلافات العاطفية والنرجسية والغضب المفرط والحب الغامض وغيرها ....

3ـ المشكلات النفسية: كالشعور بالحقارة او بالتفاهة، وفقدان الكفاية، والحقد، والضيق بظروف الحياة السائدة، والاختلافات النفسية، والامراض النفسية في بعض الحالات، وتضارب الميل بين حياة الطفولة او الكبر...

4ـ المشكلات الاجتماعية: كالبطالة وصعوبة التعامل مع المتطلبات الاجتماعية وعدم الانسجام مع الاسرة والعجز عن انتخاب الصداقات والزمالات وصعوبة الانسجام والتآلف مع الاخرين...

5ـ المشكلات السلوكية: فالتصرفات الساذجة وعدم الانسجام مع الوسط المحيط والميل الى استعراض الذات والخجل من ذلك والعجز عن ضبط السلوك والتصرفات والتجرؤ على الكبار في بعض الحالات والشعور بالندم وتأنيب الضمير فيما بعد.

6ـ المشكلات الشخصية : كالميل الى الاستغلال والحرية والرغبة بالاختلاء بالنفس وتعذر ذلك والشعور بالضياع وبتفاهة الحياة، وشعور الفتاة بالنقمة والانزعاج من كونها انثى في بعض الحالات.

7ـ المشكلات الدينية: كالشك والشبهة حول المسائل الاعتقادية والعجز عن فهم قضايا من قبيل الجبر والتفويض والقضاء والقدر والمعاد والعقاب والثواب والخوف من الموت...

8ـ وأخيراً المشكلات الاقتصادية والثقافية والسياسية: والتفكير بالمستقبل الشخصي وبمستقبل الاهل والاقارب والاعزاء و...

إن أغلب المشكلات التي تتعرض لها الفتيات في هذه السن تنشأ عن تأثيرات البيئة الاجتماعية التي يعشن فيها. ولطبيعة الاجواء السائدة في الاسرة دور هام في هذا المجال ويمكن الاشارة الى حالات التساهل او التشدد المفرط مع الفتيات في المسائل التربوية باعتبارها أساليب خاطئة تساهم في خلق مختلف أنواع المشكلات لأعضاء هذه الفئة .

فمثلما يمكن أن يكون رد فعل الفتاة على أساليب القهر والتشدد من قبل أولياء الأمور ، كذلك العمل بأوامرهم بشكل آلي ، وفقدان الاعتماد على الذات في تسيير شؤونها الى الأبد او التمرد والعصيان والتصرف كما يحلو وعدم الاكتراث لتوجيهات الأبوين ، فإن من شأن التساهل معها وتدليلها على نحو مفرط يدفعها كذلك الى التسيّب الكامل واستسهال كل أنواع الانحراف وبالتالي التسيب في مشكلات ومتاعب ذات عواقب وخيمة لنفسها وللأسرة معاً .

ويأتي دور الرؤيا الإسلامية للمشروع الإسلامي في تحديد موقف من مشاعر الفتيات وما لهن وما عليهن من الواجبات والصلاحيات التي يمكن الفتاة ان تستخدمها في علاقاتها مع صديقاتها ومع جاراتها ومع زميلاتها في المدرسة وفي مجال العمل ، لذا يجب ان تكون مبنية على أساس يرضي الله تعالى فلا يغضب لفعلها. وعلى هذا الأساس لابدَّ ان يكون مقياس البنت الواعية المطيعة لربها ان لا تخرج عن حدود الطاعة المرسومة لها ، وان تبتعد عن المعاصي وعما نهى الله عنه. وهذه الأسس لا بدّ ان يلتفت اليها الآباء والأمهات في أداء رسالتهم العملية في الحياة ووضع الخطوط العريضة للأمانة التي أودعها الله تعالى لديهم وهي (البنت) ، وأي تقصير في مجال الوعظ والإرشاد يعرِّض الأب والأم الى محاسبة الله تعالى عليه ولا يخفى ان أكل الحرام له تأثير كبير وآثار وضيعة في شرف البنت وكيانها وعفتها .

وبطبيعة الحال فإن الفتيات في مجتمعاتنا الإسلامية يدركن بوجه عام قيمة الشرف والحفاظ على العرض والعفاف ، ويجتهدن في صيانة انفسهن في هذا المجال . ولكن ، في الوقت ذاته هناك احتمال  ان يتعرض بعضهن للخطأ والانحراف .

والانحراف يكون تارة متصلاً بالفتاة نفسها وأخرى بالآخرين . والأسلوب الأمثل لمساعدة الفتاة على حلّ مشكلتها  وتجاوزها هو التوصية والإرشاد ، بل وإبداء الود والمحبة تجاهها وتوثيق العلاقة بها ومع من تسير معهن من زميلاتها .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.