أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016
1727
التاريخ: 11-10-2014
2739
التاريخ: 20-5-2022
1838
التاريخ: 7-12-2015
2889
|
يقول المفسرون : لمّا نزل قوله سبحانه : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 214، 215] أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّ بن أبي طالب عليه السلام أن يعد طعاماً ولبناً ، فدعا خمسةً وأربعين رجلاً من وجوه بني هاشم ، ولما فرغوا من الطعام تكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : « إنّ الرائد لا يكذب أهله ؛ والله الذي لا إله إلاّ هو إنّي رسول الله إليكم خاصة ، وإلى الناس عامة ، والله لتموتُنّ كما تنامون ، ولتبعثنّ كما تستيقظون ، ولتحاسبُنَّ بما تعملون ، وإنّها الجنّة أبداً أو النار أبداً.
ولمّا بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى هذه النقطة ، وبينما أمسك القوم وسكتوا عن آخرهم وأخذوا يفكّرون مليّاً في ما يؤول إليه هذا الأمر العظيم ، وما يكتنفه من أخطار قام علي عليه السلام فجأة ، وهو آنذاك في الثالثة أو الخامسة عشرة من عمره ، وقال وهو يخترق بكلماته الشجاعة جدار الصمت والذهول : أنا يا رسول الله أكون وزيرك على ما بعثك الله.
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : اجلس ، ثمّ كرّر دعوته ثانية وثالثة وفي كلّ مرة يحجم القوم عن تلبية دعوته ، ويقوم علي ويعلن عن استعداده لمؤازرة النبي ، ويأمره رسول الله بالجلوس حتى إذا كانت المرة الثالثة أخذ رسول الله بيده والتفت إلى الحاضرين من عشيرته الأقربين ، وقال : إنّ هذا أخي ، ووصيي ، وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا.
فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع وجعله عليك أميراً. (1)
هذا موجز ما ذكره المفسرون والمحدّثون حول الآية ، وفي صحاحهم ومسانيدهم.
وهناك من حرّف الكلم عن مواضعه ، أو حرّفها المستنسخون في كتبهم :
1. منهم محمد بن جرير الطبري ( المتوفّى عام 310 ه ) حيث ذكر في تاريخه حديث بدء الدعوة كما نقلناه غير أنّه حرف الكلم في موضعين :
أحدهما : قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : « على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي » وضع في مكانه قوله : « على أن يكون كذا وكذا ».
ثانيهما : قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي » حيث حرّفه إلى قوله : إنّ هذا أخي وكذا وكذا.
ونحن لا نتَّهم الطبري شخصاً بالتحريف ، ولكن يحتمل تطرق التحريف إلى تفسيره من جانب النُّسّاخ ، بشهادة سرد الواقعة في تاريخه برمّتها دون أدنى تحريف.
2. منهم ابن كثير ( المتوفّى عام 774 ه ) : فقد حرف الكلم عن مواضعه في تفسيره وتاريخه ولم يقتنع بالتحريف في مكان واحد. (2)
ولا نستبعد أن يكون التحريف مستنداً إلى نفس المؤلف لأنَّ له مواقف معادية من أهل بيت النبوة عليهم السلام.
ومما يثير الاستغراب أن تصدر تلك الهفوة من وزير المعارف المصرية « حسنين هيكل » الأسبق فقد أثبت في الطبعة الأُولى من كتابه « حياة محمد » قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أيُّكم يؤازرني على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي ، ولم يذكر خطاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي عليه السلام عند ما أعلن مؤازرته له وهو قوله : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي.
ولكنّه ارتكب في الطبعات الأُخرى جناية كبيرة بحذفه كلتا الجملتين من رأس وكأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يتفوه بها وكأنّ الكاتب لم يذكر إحدى الجملتين في الطبعة الأُولى ، وبذلك أسقط كتابه عن أيَّة قيمة علمية.
فلو كان هذا هو الميزان في ضبط الحقائق لثبت أنّ كثيراً من فضائل آل البيت عليهم السلام لعبت بها يد التحريف الجانية وما بقي ليس إلاّ فلتات التاريخ.
______________________
1. تاريخ الطبري : 2 / 62 ـ 63 ، الكامل في التاريخ : 2 / 40 ـ 41 ، مسند أحمد : 1 / 111 ، شرح نهج البلاغة : 13 / 210 ـ 211.
2. انظر البداية والنهاية : 2 / 40 ، تفسير ابن كثير : 3 / 351.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|