المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

نصائح عامة في المقابلة الصحفية
25-10-2020
الحبّ لله وفي الله
2024-09-16
المعايير الفقهية لتحديد الخطأ الشخصي
16-1-2019
Alfred Cardew Dixon
31-3-2017
Weyl,s Criterion
26-7-2020
مـنهجيـة إعـداد وصناعة القـادة وفـنـون القيـادة الإداريـة
10/11/2022


سرية محمّد بن مسلمة  
  
2950   08:38 صباحاً   التاريخ: 17-5-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص132-136.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 3545
التاريخ: 4-5-2017 3277
التاريخ: 23-5-2017 3124
التاريخ: 11-5-2017 3671

لقد وصل نبأ انتصار المسلمين في معركة بدر عن طريق رجلين من المسلمين، ولم يكن الجيش الاسلامي الظافر قد وصل الى المدينة بعد، عند ما انزعج كعب بن الاشرف  ـ الذي كانت أمه من يهود بني النضير  وكان شاعرا قويا، وخطيبا بارعا ـ من الفتح الذي أصابه النبيّ (صلى الله عليه واله) والمسلمون في بدر  فقال : والله لئن كان محمّد أصاب أشراف العرب وملوك الناس ( ويعني سادة قريش وصناديدهم الذين قتلوا في بدر على أيدي المسلمين) لبطن الأرض خير من ظهرها!! وبدأ يبث الأكاذيب والشائعات في المدينة ومضى يشكك في انتصارات المسلمين في بدر.

وقد كان يسيء الى رسول الله (صلى الله عليه واله) في قصائده حتى قبل معركة بدر  ويحرّض الناس على المسلمين.

ثم إنه لما تيقن الخبر خرج حتى قدم مكة وجعل يحرّض قريشا على رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقد أنشد في هذا المجال أشعارا يبكي فيها أصحاب القليب من قريش وقد ذكرتها المصادر التاريخية.

ثم رجع كعب هذا الى المدينة فشبّب  بنساء المسلمين حتى آذاهم!!

ولا شك أنه بهذه المواقف المعادية كان من أظهر مصاديق المفسد في الارض، الأمر الذي آل إلى أن يقرّر رسول الله (صلى الله عليه واله) التخلص منه، وكفاية المسلمين شره، وقد أوكل هذه المهمة الصعبة الى محمد بن مسلمة.

وقد خطّط ابن مسلمة  للتخلص من كعب  خطة رائعة، وألّف لتنفيذها فريقا كان من بينهم أبو نائلة  الأخ الرضاعي لكعب بن الأشرف، ليمكن من هذا الطريق التمويه على كعب وتنفيذ الخطة المذكورة.

فخرج أبو نائلة إلى كعب وجلسا يتحادثان، ويتبادلان الشعر.

ثم إن أبا نائلة قال لكعب ـ بعد ان طلب منه أن يخرج كل من كان هناك من ذويه وأهله ـ : إني قد جئتك في حاجة إليك اريد ذكرها لك فاكتم عني، وإني كرهت ان يسمع القوم كلامنا، فيظنون! لقد كان قدوم هذا الرجل ( يعني رسول الله ) علينا من البلاء، وحاربتنا العرب، ورمتنا عن قوس واحدة، وقطّعت السبل عنا حتّى جهدت الانفس، وضاع العيال، أخذنا بالصدقة ولا نجد ما نأكل.

فقال كعب : قد والله كنت احدّثك بهذا يا ابن سلامة إن الامر سيصير الى ما أقول.

فقال أبو نائلة : إنّ معي رجالا من أصحابي على مثل رأيي، وقد أردت أن آتيك بهم فنبتاع منك طعاما، أو تمرا وتحسن في ذلك إلينا، ونرهنك ما يكون لك فيه ثقة.

فقال كعب : وما ذا ترهنونني يا أبا نائلة، أبناءكم ونساءكم؟؟!

فقال أبو نائلة : لقد أردت أن تفضحنا وتظهر أمرنا، ولكنا نرهنك من الحلقة ( أي السلاح ) ما ترضى به.

فرضي كعب بن الاشرف بذلك.

وإنما قال أبو نائلة هذا القول لابن الاشرف حتى لا يستغرب إذا رأى السلاح بيد الرجال الذين سيأتون معه.

ثم خرج أبو نائلة من عند ابن الاشرف على ميعاد، فاتى أصحابه، فأخبرهم بما دار بينه وبين كعب، فأجمعوا أمرهم على أن يأتوه إذا أمسى لميعاده، ثم أتوا الى رسول الله (صلى الله عليه واله) عشاء وأخبروه، فمشى معهم حتى اتى البقيع، ثم وجّههم، ثم قال : امضوا على بركة الله وعونه اللهم أعنهم.

فمضوا حتى أتوا ابن الاشرف، فلمّا انتهوا إلى حصنه هتف به أبو نائلة، وكان ابن الاشرف حديث عهد بعرس، فوثب من فراشه، فأخذت امرأته بناحية ملحفته وقالت : أين تذهب، إنك رجل محارب، ولا ينزل مثلك في هذه الساعة؟؟

فقال ابن الاشرف : ميعاد، إنما هو أخي أبو نائلة.

ثم نزل إليهم فحيّاهم، ثم جلسوا فتحدثوا ساعة حتى اطمأن إليهم.

ثم قالوا له : يا ابن الاشرف : هل لك أن تتمشّى الى شعب العجوز ( وهو موضع قرب المدينة ) فنتحدث فيه بقيّة ليلتنا.

فخرجوا يتماشون حتى ابتعدوا عن حصنه، وبينما هم كذلك إذ أدخل أبو نائلة يده في رأس كعب ثم شم يده فقال : ويحك ما أطيب عطرك هذا يا ابن الاشرف، ثم مشى ساعة، ثم كرّر هذا العمل ثانية حتى اطمأن ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها فأخذ بفود رأسه وقال : اضربوا عدوّ الله، فضربوه بسيوفهم، وطعنه أبو نائلة بخنجر في بطنه، وصاح صيحة ثم وقع على الارض ولم تنفعه استغاثاته.

ثم عاد هذا الفريق الفدائي إلى المدينة من فورهم ولما بلغوا بقيع الغرقد  كبّروا، وقد قام رسول الله (صلى الله عليه واله) تلك الليلة يصلّي، فلما سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) تكبيرهم بالبقيع كبّر، وعرف أنهم قد قتلوه.

وبهذا أعلنوا عن نجاح عمليّتهم الفدائية الجريئة التي أراحت رسول الله (صلى الله عليه واله) وأصحابه من شرّ ذلك المفسد الخطير الذي لم يفتأ عن إيذاء النبيّ (صلى الله عليه واله) وتناول أعراض المسلمين في أشعاره....




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.