المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



زمن المباهلة يوما وشهرا  
  
3351   01:56 مساءً   التاريخ: 5-7-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص614-619.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015 3640
التاريخ: 2024-11-01 913
التاريخ: 1-6-2017 3720
التاريخ: 4-4-2022 2221

... من غير الممكن ان يكون عام المباهلة هو السنة العاشرة من الهجرة حتما، إلاّ في صورة واحدة وهي أن نغيّر رأينا في اليوم والشهر اللذين تمت فيهما كتابة وثيقة الصلح.
وقد حان الحين الآن لأن نحدّد تاريخ المباهلة من حيث اليوم والشهر في ضوء الاحداث والوقائع التاريخية، فنقول : إن الشهر واليوم اللّذين وقعت فيهما قضية المباهلة هما ـ حسب ما هو مشهور بين العلماء .. شهر ذي الحجة واليوم الرابع والعشرون أو الخامس والعشرون، وعلى قول : الحادي والعشرون، أو السابع والعشرون من ذلك الشهر.
والآن يجب أن نرى هل تنطبق هذه الاقوال على غيرها من الحوادث التاريخية القطعية أم لا؟
إن الدراسة التالية تثبت لنا أن قضية المباهلة من غير الممكن أن تكون قد وقعت في شهر ذي الحجة من السنة العاشرة مطلقا، لأنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) قد توجّه الى مكة المكرمة لتعليم مناسك الحج في السنة العاشرة من الهجرة، وفي اليوم الثامن عشر من هذا الشهر ( وهو يوم الغدير ) نصب في منطقة غدير خم التي تبعد عن الجحفة  بميلين ، عليا خليفة على المسلمين من بعده.
ولم تكن حادثة الغدير بالحادثة التي تنتهي ذيولها في يوم واحد ليتابع النبي سفره الى المدينة فورا لأن النبي ـ بشهادة التاريخ ـ أمر بعد نصب علي (عليه السلام) للخلافة أن يجلس علي في خيمة، وان يدخل عليه المسلمون الحاضرون ثلاثة ثلاثة، ويهنئونه بالخلافة والإمرة وقد استمر هذا العمل حتى الليلة التاسعة عشرة من شهر ذي الحجة، وقد هنّأت امهات المؤمنين  عليا (عليه السلام) في نهاية مراسيم التهنئة.
من هنا لا يمكن القول بان رسول الله (صلى الله عليه واله) غادر ارض غدير خم في اليوم التاسع عشر، خاصة ان تلك المنطقة كانت المحل الذي تتشعب فيه طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وبناء على هذا لا بدّ أن الجماعات المختلفة الاوطان التي كانت تريد التوجه إلى أوطانها قد ودّعت رسول الله (صلى الله عليه واله)، ولا شك أن عملية التوديع هذه قد أوجبت مكث رسول الله (صلى الله عليه واله) في أرض الغدير مدة أطول.
وحتى لو فرضنا ـ افتراضا ـ أن رسول الله (صلى الله عليه واله) توجه نحو المدينة في اليوم التاسع عشر، فهل يمكن ان نقول ـ في ضوء المحاسبات التي نملكها من التاريخ حول مقدار طيّ هذه المسافة ـ أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قدم المدينة في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين، واخذ بمقدمات قضية المباهلة ثم كتب وثيقة الصلح بينه وبين أهل نجران؟
كلا حتما، لأن المسافة بين مكة والجحفة ... هي ثلث المسافة بين مكة والمدينة.
ويجب أن نرى الآن كم كان يستغرق من الزمن مجموع سفر القوافل ـ آنذاك ـ من مكة المكرمة الى المدينة المنورة؟
لا توجد هنا أيّة وثيقة توضح ذلك إلاّ حديث سفر النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) نفسه الذي وضعه التاريخ تحت تصرفنا فان التاريخ يقول : إنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) قطع هذه المسافة عند هجرته من مكة الى المدينة في مدة تسعة أيام.
كما أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قطع هذه المسافة في مدة أحد عشر يوما.
وسبب التفاوت بين هاتين الرحلتين هو أن النبي (صلى الله عليه واله) قطع المسافة المذكورة في الرحلة الاولى برفقة شخصين، بينما قطع تلك المسافة في الرحلة الثانية بصحبة جيش قوامه عشرة آلاف رجل، ومن الطبيعي أن تتم الحركة في الصورة الثانية بصورة اكثر بطؤا.
