المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6857 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مشتقات الهيموجلوبين
2024-12-19
القولون العصبي Spastic colon
2024-12-19
فيتامين D
2024-12-19
تقسيم أصناف الأرز
2024-12-19
أنواع البعوض الناقلة للحمى الصفراء
2024-12-19
تخزين محصول الارز
2024-12-19

المكونات الصلبة لجهاز المتجكم المنطقي المبرمج (PLC): وحدة مصدر القدرة
2023-08-27
Fibration
24-5-2021
أعراض داء السكري Symptoms of Diabetes
2024-04-13
أبو بكر
14-4-2020
Scattering of Two Electrons
21-8-2016
أنماط الوظائف الحضرية للمدن - الوظيفة السكنية
20/10/2022


نتائج الصراع بن الامام الحسن ومعاوية وبنود المعاهدة  
  
1293   10:58 صباحاً   التاريخ: 9-1-2017
المؤلف : حسين الشاكري
الكتاب أو المصدر : سيرة الامام الحسن (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص210- 240
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة الاموية / الدولة الاموية في الشام / معاوية بن ابي سفيان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2018 1970
التاريخ: 12-4-2019 3348
التاريخ: 29-11-2016 1340
التاريخ: 5-9-2019 1373

 [عصفت احداث كبيرة بجيش الامام الحسن عليه السلام واكبرها]، الخيانة المفضوحة التي منيت بها المقدمة التي تعتبر أقوى فصائل الجيش ومن هذه الاحداث:

 خلاصة الأحداث

1- تسلل ذوي الوجاهة والنفوذ من ذوي البيوتات الشريفة والأسر البارزة إلى معاوية.

2- غدر القائد العام عبيد الله بن العباس وخيانته لسبط النبي وريحانته ولابن عمه. ومن قبله غدر قائدان، الكندي، والمرادي.

3- خيانة ثمانية آلاف من الجيش، والتحاقهم بمعسكر معاوية، وناهيك بالضعف والاحتلال الذي منيت به المقدمة بعد انسحاب هذا العدد الخطير من الجيش.

4- إضطراب الجيش على الإطلاق سواء كان في مسكن أو في المدائن، بسبب الإشاعات الكاذبة التي أذاعها أتباع معاوية من أن الحسن قد صالح معاوية، وأن قيسا قد قتل.

هذه خلاصة الأخطار الفظيعة التي أصيبت بها المقدمة فأوجبت انهيارها وإماتة نشاطها، وأصبحت لا قدرة لها على مواجهة الأحداث، ولا قابلية لها على الدفاع ورد العدو الغادر الذي يتمتع بأتم القابليات العسكرية وأضخم الطاقات الهجومية، وبعد هذه الكوارث التي فتكت بالمقدمة هل يصح أن يقال: أنها جبهة قوية لها القدرة على مناجزة العدو معاوية؟!! وهل يمكن للإمام الحسن (عليه السلام) المجازفة بالبقية الباقية من أهل بيته والعناصر الخيرة من أصحابه وأصحاب أبيه المخلصين الثابتين وتقديمهم طعاما لنار الحرب والسيوف والأسنة، وما اعتقد أن أي إنسان له ذرة من العقل والتدبير يقدم على ذلك فكيف بإمام معصوم مسدد من السماء. (1)

وثيقة الهدنة:

 بعث معاوية بالسجل المختوم للإمام الحسن (عليه السلام)، ليشترط فيه ما يشاء لنفسه وأهل بيته وشيعته، وكتب الإمام الشروط وأخذ من معاوية العهد والميثاق على الوفاء، وأعطاه معاوية ما أراد، وهي: وثيقة الهدنة

1- تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبسيرة الخلفاء الصالحين.

2- أن يكون الأمر للحسن من بعده، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين، وليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد.

3- أن يترك سب أمير المؤمنين والقنوت عليه بالصلاة، وأن لا يذكر عليا إلا بخير.

4- استثناء ما في بيت مال الكوفة، وهو خمسة آلاف ألف، فلا يشمله تسليم الأمر، وعلى معاوية أن يحمل إلى الحسن ألفي ألف درهم، وأن يفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس، وأن يفرق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل، وأولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم، وأن يجعل ذلك من خراج دار أبجرد (2).

5- على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله، في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وأن يؤمن الأسود والأحمر، وأن يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم، وأن لا يتبع أحدا بما مضى، ولا يأخذ أهل العراق باحنة، وعلى أمان أصحاب علي حيث كانوا، وأن لا ينال أحدا من شيعة علي بمكروه، وأن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، وأن لا يتعقب عليهم شيئا ولا يتعرض لأحد منهم بسوء، ويوصل إلى كل ذي حق حقه، وعلى ما أصاب أصحاب علي حيث كانوا. وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غائلة، سرا ولا جهرا، ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق. مكان الاجتماع هذه هي المواد الخمس، التي يمكن الظن قويا أن تكون من أهم بنود الهدنة التي تم عليها الاتفاق بين الطرفين، ولا أقل من أنها تمثل لنا طبيعة الشروط التي أملاها الإمام الحسن (عليه السلام) على معاوية.

