المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

افتراء
21-8-2017
جهود وزارة البيئة في التطوير البيئي للعشوائيات
26-6-2021
الربط عن طريق تماثل الأجسام المصورة
5-11-2020
رياح بن الحارث النخعي
19-8-2017
الحامض النووي الرايبوزي الناقل tRNA
20-8-2020
مرض التدرن التاجي على الجوز Crown gall
1-4-2020


ترجمة القرآن ضرورة دعائية  
  
2359   03:57 مساءاً   التاريخ: 18-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص133-136 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

ان تـرجمة القرآن الى سائر اللغات اصبحت ضرورة دينية وواجبا اسلاميا عاما (وجوبا بالكفاية ) وكان من وظيفة كل مسلم يحمل رسالة اللّه في طيات وجوده ، ان يهتم بهذا الامر الذي يمس صميم الاسلام ، لغرض انتشار الدعوة وبث تعاليم الاسلام عبر الخافقين . 

الاسـلام ديـن الـبشرية عامة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا } [سبأ : 28] ، {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان : 1] فلا يخص امة دون اخرى ولا جيلا دون جـيـل ، وكـان في ذمة كل مسلم متعهد بدينه الاهتمام ببث الدعوة ونشرها بين الملا ، وظيفة ديـنية في الصميم {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران : 104] {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة : 143] .

ولا شك ان القرآن هو السند الوثيق الوحيد لبنا الدعوة ونشر تعاليم الاسلام ، وقد نزل بيانا للناس {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران : 138] فكان حقيقا ان يبين للناس {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : 44] .

فـالـمـنع عن ترجمته وبثها بين الناس كتمان لما انزله اللّه من البينات والهدى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [الفاتحة : 159] .

قال تعالى ـ عن لسان نبيه ـ : {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام : 19].

ان في القرآن مقاصد عالية ومطالب سامية ، هي ذوات اهداف عالمية كبرى عبر الافاق ومر الايام ، يجب بثها والاعلام بها لكافة الانام ، مما لا يتم الا بتعميم نشر القرآن وعرضه على العالمين جميعا ، الامر الذي لا يمكن الا بترجمة معانيه الى كل اللغات الحى ة في العالم كله .

امـا ولـو اهـمـلـت هذه الامة بالقيام بهذه المهمة ، وتقاعست عن الاتيان بواجبها الديني الفرض ، وقـصرت دون ادا رسالة اللّه في الارض ، فان اللّه تعالى سوف يستبدل بهم قوما غيرهم ثم لا يكونوا امثالهم {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد : 38] .

وقـد عـرفت ان الاوائل كانوا يجيزون ترجمة معاني القرآن لأقوام كانوا جديدي عهد بالإسلام ، مـمـن لم تكن لهم سابقة المام باللغة العربية ، فكانت تعرض عليهم الاية مصحوبة بترجمتها ، لغرض افهام معاني الذكر الحكيم وبيان مقاصده وتعاليمه الرشيدة لملا الناس .

