المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



التربية الدينية لطفل الروضة  
  
11628   11:22 صباحاً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص195-197
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

التربية الدينية هي تنمية فكر الانسان وتنظيم سلوكه وعواطفه على اساس ديني بقصد تحقيق اهداف الدين في حياة الفرد والجماعة في اي مجال من مجالات الحياة .

والدين الاسلامي على هذا هو عملية تتعلق بتنمية عقل الانسان وفكره وتصوراته عن الكون والحياة وعلاقته بها والهدف الذي يجب ان يسعى الى تحقيقه .

والدين الاسلامي قدم لنا العقائد التي يجب على الانسان ان يؤمن بها لكي تحرك في نفسه الاحاسيس والمشاعر وتغرس العواطف الجيدة بان تدفعه الى السلوك الذي نظمت الشريعة له قواعد وضوابط لسلوك التعبدي الذي يحقق الهدف الذي خلق من اجله الانسان سواء اكان هذا السلوك فرديا او جماعيا .

فالجانب الايماني العقائدي من الدين يقدم لنا اساسا راسخا من العقيدة الثابتة والتصورات الواضحة والمترابطة والاهداف النيرة والجانب التشريعي يقدم لنا قواعد وضوابط نقيم عليها سلوكياتنا وننظم بها علاقاتنا بل ويرسم لنا خطط حياتنا وسلوكياتنا .

والجانب التعبدي هو سلوك المسلم الذي يحقق به كل التصورات والاهداف والضوابط والاوامر  التشريعية .

وعملية التربية هي تنمية شخصية الانسان على  ان تتمثل كل هذه الجوانب في انسجام وتكامل وتتوحد معه طاقات الانسان وتتضافر جهوده لتحقيق هدف واحد تتفرع منه جميع الجهود والتصورات وضروب السلوك ونبضات الوجدان التي تكون اساسا راسخا لتنشئة الطفل وبنائه على اساس من الحب والعطف.

ومن اهداف التربية الدينية في رياض الاطفال ان يتعمق الطفل في فهم الكون ويتلمس قدرة الخالق ويشعر بعظمته وقدرته وحكمته وتترتب على ذلك العديد من الاثار التربوية منها:

* ارتباط الانسان بخالق الكون وان يعرف ان الهدف الاسمى من هذا الخلق هو عبادة الله .

* تربية الطفل المسلم على الجدية فالكون كله اقيم على اساس الحق وان تقدم المعلمة من الروضة الامثلة والنماذج على ذلك اثناء تنفيذها للأنشطة سواء القصصية او الدينية او العقلية المعرفية لتجسد ظواهر الكون وتقربها لعقل الطفل ليعرف ان لهذا الكون خالقا مسيرا بحكمته ومدبرا بعظمته وقدرته.

* ان يعرف الطفل ان كل ما في الكون مسخر لخدمة الانسان وذلك من شانه ان يربي عواطف الطفل وانفعالاته على الخضوع لله والشعور بفضله وعنايته ورحمته ويدفعه الى حمده وشكره كما انها تربي عقل الطفل على مبدأ علمي عملي.

واذا كنا نسعى الى تربية الطفل من مرحلة ما قبل المدرسة تربية دينية سوية من خلال التربية بالقدوة والتي يجب أن تكون المعلمة في الروضة خير قدوة للطفل لانه يقلدها ويتخذها مثلا اعلى ورمزا له فهو يعايشها اكثر مما يعايشه والداه في المنزل وبذلك يتأثر بها ويقلدها كذلك من خلال التربية بالمثل حيث تسوق المعلمة الامثلة للطفل للعديد من الشخصيات الدينية البارزة وتوضح له المعاناة التي تحملوها والصعاب التي واجهوها من اجل اعلاء كلمة الحق وكذلك التربية بالقصص من خلال سرد المعلمة لأحداث قصة دينية للطفل مثل الهجرة النبوية توضح فيها اسباب هجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة الى المدينة والمعاناة التي لاقاها لنشر الدين الاسلامي وكيف صبر وتحمل وتطلب من الاطفال أن يعيدوا حكايتها عدة مرات حتى يكتسب الطفل الثقة بالنفس والقدرة على التحدث امام الاخرين وترتيب احداث القصة وفهم معانيها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.