المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مجرَّة قُرصية
18-7-2017
John Michael Hammersley
25-1-2018
الغدد وأعضاء الإفراز في الحشرات
16-11-2021
مفهوم التوجيه
28-4-2016
الاول ولا اولية له والاخير لا آخرية له
24-11-2014
اسواق العرب
21-11-2019


لماذا الهموم متراكمة على المؤمن؟  
  
2714   01:46 مساءاً   التاريخ: 22-11-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص144-147
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن الحياة الدنيا أرادها الله ان تكون مرحلية، وادّخر تعالى كرمه الابدي مع السعادة الابدية للآخرة (دار كرم الله تعالى).

إن الدنيا مشوبة بالمكاره ومحفوفة بالمخاطر وكل من فيها مطارد من قبل الموت كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :(ان الدنيا دارٌ اولها عناء وآخرها فناء، في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها فتن، ومن افتقر فيها حَزِن).

وقال (عليه السلام): (ان الدنيا دار فجائع من عُوجل فيها فُجع بنفسه، ومن أمهل فيها فُجع بأحبته).

وقال (عليه السلام) : (ان الدنيا عيشها قصير، وخيرها يسير، واقبالها خديعة، وادبارها فجيعة، ولذاتها فانية، وتبعاتها باقية)(1).

ومن ينظر بعقله إلى الدنيا من خلال هذا الواقع الذي وصفه أمير المؤمنين (عليه السلام) سوف يعيش الهم والغم من أجل الأهداف السامية التي تسعدنا في الدنيا والآخرة، وهذا شان كل عقلاء العالم كما قال الإمام علي (عليه السلام) : (العاقل مهموم مغموم)(2).

وهذا الهم والغم أمر واقعي يعيشه كل عاقل في كل ظروف حياته، الا ترى العريس والعروس في ساعة عرسهما يعيشان ولو للحظات حالة الهم والغم عند تأخر السيارة التي ينبغي ان تقلهما إلى حفلة الزفاف!.

وهذا المعنى من الهم والغم هو الايجابي في حدوده المعقولة، فاذا ما تحوّل إلى ضجر وتقلّب في النفس فيتحوّل إلى جانبه السلبي الذي يحكي عن عقدة نفسية وتشنج داخلي وكآبة، وهذا المعنى حذّر منه الشرع المقدّس، كما قال الإمام علي (عليه السلام) :(الغم مرض النفس).(الهم يُذيب الجسد)(3).

إن المعنى الايجابي للهم والغم باعث على استنفار القوى النفسية والارادة من أجل الابداع والعطاء، كمن يغتم ويهتم ويحزن على ما يراه من تقصير في ادائه وسلوكه، فان هذا يدفعه كي يصلح نفسه، ويتراجع عن سلوكه المنحرف وهكذا...

ومن هذا الباب يحمل كلام الإمام زين العابدين (عليه السلام) بقوله : (ان الله يحب كل قلب حزين)(4).

فان حزن القلب له لحنه الخاص في خشوع النفس وفي التوجّه إلى الله تبارك وتعالى وفي استعطاف رحمة الله جلّ وعلا، ولقد حرص الإسلام على ابقاء الهم والغم في الدائرة الايجابية عند هجوم أمواج البلاء والمحن بالتوجّه إلى الله تعالى والإيمان بقضائه وقدره، كما قال تعالى :{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة:155،156]. ووعد الله سبحانه بإعطاء الصابر المحتسب الذي لم يحول مصابه إلى معناه السلبي ـ بالفرج والخير الكبير، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام):(اذا أحزنك امر من سلطان وغيره فاكثر من قول : (لا حول ولا قوة الا بالله) فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة)(5).

نعم يوجد هم وحزن خاص لا يُعرف سببه وهو يتكامل مع البعد الروحي والإيماني للمهموم

والحزين، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) :(الحزن شعار العارفين، لكثرة واردات الغيب على سرائرهم وطول مباهاتهم تحت ستر الكبرياء... ولو حجب الحزن عن قلوب العارفين ساعة لاستغاثوا، ولو وضع في قلوب غيرهم لاستنكروه)(6).

وقال (عليه السلام) :(ان ذلك الحزن والفرح يصل اليكم منّا اذا دخل علينا حزن او سرور، كان ذلك داخلا عليكم، لأنّا وانتم من نور الله عزّ وجل)(7).

وفي خبر آخر علّل ذلك بالطينة الواحدة.

_______________

1ـ تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص127.

2ـ المصدر السابق، ص321.

3ـ المصدر السابق، ص2113.

4- ميزان الحكمة، ج2 ص401.

5- ميزان الحكمة، ج2 ص397.

6- ميزان الحكمة، ج2 ص401.

7- المصدر السابق، ج2 ص400.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.