أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2016
488
التاريخ: 10-8-2017
793
التاريخ: 18-11-2016
499
التاريخ: 10-8-2017
568
|
إنّ معرفة الناس بثبوت الشفاعة لمن أذنب بواسطة الأنبياء والصالحين يخلق عندهم الجرأة علىٰ ارتكاب الذنب علىٰ أمل نيل الشفاعة منهم يوم القيامة.
وهذا الأمر سيؤدي إلىٰ عبثية الأحكام المتعلقة بالجزاء حيثُ سيضطرب النظام الإجتماعي ويشيع الفساد في الناس وتنتهك أحكام الله التي وضعها لعبادهِ.
[جواب الشبهة] :
إنَّ مشكلة هذا الإشكال وضعفه : هو أنّه تجاهل ظاهرة مهمة في الآيات القرآنية التي تناولت بصورة مباشرة موضوع الشفاعة وقبولها ، وكذلك الآيات التي تحدثت عن خلود الكافرين في النار ... وهذه الظاهرة هي : إنّ آيات الشفاعة لم تُعيّن علىٰ سبيل التحديد أفراد النّاس ومجاميعهم ممن تنالهم الشفاعة ، كما أنّها لم تُعيّن الذنوب التي تُقبل الشفاعة فيها ...
فإذا كان الأمر كذلك ، فكيف تطمئن نفسٌ أن تنالها الشفاعة ، وكيف تطمئن أيضاً إلىٰ أن ذنبها الذي ترتكبه هو من الذنوب التي تقبل بها الشفاعة.
ومن هنا فإنّ النفس والحال هذه ستبقىٰ متعلقة ، وجلةً تتملكها الخشية من ارتكاب الذنب والمعصية خوفاً أن لا تكون ممن تنالها الشفاعة ، أو أن يكون ذنبها مما لا تقبل فيه الشفاعة.
أما الآيات الشريفة التي تحدثت عن الكافرين وخلودهم في النار وأنواع العذاب ، وعدم غفران ذنوبهم ، فإنها شخّصت الاطار العام للصفات والافعال التي إذا تميّز بها الإنسان فإنّه يدخل النار، ومن ذلك علىٰ سبيل المثال قوله تعالىٰ : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] .
والآية كما ترىٰ تتحدث عن المغفرة يوم القيامة ، وأنّها لا تنال الذين ماتوا وهم مشركون.
وعلىٰ هذا فكيف تكون الشفاعة موجبة لجرأة الناس علىٰ الذنوب والمعاصي ؟ مع أنّ ارتكاب الذنب من قبل المؤمن لابدّ أن تعقبه التوبة طلباً للغفران ... لأنّ هذه صفة المؤمن بالله تعالىٰ واليوم الآخر ، فإنه دائماً يراقب نفسه لئلا يقع في معصية ، فإنْ استولىٰ عليه الشيطان وأغواه وارتكب المعصية تذكّر وتاب إلىٰ الله توبةً نصوحاً فضلاً عن أن يصرّ علىٰ الذنب الواقع منه.
فالإيمان ليس لوناً نضفيه على الإنسان ، بل هو يتجسد في المحتوىٰ الداخلي للإنسان وعلاقته بربه وسلوكه الإجتماعي المنضبط بأوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه.
ولعل ما يشير إلى ذلك الآية الشريفة : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135] .
فالآية القرآنية هنا تتحدث عن صنفٍ من الناس حددت طبيعة سلوكهم ولم تعيّن أشخاصهم ... كما أنّها لم تحدد نوع الفاحشة أو الظُلم ... ولكنها تشير إلى أنّهم بعد ارتكابهم الظلم والفاحشة يذكرون الله ويستغفرون لذنوبهم وأنّهم لا يُصرّون عليها ... هؤلاء الناس يغفر الله ذنوبهم ، ولولا الاستغفار لما نالوا هذا الوعد الإلهي بغفران ذنوبهم.
وإلى ذلك يشير الحديث الشريف ، فعن علي بن ابراهيم ، عن محمد ابن عيسىٰ ، عن يونس ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل يرتكبُ الكبيرة من الكبائر فيموت هل يُخرجه ذلك من الإسلام ؟ وإن عُذّب كان عذابه كعذاب المشركين ، أم له مُدّة وانقطاع ؟ فقال عليه السلام : « من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنّها حلال أخرجه ذلك من الإسلام وعذّب أشدّ العذاب ، وإن كان مُعترفاً أنّه أذنب ومات عليه ـ أي مصرّاً علىٰ الذنب ـ أخرجه من الإيمان ولم يخرجه من الإسلام وكان عذابه أهون من عذاب الأول » (1).
__________________
(1) اُصول الكافي 2 : 285 / 23 كتاب الايمان والكفر باب الكبائر.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|