 أن الذي جرى بين الإمام الحسن (عليه السلام) وتم توقيعه مع معاوية هو على المهادنة والمعاهدة وليس البيعة ولا التنازل عن الإمامة البتة وأن ما يدعيه المتخرصون هو تجن وليس عندهم ما يثبت ذلك، إذ ليس من المعقول، ولا يحق للإمام الحسن (عليه السلام) أن يتنازل عن منصب إلهي نصبه الله تعالى فيه فهو امتداد لتبليغ رسالة السماء، وهل يحق لرسول أو نبي أن يتنازل عن منصبه لأحد!!

مكان الاجتماع:

وكان طبيعيا أن يتفق الفريقان بعد التوقيع على معاهدة الهدنة والصلح، على مكان يلتقيان فيه على السلام، ليكون اجتماعهما في مكان تطبيقا عمليا للصلح الذي يشهده التاريخ، وليعترف كل منهما على مسمع من الناس بما أعطى صاحبه من نفسه وبما يلتزم له من الوفاء بعهوده، واختارا الكوفة، فأقفلا إليه، وأقفل معهما سيول من الناس غصت بهم العاصمة الكوفة. نودي في الناس إلى المسجد الجامع، ليسمعوا هناك الخطيبين الموقعين على معاهدة الصلح. وقد سبق معاوية الحسن وجلس على المنبر، وخطب في الناس خطبته الطويلة التي لم ترو المصادر منها إلا فقراتها المهمة البارزة فحسب. منها: وقد روى اليعقوبي في تاريخه، ما نصه:

أما بعد ذلكم، فإنه لم تختلف أمة بعد نبيها، إلا غلب باطلها حقها!! . وانتبه معاوية لما وقع فيه. فقال: إلا ما كان من هذه الأمة، فإن حقها غلب باطلها. (3)

ومنها على رواية المدائني: يا أهل الكوفة، أترونني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنكم تصلون، وتزكون، وتحجون؟ ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم، وقد آتاني الله ذلك وأنتم كارهون؟ ألا إن كل دم أصيب في هذه الفتنة مطلول، وكل شرط شرطته للحسن ابن علي فتحت قدمي هاتين وفي رواية لا افي به؟!! ولا يصلح الناس إلا ثلاث: إخراج العطاء عند محله، وإقفال الجنود لوقتها، وغزو العدو في داره، فإن لم تغزوهم غزوكم.

بعد نظر الإمام (عليه السلام) ونتائج الهدنة والصلح:

لم يكن الإمام الحسن (عليه السلام) في موقفه هذا بعيدا عن مسؤولياته غافلا عما يراد منه أو ما يجب عليه إزاء الأمة، بل كان يخطط جديا ويريد أن تنطلق شرارة الثورة من نفوس المؤمنين كالبركان، وتصدر من الأعماق بتحرك ذاتي، ليضمن لها الاستمرارية في الحركة، والدوام في الانطلاق. وأحس معاوية بهواجس الخطر تندلع، على رغم نشوته من سكر انتصاره وسطوته، وإن نار الثورة تتقد شيئا فشيئا وهي تحت الرماد فيبدأ بتصفية الجناح العلوي من خلال تصفية شيعته وأنصاره وأعوانه، مستخدما في ذلك كل وسائل الخنق والارهاب والعنف والتضييق. دفاع عن الإمام الحسن (عليه السلام) مع الأسف أن كثيرا من المؤرخين، يؤكدون تصورا شائعا بينهم حول قيادة الإمام (عليه السلام) وضعفها وتراجعها أمام ضغط الأحداث، أو أنه تنازل عن حقه راضيا حسما للفتنة، أو أنه خان الثورة وسلمها دون قتال إلى معاوية عدو الإسلام، ركونا للدعة والراحة.. سببه اعتقاد هؤلاء المؤرخين بأن دور الأئمة في حياتهم كان دورا سلبيا على الأغلب، بسبب إقصائهم عن الحكم. الدفاع عن الإمام (عليه السلام) وهذا التفكير بالرغم من أنه خاطئ إلا أنه يدل على جهل هؤلاء المؤرخين بتاريخ حياة الأئمة (عليهم السلام)، فالأئمة، بالرغم من إقصائهم من مسؤولية الحكم، كانوا يتحملون باستمرار مسؤوليتهم في الحفاظ على الرسالة وعلى عدم التجزئة الإسلامية وتحصينها ضد التردي إلى هاوية الانحراف والانسلاخ من مبادئها وقيمها انسلاخا تاما، فالإمام الحسن (عليه السلام) عندما هادن معاوية، وسالمه، اتجه إلى تغيير الأمة وتحصينها من الأخطار التي كانت تهددها، والإشراف على القاعدة الشعبية، وتوعيتها بمتطلبات الشخصية الإسلامية، وتعبئتها بمحتوى التغيير الرسالي للإسلام، ولبعث الأمة من جديد. هذا الدور الايجابي للإمام (عليه السلام) وتحركه الفاعل على مسرح الأحداث، كلفه الكثير من الرقابة والحصار، وقصة محاولات اغتياله المتكررة، تشير بكل وضوح إلى مخاوف السلطة من تواجد الإمام (عليه السلام) كقوة معبرة عن عواطف الأمة ووعيها المتنامي. ولربما حملت معها خطر الثورة ضد ظلم بني أمية. ومعاوية أدرك جيدا أن الإمام الحسن (عليه السلام) هو صاحب رسالة ومبدأ فلا بد إنه عامل لإعطاء رسالته حقها من جهده وجهاده لسيادة الحكم بما يبذله من أساليب العمل والتغيير.

