أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-14
322
التاريخ: 22-4-2017
3400
التاريخ: 22-4-2017
3065
التاريخ: 22-4-2017
3516
|
كان أبو ذر رابع أو خامس من أسلم وعلى هذا فهو من الذين أسلموا في الأيّام الاُولى من بزوغ شمس الإسلام وطلوع فجره فإذَنْ هو من السابقين إلى الإسلام.
وقد صرح القرآنُ الكريمُ بأنّ للذين سبقوا إلى الإيمان برسول اللّه في بدء
بعثته وبالتالي فإنَ للسابقين عند اللّه تعالى مكانة عظيمة ومقاماً لا يضاهى إذ قال تعالى : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10، 11].
وقال تعالى فيهم أيضاً: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100] .
وقال تعالى كذلك في من آمن قبل فتح مكة وفضلهِم ومكانتهم المعنوية المتفوقة على مَن أسلم بعدَ إعتزاز الإسلام واشتداد أمره وقيام دَوْلته يعني أنّهم ليسوا سواء.
{لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا} [الحديد: 10] .
أجل هذه هي مكانة السابقين في الاسلام وكان ابو ذر منهم.
هذا مضافاً إلى أنَّه يُعَدُّ أول من نادى بالإسلام على رؤوس الأشهاد وفي الملأ من قريش.
فيومَ اسلم أبو ذر كان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يدعو الناس إلى الإسلام سرّاً ولم تهيّأ بعدُ ظروفُ الجَهْر بالدعوة إلى هذا الدّين فانَّ أتباع الإسلام والمؤمنين به لم يتجاوز عددُهم في ذلك اليوم عددّ الأصابع هم : النبيُّ (صـلى الله علـيه وآله) وخمسة ممن آمنُوا به وقبلوا دعوته ومع ملاحظة هذه الإعتبارات والظروف لم يكن بدّ حسب الظاهر ـ من أن يُخفي أبو ذر إسلامَه ويعودَ إلى قبيلته من دون أن يعرف به أحدٌ في مكة.
ولكنَّ روحَ أبي ذر الطافحة بالإيمان والحماس أبت ذلك وكأنه قد خُلِقَ لينهض في كل زمان ومكان ضدّ الظلم والطغيان ويرفع عقيدته في وجه الباطل وأهله ويكافح الانحراف والاعوجاج أيّاً كان مصدرُه وصاحبه.
وأيُّ باطل اكبر من أن يُطأطِئ الناسُ أمامَ أصنام مصنوعة من الحجر ويخضعوا أمام أوثان منحوتة من الخشب لا تضرُّ ولا تنفع ولا تعطي ولا تمنع ويسجدوا لها ويتخذوها آلهة دون اللّه الخالق الكبير المتعال؟؟
إنّه ليس في وسع أبي ذر أن يتحمَّل هذا المشهد البغيض المقرف!!
من هنا قال لرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بعد أن مكث في مكة قليلا وقرأ شيئاً من القرآن : يا نبيّ اللّه ما تأمرني؟
قال : ترجعُ إلى قومك حتّى يبلُغك أمري.
فقال له : والّذي نفسي بيده لا أرجع حتّى أصرخ بالإسلام في المسجد.
قال : اني اخاف عليك أن تقتل.
قال : لابد منه وإن قُتِلتُ.
ثم دخل المسجد فنادى بأعلى صوته : أشهد أن لا اله إلاّ اللّه وأنَّ محمَّداً عبدهُ ورسوله .
إن التاريخ الإسلامي يشهد بأن هذا النداء كان أول نداء تحدّى جبروت قريش وشركها وقد اطلقته حنجرة رجل غريب لا حامي له في مكة ولا نصير ولا قوم ولا قريب.
وقد وقع ما توقّعه رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فما أن دوى صوت ابي ذر في المسجد حتّى قام إليه رجال قريش وهجموا عليه من كل جانب وضربوه بشدة حتّى صرع فأتاه العباس بن عبد المطلب فأكبّ عليه في محاولة لانقاذه من الموت ـ بطريقة لطيفة ـ وقال : قتلتم الرجل يا معشر قريش! انتم تجار وطريقكم على غفار فتريدون ان يقطع الطريق فامسكوا عنه.
ونجحت محاولة العباس الانقاذية وكفّت قريش عن ابي ذر.
ولكن أبا ذر الشاب الشجاع والطافح بالحيوية والحماس عاد اليوم الثاني فصنع مثل ما صنعه في اليوم الاول فضربوه حتّى صرع فأكب عليه العباس وقال لهم مثل ما قال في أول مرة فأمسكوا عنه.
ولا شك في انه لو لم يكن العباس لما نجى أبو ذر من مخالف المشركين في اغلب الظن ولكن أباذر لم يكن بذلك الرجل الّذي يتراجع عن هدفه بسرعة ولهذا بدأ جهاده من جديد.
ففي يوم رأى امرأة تطوف بالبيت وتدعو ساف ونائلة ( وهما صنمان لقريش ) وتسألهما ان يقضيا لها حاجاتها فانزعج أبو ذر من جهل تلك المرأة ولكي يفهمها بانها تدعو صنمين لا يضران ولا ينفعان بل ولا يشعران قال : أنكحي أحدهما الاُخر.
فغضبت المرأة لقول أبي ذر في الصنمين وتعلقت به وقالت : انت صابئ فجاء فتية من قريش فضربوه وجاء ناس من بني بكر فانقذوه منهم .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|