المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الامارات بعهد الرشيد
12-3-2018
مقاومة الكسر = إجهاد الكسر fracture strength = fracture stress
28-5-2019
تخمر العسل Fermentation of honey
12-8-2020
Michael Francis Atiyah
25-2-2018
شواهد اعراب الأفعال الخمسة
2024-10-28
الشكر والتقدير واثارهما التربوية
18-4-2016


السمات الشخصية للمثقف  
  
3594   01:32 مساءً   التاريخ: 11-2-2017
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص354-358
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017 15581
التاريخ: 2024-09-18 272
التاريخ: 26-7-2016 8607
التاريخ: 2-1-2017 4431

‏لا مناص من توضيح بعض سمات المثقف الشخصية. يفيدنا في هذا الموطن ليون ورشية عندما قال (يكون ارتباط المثقف بمجتمعه شكلياً وسطحياً، أي من النوع الضعيف وحسب ضرورات الموقف فلا يميل إلى تقويته أو توسيعه لأنه ينتقد مجتمعه العام ويثير شعوره في مواضيع اجتماعية وسياسية ودينية حساسة من خلال مناقشاته ومناظراته، وهذا ‏الموقف يجعل منه إنساناً منسحباً من مجتمعه بشكل غير معلن.

‏لذا فإنه لا ينفذ أو يطبق مطالب أو واجبات أو حقوق مجتمعه المحلي والعام وغالباً ما يحمل عادات اجتماعية تتعارض وتتقاطع مع عادات مجتمعه لأنه غير مقتنع بجدواها أو بضرورة وجودها في النسيج الاجتماعي. هذه الصفات جعلت شخصية المثقف غامضة ومبهمة وذات أطوار سلوكية غريبة وشاذة عما هو سائد ومألوف في مجتمعها، لذا لا تكون فعالة في تأثيرها وتغييرها الاجتماعي وهي في هذه الوضعية الاجتماعية إنما تستطيع أن تؤثر وتغير مجتمعها المحلي من خلال انتمائها إلى تنظيمات غير رسمية مثل الزمر الصداقية أو الشلل المهنية أو كتابة المقالات والدراسات النقدية أو التقويمية، فضلاً عما تقدم تكون شخصية المثقف غير مبالية للالتزام بالشروط المقيدة لسلوكها وارتباطاتها العلائقية بشكل مرسوم مسبقاً، بل تكون ميالة للعلاقات الصريحة العابرة بشكل غير مخطط لها مطلق الأحوال والأفكار العارية من المجاملة لأنها لا ‏تجاري أحداً، بيد أن علائقها الاجتماعية تخضع للتصنيف العمري والجنسي والعرقي والسلوكي.

أي أنها تتعامل مع الناس كل حسب صنفه مع الاحتفاظ بصراحتها وعدم مجاملتها وعدم التزامها في التعامل الاجتماعي، كل ذلك لا يجعل منها شخصية قيادية أو محتلة موقعا وظيفيا (مهنيا) قياديا.

‏زبدة القول: إن شخصية المثقف لا تريد أن تكون ابنة زمامها ومالكة الأسس المشتركة مع باقي أفراد مجتمعها تعكس تقاليدهم ومعتقداتهم وعلائقهم. لكن إذا حصل وتموقعت في مركز سلطوي مؤثر، وهذا نادرا ما يحدث فإنها تقوم بعملية التأثير والتغير من خلال موقعها وبالوقت تشعر بأنها مرتبطة بمجتمعها أكثر مما سبق. (warshay,1976,p.p.447-479‏) نلاحظ على وصف ورشية لشخصية المثقف أنه أفلق عليها عبارة (‏ذات الرؤية الواسعة) وقد وجدنا رايت ميلز قد استخدم مصطلح المثقف الجيد ليوضح صفات شخصيته حيث قال الصفة التي أطلقها ورشية على شخصيته المثقفة عندما قال عنها بأنها سطحية في علائقها مع الآخرين لأنها لا تلتزم بالشروط المهنية والاجتماعية المخطط لها، ولأنها لا تفصل عملها عن حياتها الخاصة. فهي تحاول أن تزاوج خبراتها الثقافية مع عملها المهني من أجل إثرائه وتوظيف أفكاره لخدمة الصالح العام وليس المؤسسة البيروقراطية في الوقت ذاته.

أما عمل هذه الشخصية فيكون منظماً وبخاصة تسجيل خبرتها وأفكارها من أجل طرحها بأوقات مناسبة لأنها لا تكتب حسب ظروفها المصلحية الشخصية أو الموقعية السلطوية بل ما تتطلب المصلحة العامة لأن معظم كتاباتها لا تعكس معاناة ومشكلات الظروف الراهنة فقط بل تطرح أيضاً الأفكار والتوقعات المستقبلية المرتقبة.