محاولات اغتيال الإمام (عليه السلام):

محاولات الاغتيال ولما استقر الإمام في المدينة المنورة وتفرغ لتبليغ رسالة جده (صلى الله عليه وآله وسلم) (4) وتقاطر عليه المؤمنون والمسلمون من كل حدب وصوب وأعاد سلطانه التليد شق ذلك على معاوية ولم يقر له قرار ما دام الإمام حيا ومن ثم يكون ملكه في خطر ومن جهة أخرى كان يفكر ويخطط جديا في تثبيت ابنه يزيد على سدة الحكم ويعقد له البيعة خلافا لبنود اتفاقية الهدنة والصلح، وهذا لا يتم إلا بإزاحة الإمام الحسن (عليه السلام) عن طريقه وتصفيته جسديا بطريقة السم أو غيره ولم يكن ذلك أول مرة بل سبقه مرات ولكن السم كان قليل الأثر فيه إلا في المرة الأخيرة حيث قضى عليه. والذي دفعه إلى هذا العمل وشجعه عليه المغيرة بن شعبه وسببه الأنانية وحب الذات والبقاء في المنصب. يقول ابن الأثير: كان ابتداء ذلك من المغيرة بن شعبة، فإن معاوية أراد أن يعزله عن إمارة الكوفة، ويستعمل بدله سعيد بن العاص الأموي فبلغه ذلك، فقال في نفسه أشخص إلى معاوية فاستعفيه، ليظهر للناس كراهتي للولاية، فسار إلى معاوية ودخل عليه وقال: لا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد البيعة لولده يزيد فأثار كلامه هذا الكامن في نفسه، ووضع أصبعه على الوتر الحساس في نفس معاوية، فقال: أو ترى يتم ذلك؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قد رأيت من سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان، وفي يزيد خلف فاعقد له البيعة، فإن حدث بك حدث، كان كهفا للناس وخلفا منك، ولا تسفك الدماء ولا تكون فتنة ثم قال: إني أكفيك أهل الكوفة، ويكفيك زياد أهل البصرة، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك. عند ذلك قال معاوية: فارجع إلى عملك، وتحدث مع من تثق إليه في ذلك، ونرى وترى. فودعه المغيرة ورجع إلى أصحابه. قالوا: مه..؟ قال: لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية على أمة محمد، وفتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا. (5)

عند ذلك نشط معاوية وفكر جديا في إزاحة الإمام الحسن (عليه السلام) عن طريق البيعة لولده يزيد، وما دام الإمام على قيد الحياة لا يستطيع أخذ البيعة لولده يزيد. فدبر المؤامرة في سم الإمام الحسن (عليه السلام)، ولم تكن هذه الأولى: وقد شارك الأشعث بن قيس بسم الإمام عن طريق ابنته جعدة بنت الأشعث وكانت زوجة الإمام الحسن (عليه السلام) فبعث من يغريها ودس إليها مائة ألف درهم مع سم ناقع قاتل فتاك وأمرها أن تحتال بسم الإمام الحسن (عليه السلام) وتعهد لها بتزويجها من ابنه يزيد إن تم لها ذلك، فلما سمت جعدة بنت الأشعث الإمام الحسن (عليه السلام) واستشهد من جرعتها والتحق بالرفيق الأعلى مع جده وأبيه وأمه، بعثت إليه - أي إلى معاوية - تطالبه بإنجاز وعده وعهده، فبعث من يقول لها: إني أحب ولدي يزيد وأرجو حياته لولا ذلك لزوجتك إياه، فأصبحت من الخاسرين، وقد خسرت الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. وبشهادة الإمام تحرك معاوية لتنفيذ خطته الخبيثة بجعل الخلافة ملكا لبني أمية يتوارثها غادر عن فاجر. الشيعة الذين نكل بهم معاوية.....

