أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
3491
التاريخ: 23-5-2017
3049
التاريخ: 11-12-2014
3955
التاريخ: 5-11-2015
3953
|
لقد قتل عليّ (عليه السلام) ـ حسب الظاهر ـ رجلا شجاعا لا أكثر، بيد أنه بضربته لعمرو وبقتله إياه أحيا ـ في الحقيقة ـ كل من أرعبته نداءات عمرو المهدّدة، من المسلمين، والقى رعبا كبيرا في نفوس جيش قوامه ( 000 / 10 ) رجل تعاهدوا وتعاقدوا على محو الاسلام واستئصال الحكومة الاسلامية الفتية. ولو أن الانتصار كان يحالف عمرا لعرفنا حينئذ قيمة هذه التضحية الكبرى التي قام بها عليّ (عليه السلام).
وعند ما عاد عليّ (عليه السلام) ظافرا منتصرا قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين.
وقيل إنه قال : لو وزن اليوم عملك بعمل جميع امة محمّد لرجح عملك على عملهم وذاك أنه لم يبق بيت من المشركين إلا وقد دخله ذل بقتل عمرو، ولم يبق بيت من المسلمين إلاّ وقد دخله عز بقتل عمرو .
وبذلك كشف عن أهمية الضربة التي أوقعها علي (عليه السلام) بعمرو في تلك الواقعة.
لما ذا التنكر لهذا الموقف؟
ويحق لنا هنا أن نستغرب تنكر بعض المؤرخين أو تجاهلهم لهذا الموقف العظيم الذي أدى إلى هزيمة المشركين، والاحزاب في معركة الخندق هزيمة نكراء، كل واحد بشكل من الاشكال وصورة من الصور : فهذا ابن هشام رغم اسهابه في بعض الامور التاريخية ممّا لا قيمة له بعد أن يذكر مقتل عمرو على يد بطل الاسلام الخالد عليّ (عليه السلام) من دون أن يذكر ما قاله النبي (صلى الله عليه واله) عند مطالبة عمرو بالمنازل والمبارز، ذكر أبياتا قالها عليّ عليه في المقام ثم يشكك في نسبتها إليه (عليه السلام).
وهكذا ابن الاثير رغم اهتمامه بالدقائق التاريخية ووصفه لكتابه بالكامل نجده يحاول التقليل من أهمية هذا الموقف بصورة اخرى وهو أن عليّا خرج ضمن مجموعة لمقاتلة عمرو وليس وحده.
ولكن المعلّقين على الطبعة المنيرية للكامل والتي أشرف عليها فضيلة الاستاذ عبد الوهاب النجار لم يرق لهم هذا الصنيع، وأبت عليهم ضمائرهم الحرّة أن يتركوا الرواية على حالها فقالوا في الهامش : وروى السهيلي عن ابن اسحاق أن عمرا دعا المسلمين للمبارزة وعرض رسول الله (صلى الله عليه واله) الأمر ثلاث مرات ولا يقوم إلاّ عليّ كرم الله وجهه، وفي الثالثة قال له : انه عمرو قال : وان كان عمرا، فنزل إليه، وقتله وكبّر فكبّر المسلمون فرحا بقتله.
وهذا ابن تيمية يحاول التنقيص من هذه الفضيلة ولكن بالضرب على وتر آخر حيث قال ان قول النبي (صلى الله عليه واله) في شأن عليّ (عليه السلام) لما قتل عمرا : قتل عليّ لعمرو بن ود أفضل من عبادة الثقلين من الاحاديث الموضوعة التي لم ترد في شيء من الكتب التي يعتمد عليها بسند ضعيف، وكيف يكون قاتل كافر أفضل من عبادة الثقلين... ثم قال : بل ان عمرو بن ود لم يعرف له ذكر إلاّ في هذه الغزوة.
فهو يحاول التقليل من شأن عمرو، والايحاء بأنه لم يكن شيئا، فلا يكون لقتله أهمية.
ولكن صاحب السيرة الحلبية الذي ينقل كل هذه العبارات عن ابن تيمية يرد عليه قائلا : ويرد قوله : ان عمرو بن ود هذا لم يعرف له ذكر إلاّ في هذه الغزوة قول الأصل : وكان عمرو بن عبد ود قد قاتل يوم بدر حتى اثبتته الجراحة فلم يشهد يوم احد فلما كان يوم الخندق خرج معلما ( أي جعل له علامة ) ليعرف مكانه ويرى.
ويرده أيضا ما تقدم من أنه نذر أن لا يمسّ رأسه دهنا حتى يقتل محمّدا (صلى الله عليه واله).
واستدلاله : وكيف يكون إلى آخره، فيه نظر لان قتل هذا كان فيه نصرة للدين وخذلان الكافرين.
وما قاله صاحب السيرة الحلبية عن مشاركة عمرو في معركة بدر يوافق ما جاء في الكامل لابن الاثير الجزء 2 الصفحة 124 ويوافق أيضا ما جاء في السيرة النبويّة الجزء 2 الصفحة 225.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|