لا شـك ان فـي الـهـجرة الاولى (الى الحبشة ) حيث عرضت آي من القرآن الكريم على حاضري مجلس النجاشي من الوزراء واعيان الدولة ، قد ترجمت ما تليت من آي الذكر الحكيم ، باللغة الحبشية (الامـهرية ) ، اذ لم يكن الحضور يحسنون العربية بطبيعة الحال ، وفي ذلك يقول صدر الافاضل : وانـي اعتقد ان جعفر بن ابي طالب (عليه السلام )كان يجيد اللغة الحبشية ، وهو الذي قام بترجمة الايات التي تـلاهـا حـيـنـذاك من سورة مريم (1) ، فكان ذلك التأثير العجيب في نفوس القوم ولا سيما الـنـجاشي نفسه ، حيث قال : (واللّه ان كلام محمد ، لا يختلف شيئا عن تعاليم سيدنا المسيح) ، وبكى بكاء شديدا.
وهكذا لما طلب الراجا (رائك مهروق ) ـ الذي كان اميرا على منطقة الرور ـ من عبداللّه بن عمر بـن عـبـد الـعـزيـز ، مندوب الحكومة الاسلامية هناك سنة (230ه ق ) ان يفسر القرآن له ، اي يـتـرجمه بالهندية وعند انجاز الطلب على يد كاتب قدير ، يقول المترجم : فانتهيت من التفسير الى سورة (يس ) حتى وصلت الى الاية {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس : 78، 79] قال : فلما فسرت له هذا ـ اي ترجمته له باللغة السنسكريتية (الـهـندية القديمة )خر من سريره على الارض واضعا خده عليها وهي مبتلة ، فتأثر وجهه من بلة الارض ، وقـال ـ بـاكيا ـ : (هذا هو الرب المعبود ، والذي لا يشبه شيء ) وكان قد اسلم سرا ، فكان بعد ذلك يخلو بنفسه في بيت عزلة يعبد اللّه ويناجي ربه سرا (2) .
هـذا مـن نـاحية ، ومن ناحية اخرى ان كثيرا من الناس قاموا ـ في زعمهم ـ ينقل القرآن الى لغات كـثيرة وترجمات متعددة ، قد بلغت المت في خمس وثلاثين لغة حية في العالم المتمدن اليوم وقد طبعت بعض هذه التراجم عدة طبعات بل عشرات الطبعات ، فقد طبعت الترجمة الانجليزية التي قام بها (سيل ) اكثر من اربعين مرة وهكذا بالنسبة الى تراجم فرنسية والمانية وايطالية وفارسية وتركية واوردية وصينية وجاوية ، الى غيرها من لغات العالم الحية .
ومـن هـؤلاء الـمترجمين من يحمل عدا للإسلام والمسلمين عداوة ظاهرة ، ومنهم من تعوزه كفاة المقدرة على ترجمة تامة ، وافية بمعاني القرآن ، وهذا الاخير لا يقل ضررة عن الاول الذي يتعمد الدس والتزوير فمن هذا وذاك قد حصل تحريف في معاني القرآن كثيرا ، الامر الذي يعود ضرره فـي نـهـاية المطاف الى كيان الاسلام والمسلمين ، فضلا عن الأخطاء الفاحشة التي وقعت في هكذا تراجم ، قام بها غير الاهل .
اذن يـنـبـغي ان لا نقف ـ نحن ابنا الاسلام ودعاته ـ مكتوفي الايدي ملجمين بلجام العار والشغار ، مصممي الاخواه تجاه هذه الحوادث الفادحة والحقائق المرة الماثلة بين ايدينا ، نحن المسلمين .
وقـد تصدى لترجمة القرآن ـ لغرض خبيث ـ قبل ثمانية قرون ، مطران مسيحي يدعى (يعقوب بن الصليبي )ترجمه الى السريانية ، ونشرت خلاصتها سنة (1925م ) وتابع هذا المطران احبار ورهبان كانوا اسبق من غيرهم في هذا الميدان ، واللّه اعلم بما يبيتون (3) .
قال العلامة ابو عبد اللّه الزنجاني : وربما كانت اول ترجمة الى اللغة اللاتينية ـ لغة العلم في اروپا ـ وذلـك سنة (1143م ) بقلم (كنت ) الذي استعان في عمله ببطرس طليطلي وعالم ثان عربي ، وكـان الغرض من الترجمة عرضه على (دي كلوفي) وبقصد الرد على القرآن الكريم ، وفي عـام (1594م ) اصـدر (هـنـكـلـمان ) ترجمته ، وجات على الاثر (1598م ) طبعة مرانشى مصحوبة بالردود (4) .
وبـعد ، فأي عذر يبديه زعما الامة تجاه هذا التلاعب بأساس الدين ؟ هذا التناوش المقيت بمقدسات الاسلام من قريب وبعيد ، لولا قيام المضطلعين بأعباء رسالة الاسلام ـ حـفظا على ناموس الدين ـ فيستعيدوا نشاطهم بأمر الشريعة الغرا ، ويؤلفوا لجنة مركزية من علما مـبـرزين ، فيقدموا الى العالم تراجم صحيحة من القرآن الكريم ، معترفا بها رسميا من مراجع دينية صالحة ، فيكون ذلك مكافحة صريحة مع تلكم المناوشات الخبيثة ، ومقابلة عملية تجاه اعدا الاسلام .
وسنوفي لك نماذج خاطئة في نهاية المقال دليلا على ضرورة القيام بهذه المقابلة الايجابية .
__________________________

1- رسالة المراغي في الترجمة ، ص 17.
2- المصدر نفسه وراجع كتاب (عجائب الهند) ، طبعة ليدن 1883م لمؤلفه بزرك وكان عائشا حتى سنة (339هـ ق ).
3- المصدر نفسه .
4- تاريخ القرآن للزنجاني ، ص 69.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .