العمليات الزراعية لمحصول قصب السكر

تحضير الارض:

يجب تحضير الارض المعدة لزراعة القصب تحضيرا جيداً في وقت مبكر وذلك بحراثتها حراثة عميقة مرتين أو ثلاث حرثات مع التمشيط بعد كل حراثة وتكسير الكتل الترابية وتسويتها حيث ان عدم استواء الارض يؤدي الى عدم انتظام توزيع ماء الري وينتج عن ذلك تكوين سيقان رخوة ذات نسبة سكر منخفضة في المناطق التي تتجمع فيها مياه الري. كما تكون السيقان قصيرة في المناطق الجافة التي لا تصلها المياه.

التخطيط ومسافات الزرع

بعد تهيئة الارض للزراعة تفتح خطوط في الحقل بعمق 3٠ سم والمسافة بينها 1–1.5 فيها وطول المرز يعتمد علی مقدار استواء الارض ويكون بحدود 20م، اما في الحقول الواسعة وعند استواء الارض وانتظام الري فيمكن ان يكون بطول 250-500 متر طولا.

الاصناف الناجحة للزراعة في العراق:

في سنة ١٩٤٧ جلبت مديرية الزراعة العامة بعض اصناف قصب السكر من الهند وزرعت تلك الاصناف كمشاهدات وازدادت اهمية قصب السكر في العراق بعد ان اثبتت الدراسات ان مناخ العراق خاصة المنطقتين الوسطى والجنوبية تلائم زراعته.

وقد اظهرت نتائج التجارب المطبقة على اصناف عديدة من قصب السكر ان الاصناف التالية اكثر انتاجاً بالحاصل ونسبة السكر في الوقت الحاضر:-

 Co-285, NCO-310, CP-52-68, CP-4410

منها في العراق حاليا الصنف 310-NCO

تحضير العقل

يتكاثر القصب بالعقل التي تؤخذ من المحصول السابق ويحتاج الدوم الى 1–٢ طن من العقل ويعتمد ذلك على نوع القصب، وقطره وطريقة وضع العقل التي سنتكلم عنها فيما بعد.

وتراعى النقاط التالية في انتخاب العقل المعدة للغرس:

(1) ان تكون من غرس أول سنة لأنه يتأخر في النضج عن الخلفة فيأتي في الميعاد المناسب للزراعة.

(٢) ان تكون العقل خالية من الاصابة بالدودة الثاقبة (دودة القصب) مستقيمة غير مائلة لان القصب المائل تصعب زراعته عند وضع العقل في الارض.

(3) ان لا تكون اطراف القصب جافة لان ذلك يدل على تأثرها بالصقيع مما يؤثر على نمو البراعم.

(4) ان يقشر القصب المراد اخذ العقل منه جيدا لان وجود القشور تعيق نمو البراعم فتتعفن عند الزراعة.

(5) ان لا تكون البراعم نامية والا كانت عرضة للفصل والسقوط من العقل اثناء الزراعة. وينقل القصب المعد لعمل العقل الى الحقل المراد زراعته قبل تقشيره وتقطيعه حتى لا تتضرر البراعم اثناء النقل. ويقطع القصب بالة حادة ( ساطور او بلطة ) على قطعة من الخشب و يكون طول العقلة 50-60 سم بحيث تحتوي علی 4-5 براعم سليمة على ان يكون القطع وسط السلامية وغير مائل لتقل مساحة السطح المقطوع.

طريقة وضع العقل

توضع العقل في بطن الخطوط بإحدى الطرق التالية:

(1) فردية – في حالة التربة الضعيفة والخطوط المتقاربة والقصب القصير السلاميات تكون العقل:

(آ) متتالية طرف لطرف كما في الشكل التالي (رقم1) وهذه الطريقة قليلة الاستعمال.

(ب) متداخلة بنحو 6سم كما في الشكل التالي (رقم ۲) حيث يخشى ان يكون القطع قد اثر على البراعم الطرفية وهذه افضل من السابقة.

و اذا تداخلت العقل بعضها تعتبر عقلة ونصف کما في الشكل التالي (رقم 3)

طرق وضع العقل في الحقل

(٢) توضع العقل زوجية متوازية متبادلة ويكون ذلك في الاراضي الخصبة والتخطيط الواسع والاصناف الكثيرة الخلفة والقصب الطويل السلاميات كما في الشكل (رقم4) وبعد وضع العقل في بطن الخط افقياً على أحد الاشكال السابقة يفتح خط آخر مجاور وموازي للأول ويلقى التراب الخارج منه على الخط الاول فتطمر العقل المغروسة على ان لا يكون سمك التراب اكثر من ۱۰ سم فوق العقل المغروسة وان لا يبقى جزء من العقل مكشوفاً خوفاً من عدم نمو بر اعمها وجفافها. و بعد ذلك يسوى الخط الثاني فيصبح ساقية. وفي حالة الزراعة الميكانيكية فأنها تتم بان تفتح الخطوط بالمحراث ثم تسقط العقل في بطن الخطوط من عربة يقف فوقها عدد من العمال وبعد ذلك يمر محراث خلفها ليفتح خطين بجانب الخط الاول ويردم العقل في الحقل.

موعد الزراعة

قصب السكر محصول طويل العمر في الارض لذلك يفضل التبكير في زراعته واحسن موعد لزراعته في العراق هو خلال تشرين الاول وتشرين الثاني وذلك لغرض التخلص من خطر الاجماد.

العوامل المؤثرة على نسبة الانبات

(1) الصنف

(۲) عمر البرعم

(3) نزع الاغماد عن العقل

(4) المواد الغذائية المتوفرة في العقل. لذا يفضل تسميد النباتات المراد استعمالها كمصدر للعقل بالأسمدة النتروجينية قبل فترة ملائمة من عملية تهيئة العقل.

(5) سلامة العقل من الامراض والآفات التي تؤثر علی البراعم.

الري

يجب سقي الحقل بعد الزراعة مباشرة والرية الثانية تكون بعد 15 يوماً والتي بعدها بعد اسبوعين. وتكون الریات الأولى متباعدة وكلما نما النبات زاد عدد رياته وتتوقف الريات التي تليها على نوع التربة وحرارة الجو وتكون كل 5-7 ايام وبصورة عامة يتراوح عدد الريات ۳۰ -35 ریة للغرس و 25-۳۰ ریة للراتون. ويجب ملاحظة مايلي عند الري:

(۱) ان يكون الري هادئاً وكافياً مع اجتناب ركود الماء لأنه يسبب تعفن البراعم

(٢) تجنب السقي وقت هبوط الرياح لأنه يسبب اضطجاع النباتات

(۳) تجنب عدم تكرار السقي بكثرة لأنه يسبب قلة نسبة السكر

(4) يقطع الماء عن الحقل قبل القلع بمدة شهر تقريباً.

التسميد

ان الدراسات الأولية تشير الى امكانية تسميد القصب بمقدار ۲۰۰ كغم من سلفات الامونيوم. توضع على دفعتين الاولى عند الزراعة والثانية بعد شهرين من الاولى. ويضاف 30-40 كغم سوبر فوسفات الكالسيوم الثلاثي وتوضع جميع الكمية عند تحضير الارض قبل الزراعة.

اما تسميد حاصل الراتون للسنة الاولى والثانية فان سماد السوبر فوسفات يضاف في نهاية موسم الشتاء وقبل نمو البراعم وذلك على امتداد المروز ويضاف السماد النتروجيني على دفعتين الاولى في آذار والثانية بعد شهرين وتروى الارض مباشرة بعد اضافة الاسمدة.

العزق

يحتاج قصب السكر الى ثلاث عزقات بحيث تكون الثالثة اكثر عمقاً للتخلص من جذور الادغال المتبقية في التربة.

ان اكثر الادغال التي تنمو في حقول قصب السكر هي القصب البري Phragmites communis واستر معمرAster tripolium  وتكافح هذه الادغال باستعمال مادة داليون ٢-3 كغم مادة فعالة للدونم تخلط مع 100 لتر من الماء، اما مكافحة هذه الادغال في قنوات الري والبزل فيستعمل 4–5 كغم مادة فعالة للدونم تخلط مع ۲۰۰ لتر ماء. وتكون المكافحة بصورة عامة في شهر نيسان.

طول موسم النمو

يختلف طول موسم النمو باختلاف المناطق ففي هاواي نجد ان طول موسم النمو 20-25 شهراً بينما في لويزيانا لا يزيد على سنة واحدة. وبالنسبة للعراق نظراً لاحتمال حصول الانجماد شتاء فيجب الا يزيد طول موسم النمو على سنة واحدة والتجارب تجري الأن لانتخاب افضل الاصناف التي يتم نضجها خلال هذه الفترة.

ولقصب السكر قابلية النمو من الاجزاء المتبقية تحت سطح التربة بعد الحصاد والي تسمى الراتون ( Ratoon ) ويمكن الحصول على ناتجين أو ثلاثة بهذه الطريقة من قصب السكر. يكون القصب عدة خلف وبذلك يؤخذ اكثر من محصول واحد منه. ففي السنة الاولى يسمى بالغرس وفي السنة الثانية يسمى خلفه أولى اوراتون والثالثة يسمى خلفه ثانية (راتون ثاني) بالإمكان ترك القصب بالأرض أكثر من ذلك لعدة سنوات، الا ان انتاجه يكون غير اقتصادي وعليه يزال من الارض بعد اخذ الخلفة الثانية أو الثالثة وترك الارض بورا لمدة سنة للاستراحة او تزرع محاصيل بقولية لتحسين خواص التربة وزيادة خصوبتها تتبعها محاصيل الحبوب حسب الدورة الزراعية المقررة .

النضج والحصاد

يمكث القصب في الحقل في العراق من ۱۰-۱۲ شهراً حسب الصنف. واذا نضج القصب فان اوراقه السفلى تجف وتصفر ويصبح النخاع محمر اللون وعصارته لزجة وللتأكد من نضج القصب وموعد حصاده يجرى عليه الاختبار اعتماداً على قابلية المواد الصلبة على عكس الاشعة الضوئية الموجهة بواسطة جهاز خاص يسمى BriX Refractometer ويحصد القصب في العراق في أوائل تشرين الثاني. والخلفة الاولى ( الراتون الاول ) تنضج قبل الغرس بمدة شهر والخلفة الثانية قبل الخلفة الاولى بمدة عشرين يوماً.

وقبل اجراء عملية الحصاد لابد من التخلص من المواد التي تعرقل عملية استخراج السكر مثل الاوراق واطراف القصب. ويتم التخلص من الاوراق بحرق المحصول وهو لم يزل في الحقل بعد قطع الماء عنه بفترة مناسبة لغرض جفاف الحقل ولزيادة مكونات القصب من السكر. ان عملية الحرق لا تؤثر مطلقاً على كمية ونوعية المواد السكرية الموجودة في القصب. وبعد ذلك تجرى عملية الحصاد اما بواسطة المكائن أو بواسطة سكاكين خاصة بشرط ان لا يحصل خدوش للجذور التي ستبقى للعام القادم.

والمهم في الحصاد ان يكون قطع القصب من الاجزاء القريبة جداً من سطح الارض وذلك لاحتوائها على نسبة كبيرة من السكر ولتسهيل العمليات الزراعية اللاحقة. و تجري عملية التخلص من قمم القصب اثناء عملية الحصاد بفصلها عن السيقان بواسطة المكائن. ويقطع ( يحصد ) القصب كل عام وتترك الجذور لتكون سيقاناً جديدة ويفضل ان لا يترك القصب اكثر من ثلاث سنوات لان ناتجه يقل بعد ذلك اي ان يؤخذ من القصب ناتج الغرس والخلفة الاولى ( راتون اول ) وخلفة ثانية ( راتون ثاني ).

وينتج الدونم الواحد من قصب السكر من ٢٥–40 طن اعتماداً على التربة والظروف الجوية والصنف المزروع. ومن هذه الكمية يمكن الحصول على (3–5) طن من السكر.

نقل المحصول

يجب نقل المحصول بعد حصاده بسرعة إلى المعمل لأجراء العمليات اللازمة لاستخراج السكر حيث وجد ان اي تأخير في اي من هذه العمليات يسبب نقصاً في كمية السكر المنتج. ولقد وجد ان حوالي ۱۱٪ من السكر يفقد اذا تأخر ارسال القصب بعد الحصاد اربعة ايام فقط وتزداد هذه النسبة تدريجياً بزيادة التأخير حتى تصل ٤٨% اذا تأخر اسبوعين بعد الحصاد. وقد وجد نتيجة الابحاث ان التأخير في عصر القصب بعد الحصاد لأكثر من يومين يؤدي ال تحويل السكروز القابل لتبلور الى سكر كلوكوز غير قابل للتبلور بفعل الانزيمات الموجودة في القصب.