أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3567
التاريخ: 21-6-2017
3013
التاريخ: 1-6-2017
2935
التاريخ: 1-6-2017
2794
|
تقع مرّ الظهران على بعد عدة كيلومترات من مكة المكرمة، وقد قاد رسول الله (صلى الله عليه واله) جيشه العظيم ( وقوامه عشرة آلاف ) حتى مشارف مكة بمهارة بالغة، ومع أنّ عيون قريش وجواسيسها كانت تتجسّس الأخبار وكان هناك من يعمل لصالح قريش، ولكنّهم مع ذلك لم يستطيعوا أن يعرفوا شيئا عن نوايا رسول الله (صلى الله عليه واله) وهدفه، ولما وصل رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى مشارف مكّة عمد ـ لإرعاب أهل مكة حتى يتركوا مقاومة المسلمين عند دخول مكة وفتحها، ويتسنّى لهم تحطيم صرح الوثنية من دون إراقة الدماء ـ إلى إصدار أمر لجنوده باشعال النيران فوق الجبال والتلال، وللمزيد من تخويف سكان مكة والإظهار بمظهر القوة أمر بأن يشعل كل واحد من الجنود النار وحده، في شريط طويل على الأرض.
كانت قريش وحلفاؤها يغطّون في نوم عميق آنذاك من جهة، بينما كانت النيران من جهة اخرى قد غطت كلّ المرتفعات المشرفة على مكة فلم تستيقظ إلا على منظر أرعب قلوبهم، ولفت أنظارهم.
وفي هذا الاثناء كان بعض سادة قريش ك : أبي سفيان بن حرب و حكيم بن حزام وغيرهما قد خرجا من مكة يتجسّسون الأخبار.
ففكّر العباس بن عبد المطلب الذي لازم رسول الله (صلى الله عليه واله) من منطقة الجحفة، فكر في نفسه بأنه إذا ما اتفق أن واجه جنود الاسلام مقاومة من قريش عند دخول مكة لادّى ذلك إلى ان يقتل جمع كبير من قريش، ولهذا فان من الأفضل أن يقوم بدور عمليّ لصالح الطرفين، ويقنع قريشا بالتسليم، وعدم المقاومة، فركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه واله) البيضاء وتوجه صوب مكة ليخبر قريشا بمحاصرة مكة من قبل جنود الاسلام، ويخبرهم بكثرة عددهم، وبمبلغ شجاعتهم وإصرارهم على تحقيق أهداف النبي (صلى الله عليه واله) ويقنعهم بأنه لا مناص من التسليم للأمر الواقع.
فبينما هو كذلك إذ سمع صوت أبي سفيان وبديل بن ورقاء يتحادثان في جوف الليل فيقول أبو سفيان : ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا، فيقول بديل : هذه والله خزاعة حمشتها الحرب.
فيقول أبو سفيان : خزاعة أذلّ وأقلّ من ان تكون هذه نيرانها وعسكرها.
فصاح العباس بأبي سفيان وقال : يا أبا حنظلة.
فقال أبو سفيان : يا لبيك، أبو الفضل ما لك؟
فقال العباس : هذا رسول الله في عشرة آلاف من المسلمين.
فارتعد أبو سفيان لما سمعه من العباس حول عظمة القوة الاسلامية، فقال وهو يرتجف، وتصطكّ اسنانه من الفزع : فما الحيلة فداك أبي وأمي؟
فقال العباس : اركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله (صلى الله عليه واله) فاستأمنه لك.
فركب أبو سفيان خلف العباس، ورجع صاحباه ( حكيم وبديل ) إلى مكة، ولقد كان مسعى العباس ـ كما ترى ـ في مصلحة الاسلام كله، فقد أرعب شيطان قريش، وزعيمها وعقلها المدبّر أبا سفيان، وكان موفقا في هذه الخطوة جدا بحيث لم يعد يفكر أبو سفيان إلاّ في التسليم، وإلقاء السلاح والكفّ عن المقاومة، بل ومنعه العباس من العودة إلى مكة، في نفس الليلة ( ليلة فتح مكة ) وأخذه معه إلى معسكر المسلمين بغية تقييده، ومنعه من العودة مكة، إذ كان من المحتمل جدا أن يقع فريسة أفكار المتطرفين في الزعامة المكية فيدبّرون معا خطة لمواجهة جيوش الاسلام، فيقع ـ حينئذ ـ ما لا يحمد عقباه، من سفك الدماء، وذهاب الأنفس والارواح.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|