المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عتامة حرارية athermancy
29-11-2017
الاستخدامات والاقتصاديات للامونيا
3-10-2016
زوال التهديد بالبطلان دون تغيير في عنصر من عناصر العقد
12-3-2017
التقوى دواء لكل الامراض النفسية
3-2-2022
النشأ الأولى هي نشأة العالم
2/9/2022
الصحة
25-9-2016


سهيل بن عمرو يفاوض رسول الله  
  
3000   02:35 مساءً   التاريخ: 7-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص335-337.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2017 2989
التاريخ: 2024-11-02 1041
التاريخ: 2-7-2017 7572
التاريخ: 28-6-2017 6186

بعثت قريش ـ في المرة الخامسة ـ سهيل بن عمرو  الى رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد كلّفته بانهاء المشكلة ضمن شروط خاصّة سنقرؤها في ما يأتي.

فأقبل سهيل بن عمرو على رسول الله (صلى الله عليه واله) ولما رآه النبي (صلى الله عليه واله) قال : قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل.

فلما انتهى سهيل إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) تكلّم في المسألة كما يتكلّم أي دبلوماسيّ بارع، فقال وهو يحاول إثارة عواطف النبي (صلى الله عليه واله) وأحاسيسه : يا أبا القاسم إن مكة حرمنا وعزّنا، وقد تسامعت العرب بك إنك قد غزوتنا ومتى ما تدخل علينا مكة عنوة تطمع فينا فنتخطّف، وإنا لنذكّرك الحرم، فان مكة بيضتك التي تفلّقت عن رأسك.

فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : فما تريد ؟

قال : اريد أن أكتب بيني وبينك هدنة على أن اخلّيها لك في قابل فتدخلها، ولا تدخلها بخوف ولا فزع، ولا سلاح إلاّ سلاح الراكب، السيف في القراب.

فقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) بعقد مثل هذا الصلح.

وهكذا أدّت مفاوضات سهيل مع رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى عقد صلح شامل وواسع بين قريش وبين المسلمين.

ولقد تشدد سهيل في شروط هذا الصلح كثيرا، حتى كاد أن ينتهي هذا التشدّد إلى قطع المفاوضات أحيانا، ولكن حيث إن الطرفين كانا يرغبان في الصلح والموادعة، لهذا كانا يستأنفان التحاور والتفاوض مرة اخرى، بعد كلّ أزمة تطرأ على المباحثات.

وأخيرا انتهت مفاوضات الجانبين ـ رغم كل ما أبداه مندوب قريش من التصلّب ـ الى عقد وثيقة موادعة وهدنة نظّمت في نسختين ووقع عليها الجانبان.

ويروي كافّة المؤرخين وأرباب السير أن رسول الله (صلى الله عليه واله) استدعى عليّا (عليه السلام)، وامره أن يكتب تلك الوثيقة قائلا له : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم  فكتب عليّ  ذلك فقال سهيل : لا أعرف هذا، ولكن أكتب : باسمك اللهم!!

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : اكتب : باسمك اللهم وامح ما كتبت.

ففعل علي  ذلك.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أكتب هذا ما صالح عليه رسول الله سهيل بن عمرو.

فقال سهيل، لو أجبتك في الكتاب إلى هذا لأقررت لك بالنبوّة فامح هذا الاسم واكتب : محمّد بن عبد الله  أو قال : لو شهدت انك رسول الله لم اقاتلك ولكن أكتب اسمك واسم ابيك.

ولم يرض بعض من حضر من المسلمين في هذه النقطة بأن يرضخ رسول الله (صلى الله عليه واله) لمطالب سهيل  الى هذه الدرجة، ولكن رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي كان يلاحظ مصالح عليا غفل عنها ذلك البعض بعد رضي بمطلب سهيل ، وقال لعليّ (عليه السلام) : امحها يا عليّ.

فقال عليّ (عليه السلام) بأدب بالغ : يا رسول الله إن يديّ لا تنطلق لمحو اسمك من النبوة.

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : فضع يدي عليها، فمحى رسول الله (صلى الله عليه واله) بيده كلمة : رسول الله نزولا عند رغبة سهيل مفاوض قريش.

ان التسامح الذي أبداه رسول الله (صلى الله عليه واله) في تنظيم وثيقة الصلح هذه لا يعرف له نظير في تاريخ العالم كله، لأنه اظهر بجلاء أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يقع فريسة بيد الاهواء والاغراض الشخصية والعواطف والاحاسيس العابرة، وكان يعلم أن الحقائق لا تتبدّل ولا تتغيّر بالكتابة والمحو، من هنا تسامح مع مفاوض قريش سهيل  الذي تصلّب في مطاليبه غير المشروعة كثيرا، حفاظا على أصل الصلح. وحرصا على السلام.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.