شهادته (عليه السلام):

رجع الإمام الحسن (عليه السلام) إلى المدينة المنورة، بعد التوقيع على الهدنة، وأقام بها عشر سنين، ثم قضى نحبه شهيدا مسموما مظلوما، وذلك لسبع خلون من شهر صفر، وفي رواية لليلتين بقيتا من صفر عام خمسين من الهجرة، وله من العمر سبعة وأربعون عاما وأشهر، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس، وكان معاوية قد حملها على ذلك وضمن لها أن يزوجها من ابنه يزيد وأعطاها مائة ألف درهم، فسقت الإمام (عليه السلام) السم، وكان شديدا فتاكا جلبه معاوية من الروم، بحيث بقي ثلاثة أيام يعالج الموت ويلفظ كبده قطعة قطعة، حتى قضى نحبه يشكو إلى الله، وإلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى أبيه وأمه ظلم الظالمين. قال الشيخ المفيد قدس نفسه : توفي الإمام (عليه السلام) في صفر سنة خمسين من الهجرة، وله يومئذ ثمان وأربعون سنة، وكانت خلافته عشر سنين. ونعم ما قال الشاعر:                              

                                 وجـــاشت لتــأبى دفنـــه عند جده *** تثير على أشيـــاعه رهــج الحرب

                                أتدني لها الويلات مستوجب النوى *** إليه وتقصي عنه مستوجب القرب

 وهذه رواية أخرى عن شهادته (عليه السلام) أكثر تفصيلا: وبقي الإمام (عليه السلام) يعاني من تأثير السم حتى تمكن منه وأخذ يقذف كبده قطعة قطعة، ولما حضرته الوفاة استدعى أخاه الإمام الحسين (عليه السلام) وانفرد به، وقال له: يا أخي إني مفارقك ولاحق بربي وقد سقيت السم مرارا ولكن هذه المرة أشدها ورميت كبدي في الطست، وإني لعارف بمن سقاني السم ومن أين دهيت، وأنا أخاصمه إلى الله عز وجل، فبحقي عليك إن تكلمت في ذلك بشيء، وانتظر ما يحدث الله عز وجل في. فإذا أنا قضيت نحبي فغمضني وغسلني وكفني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأجدد به عهدا، ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد فادفني عندها، وستعلم يا ابن أم أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيجلبون في منعكم عن ذلك، وبالله أقسم عليك أن لا تريق في أمري محجمة دم، ثم وصى إليه بأهله وولده وتركاته.

 وما كان وصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) حين استخلفه وأهله لمقامه، ودل شيعته على استخلافه ونصبه لهم علما من بعده، ثم قضى نحبه شهيدا مظلوما مسموما صابرا محتسبا، وذلك في صفر سنة خمسين من الهجرة. فلما توفي (عليه السلام) غسله الإمام الحسين (عليه السلام) وكفنه، وصلى عليه، وحمله على سريره يريد تجديد العهد بزيارة جده (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يشك مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية أنهم سيدفنونه عند جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتجمعوا ولبسوا السلاح وتقدمتهم عائشة على بغلة، فلما توجه الإمام الحسين (عليه السلام) بالجثمان إلى قبر جده ليجددوا به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم تتقدمهم عائشة وهي تقول: مالي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب. وجعل مروان بن الحكم يقول: يا رب هيجا هي خير من دعة أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع جده لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السلاح. فبادر ابن عباس إلى مروان فقال: ارجع يا مروان من حيث جئت فإنا لا نريد دفن صاحبنا عند جده، لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة بنت أسد فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان أوصى بدفنه مع جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلمت أنك أقصر باعا من ردنا عن ذلك، لكنه كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما، كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه.

___________

(1) الإمام الحسن (عليه السلام) القرشي ج 2 ص 99.

(2) دار أبجرد تقع بالقرب من الأهواز بولاية فارس.

(3) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 192 .

(4) الفصول المهمة ص 164، وسيلة المال ص 333 - 343، نزل الأبرار ص 140 - 141، نظم درر السمطين ص 202، الإصابة ج 1 ص 330، الإستيعاب ج 1 ص 370، تذكرة الخواص ص 31، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 191، تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 199، حلية الأولياء ج 2 ص 35، الكامل في التاريخ ج 3 ص 182، مروج الذهب ج 3 ص 5، مستدرك الصحيحين ج 3 ص 176، دلائل الإمامة ص 12 وغيرهم ممن يطول شرحهم.

(5) ابن الأثير ج 3 ص 198.

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).