المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الفضاء في التصور في الدلالة  
  
2334   03:10 مساءً   التاريخ: 3-8-2017
المؤلف : عبد المجيد الجحفة
الكتاب أو المصدر : مدخل الى الدلالة الحديثة
الجزء والصفحة : ص115- 117
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / ماهية علم الدلالة وتعريفه /


البشر يمتلكون طريقة لتقطيع العالم الخارجي. والفضاء عبارة عن عالم خارجي تصفه / تؤوله العبارات الفضائية في اللغة. والبحث في هذه العبارات يمكننا من الوقوف على تمثيلاتنا الداخلية لهذا العالم الخارجي، كما يسعفنا في رصد بنية هذه التمثيلات، وفي رسم حدود قدرتها التعبيرية.
فاذا انطلقنا من الموقف التمثيلي للتصورات والمعاني، يتبين لنا ان الفضاء، كما تعبر عنه اللغة، يمثل الحالة الذهنية التي يمتلكها البشر بصدد هذا الموضوع. وبهذا تكون نظرية البنية الدلالية في اللغة الطبيعية نظرية للفكر.
ما هو الفضاء؟ كيف ندركه؟ كيف تقطعه ونصنعه؟ ما تمثيله الذهني؟ لكي نحصل على اجوبة عن هذه الاسئلة وما شابهها، علينا ان ننظر في الكيفية التي تقدم بها اللغة الفضاء، بحيث انها ترمز تصورنا له، كما تقدم اقتراحات بصدد بنيته وتعميماته.
يسمح لنا الانطلاق من اللغة باستنباط افتراضات يتم سحبها على بنية التمثيل الذهني. ان للغة وسائل يفترض انها تعكس الانساق المعرفية التي يشتغل الذهن البشري في حدودها. فنحن، حين نريد موقعة شيء ما، عن طريق اللغة نستخدم مجموعة من العبارات "المموقعة". وهذه العبارات تتضمن في بنيتها تصورنا العام للفضاء. كما ان الفضاء، بوصفه مفهوما لغويا، لا يبين حقل الفضاء المادي فحسب، بل انه يبين حقولا اخرى غير فضائية. وهذه الحقول غير الفضائية تقدم الدليل على ان التمثيل الذهني يتعامل مع حقول مختلفة تعاملا متجانسا الى حد ما.
ص115
ومن العوامل الاساسية في تصور الفضاء علاقة المتكلم وشكله الهندسي بالفضاء، وامكانات تحركه فيه اضافة الى امكاناته التعبيرية. فالمتكلم، حين يوقع شيئا ما، يكون مركز نسق الاحالة الفضائية، بحيث لا تكتسب هذه الموقعة قيمتها الا بالنظر الى هذا المركز ( المتكلم ). وتستند الاحالة الفضائية، في هذا المستوى، على ثلاثة محاور تخترق هذا المركز: محور عمودي، ومحور امامي، ومحور جانبي(1). وهذه المحاور تعبر عنها في اللغة الاتجاهات الستة ( تحت / فوق، وراء / امام، يمين / شمال ). ولان المتكلم مركز الاحالة، فانه لا يمكن ان ندرك المعنى الدقيق لجملة نحو(1) الا اذا تخيلنا الموقع الذي يوجد فيه المتكلم:
(1) يوجد زيد امام الشجرة 
فالمتكلم يجب ان يكون في مكان يتيح له رؤية  زيد امام الشجرة، وليس بجانبها او خلفها او عن يمينها او عن شمالها. اذن، فزيد يوجد امام الشجرة ( وهل للشجرة امام وخلف ويمين وشمال؟ ) بالنظر الى موقع التكلم الذي يشكل مركز النسق الاحالي للفضاء ( او "هنا" ) وبهذا، فموقع المتكلم يشكل جزءا من التأويل الدلالي للجملة.
ولهذا الامر ما يوازيه في الاحالة الزمنية. لننظر الى الجملتين (2) و (3):
(2) مات خالد
(3) سيموت خالد
تعبر الجملة (2) عن حدث حصل في الماضي (موت زيد). ونعلم، من خلال هذه الجملة، ان خالدا ليس حيا الان، لان مات قبل الان. وتشير الجملة (3) الى ان خالدا ما زال حيا، لأنها توقع موته بعد الان. وهذا " الان " هو الوقت الذي اتلفظ فيه بالجملتين (2) و (3). وبذلك، فالماضي يصف ما حصل قبل ان اتلفظ به، والمستقبل يصف ما يحصل بعد ان اتلفظ به. يوازي وقت التلفظ في تأويل (2) و (3) موقع المتكلم في تأويل (1). وهذا التوازي، الذي يبين ارتباط مفهوم الزمن بمفهوم الفضاء، هو ما عرف بالترابط القائم بين "هنا" و "الان"، باعتبارهما يعبران عن مركز الاحالة.
مما يعبر عن الفضاء في اللغة العربية ظروف المكان وحروف الجر وبعض الاسماء الدالة على الامكنة، بالإضافة الى حقل الافعال الفضائية. وسنقتصر على وصف حروف الجر لكونها تتميز عن باقي العبارات الفضائية الاخرى بالتعبير عما هو نووي في بنية الفضاء: الحلول والمسار، ولكونها تستقل عن المتكلم وموقعه، بخلاف الظروف. يتضح ذلك من خلال الجملتين التاليتين:
ص116
(4) أ – يوجد القط خلف الكرسي
     ب- يوجد القط امام الكرسي
فهاتان الجملتان قد تصفان نفس " الحقيقة الخارجية " اذا كان من تلفظ بالجملة الاولى يوجد في موقع مقابل لمن تلفظ بالجملة الثانية، وكان الكرسي بينهما، وكان القط في موقع معين في هذا الخط الفضائي. ويمكن ان تفيد هاتان الجملتان الشيء ذاته وان تلفظ بهما متكلم واحد، غير ان هذا المتكلم تلفظ بالأولى وغير مكانه حتى صار يرى القط امام الكرسي وليس خلفه، ثم تلفظ بالجملة الثانية. فموقع وصف هذه الحالة هو الذي يختلف، اما ما تصفانه فقد يكون شيئا واحد. وبما ان لكل جملة معنى يختلف عن معنى الجملة الاخرى، فان موقع المتكلم جزء مهم في تمثيل معنيي الجملتين.
هذا الالتباس لا نجده في حروف الجر، نظرا الى حيادها النسبي ازاء المتكلم وموقعه. وبذلك، فما تتميز به الظروف عن حروف الجر انها تضيف تخصيصات للحلول او المسار اللذين تعبر عنهما حروف الجر بصورة نووية، بحيث تضيف معلومات تتعلق بموقع المتكلم، كما نلاحظ في بنية الاتجاهات الستة.
    خلف / امام
(5) كان القط    فوق / تحت    الكرسي
    شمال / يمين
فالمتكلم في (5) يحل في مكان يتيح له اسقاط هذه الخصائص على الفضاء الذي يصفه. وبذلك يصير لهذا الفضاء خصائص من قبيل "خلف" او "امام" او "يمين"، الخ.
ص117
__________________
(1) انظر فاندلولز (1986)، ص 12.

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.