ولنفترض أن رسول الله (صلى الله عليه واله) غادر أرض غدير خم  في اليوم التاسع عشر، فأننا إذا اتخذنا تسعة ايام مقياسا لتقييمنا وجب أن نقول أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لا بدّ أنه قطع المسافة بين الجحفة والمدينة في ستة أيام لأن المسافة بينهما هي ثلثا مجموع المسافة بين مكة والمدينة، وبالتالي دخل المدينة في اليوم الرابع والعشرين.
واذا اعتبرنا الثاني ( أي احد عشر يوما ) انه هو المقياس وجب أن يقطع تلك المسافة ( أي بين الجحفة والمدينة ) في سبعة ايام ونصف اليوم، فيكون ـ حسب القاعدة ـ قد قدم المدينة في اليوم السادس والعشرين حوالى الظهر منه.
فهل يمكن القول ـ في ضوء هذه المحاسبة ـ بأن قضية المباهلة وقعت في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين او السابع والعشرين.
إن بطلان هذا القول، وخلوّه عن الصحة يتضح اكثر اذا عرفنا بأن وفد نجران قبلوا بالتباهل بعد سلسلة من المفاوضات والمداولات، وقد انصرفوا عن التباهل في المآل ووقّعوا على وثيقة صلح بينهم وبين النبي (صلى الله عليه واله)، تحت شروط خاصة.
فإن أعضاء الوفد المذكور دخلوا المدينة وهم يرتدون ثيابا راقية من الديباج والحرير، وفي أيديهم خواتيم من ذهب، وعلى صدورهم صلبان من ذهب، وتوجه فور قدومهم ـ وعلى هذه الهيئة ـ إلى مسجد النبي (صلى الله عليه واله) ولكن النبي واجههم بالكره بسبب الهيئة التي دخلوا بها عليه.
فانتهى هذا اللقاء من دون عمل شيء وتفرق أعضاء الوفد، وهم في حيرة من موقف النبي (صلى الله عليه واله) فالتقى الوفد عليا (عليه السلام) وسألوه عن سبب استياء النبي واعراضه عنهم، فأخبرهم الامام علي (عليه السلام) بأن عليهم أن ينزعوا تلك الثياب والحليّ عنهم، ويدخلوا على رسول الله (صلى الله عليه واله) بثياب عادية حتى يرتاح إليهم النبيّ ويستقبلهم بوجه منبسط.
فعاد أعضاء الوفد ودخلوا على النبي (صلى الله عليه واله) ثانية ولكن بثياب عادية خالية عن الزينة والحليّ، فاستقبلهم رسول الله (صلى الله عليه واله) ببشاشة خاصة، ورحّب بهم ترحيبا كبيرا، ثم سألوا النبي (صلى الله عليه واله) أن يؤدوا صلاتهم في المسجد، فأذن لهم رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك، ثم دخلوا مع النبي (صلى الله عليه واله) في مناظرات ومناقشات مفصّلة، وبعد مناظرات مفصلة ذكرها اكثر المفسرين والمؤرخين ومنهم ابن هشام في سيرته  اتفقوا على أن يحسموا الأمر بالمباهلة، وحدّد يوم المباهلة.
ولما كان ذلك خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) في ذلك اليوم مع ابنته الزهراء وصهره عليّ بن أبي طالب، وسبطيه الحسن والحسين، إلى الصحراء للمباهلة مع وفد نجران.
ولكن وفد نجران بعد أن رأوا النبي ومن معه وما هم عليهم من البساطة والجلال انصرفوا عن الدخول في المباهلة ورضخوا طائعين لدفع جزية سنوية الى رسول الله (صلى الله عليه واله).
فهل هذه الوقائع التي استغرقت ـ كما يقول بعض المؤرخين ـ اربعة مجالس يمكن أن تكون قد تمّت في يوم واحد؟
إن المحاسبات تقضي وتفيد بأن مراسيم المباهلة، وكتابة وثيقة الصلح من غير الممكن أن تكون قد وقعت في اليوم الواحد والعشرين أو الرابع والعشرين، أو الخامس والعشرين أو السابع والعشرين من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة.
هذا مضافا إلى أن نجران مدينة حدودية بين الحجاز واليمن، ولا بد أن تردّد القبائل كان من شأنه ان ينقل الى مسامع النجرانيين أنباء وجود رسول الله (صلى الله عليه واله) في مكة لاداء مناسك الحج، ولهذا فان من المستبعد ان يكون وفد نصارى نجران قد اقدم على التوجه إلى المدينة للحضور عند رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل التأكّد الكامل من عودته إلى المدينة والاستقرار الكامل فيها.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.