هذا ولابد من الإشارة في هذا المقام إلى أن هذه الشخصية تميل لرصد الأحداث السلبية داخل مجتمعها لتبني تصورات إيجابية مفيدة ومثمرة فضلاً عن كونها لا تخاف من طروحاتها المتطرفة لأنها تتصف بالصراحة والعلاقة المباشرة والوضوح والبساطة في طرح أفكارها وتصوراته. (Bottomere,1979,p.72) بينما أوضح كارل مانهايم صفات المثقف الشخصية فقال عنها ( بأنها قلقة وذات انقباض مزمن وسريع التهيج ولا ترضى دائماً بكل شيء. جميع هذه الصفات تحفزها على النقد ومهاجمة الأوضاع القائمة وبخاصة الفاسدة منها وحماسها في الدعوة إلى التغيير وأثره على سلوك الناس واهاجة المجتمع وتحريضهم وارهاف حساسيتهم ومشاعرهم لما يحيط بهم من مشكلات وما يرعونه في مؤسسات لا تصلح للبقاء. (Mills, 1986.p.p.150-151).

يجب أن لا ننسى أن صفات المثقف الشخصية التي طرحها كل من ورشية وميلز ومانهايم هي نسبية وليست مطلقة بل تتباين بين المثقفين حسب أصنافهم ومراتبهم على سلم شريحتهم الثقافية أقول قد تبدو وأعراض هذه السمات الشخصية بشكل بسيط جداً عند المثقف المذيع ‏وأكثر بقليل عند الجماعة والمحترف، لكنها تظهر بشكل أكثر وأوضح عند أداء المثقف الناقد والمباع والمقوم والطليعي بشكل آخر. تبرز هذه السمات الشخصية عند ممارسي الدور المتقاطع والعريض وتظهر بشكل أقل عند الذين يمارسون الدور الضيق والمتعدد والقصير.

‏ولكي لا تكون هذه السمات الشخصانية معمّمة على نماذج وأدوار المثقفين كافة إذ من الضروري أن أحدد ولو بشكل نسبي وتقريبي قربها من أدوار المثقفين وكيف تبلور سلوكاتهم لتكون أو لتشكل أداءاتهم الثقافية. إن ممارسة الدور المتقاطع أو العريض لا يتبلور بشكل احتياطي بل من خلال سلوكية المثقف داخل مجتمعه.

‏فعندما لا يلتزم بضوابط مجتمعه لأنه غير مقتنع بوجودها فإن ذلك يجعل ارتباطه بمجتمعه شكليا وسطحيا. الأمر الذي يجعله منسحبا منه بشكل غير معلن وهذه وضعية اجتماعية تبلور عنده رؤية راصدة للظواهر والمشكلات التي تسود مجتمعه فيكتب حسب ما تتطلب المصلحة العامة لا الخاصة فلا يكتب حسب الظروف الزمنية الطارئة، ومن خلال كتاباته بزواج بين خبرته الثقافية ورؤيته النقدية والتقويمية، وهذا يتطلب منه عدم المجاملة بل الجرأة في طرح عملة الثقافي بشكل صريح مثيرا مشاعر مجتمعه حول المواضيع التي يكتب عنها.

‏في الواقع هذه السلوكية تجعل من المثقف بلورة نمط واضح في عطائه الفكري الذي يعكس أداء الناقد أو المقوم أو المبدع، ولا يعكس أداء المحترف أو المذيع أو الجماعة الذي يعكس مجاملته للأحداث الاجتماعية السائدة في مجتمعه وارتباطها القوي بنواظم وضوابط مجتمعه الخاصة، لذلك يكتب حسب ما تمليه عليها مصالحه الخاصة لا العامة ويكتب حسب الظروف الزمنية الطارئة.

ومن السمات الأخرى التي يحملها المثقف هي النرجسية الثقافية التي تعبر عن زهوة وافتخاره وتباهيه بما يكتب وتبيان تفرده بعمله وتفوقه على زملائه والآخرين. إنه الغرور المهني المبالغ والمكبر والمهول لمناشطه في المشاهد والفضاءات الثقافية. لذا نجده يميل وبشكل واضح نحو الأضواء الإعلامية المرئية والصحف اليومية لإيجاد حضور له فيها بشكل مباشر أو غير مباشر معبراً عن النقص الذي يعاني منه في جوانب أخرى في شخصيته كأن يكون بخيلاً أو رذيلا أو قبيحا أو عنيفا أو خجولا أو منحدرا ‏من أسرة فقيرة أو يقطن في حي شعبي أو ينتمي إلى أقلية فئوية أو مضطهدة أو فاشلاً في حياته الزوجية أو تربية أبنائه.

أخيراً هناك سمة بارزة في شخصية المثقف وهي المزاجية المتقلبة في تصرفاته وتعامله مع الآخرين بسبب إحساسه المرهف وذكائه الحاد ومنطقه الدقيق الذي لا يتناسب مع الآخرين الذي يختلفون معه في رهافة وحدية ودقة مكوناته الشخصية لدرجة أنه يوصم من قبل الآخر بالشذوذ أو التعقد أو الغموض أو الانزواء.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.