أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-20
1100
التاريخ: 16-5-2022
2470
التاريخ: 4-1-2017
7106
التاريخ: 2023-12-12
968
|
إن الحياة الدنيا أرادها الله ان تكون مرحلية، وادّخر تعالى كرمه الابدي مع السعادة الابدية للآخرة (دار كرم الله تعالى).
إن الدنيا مشوبة بالمكاره ومحفوفة بالمخاطر وكل من فيها مطارد من قبل الموت كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :(ان الدنيا دارٌ اولها عناء وآخرها فناء، في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها فتن، ومن افتقر فيها حَزِن).
وقال (عليه السلام): (ان الدنيا دار فجائع من عُوجل فيها فُجع بنفسه، ومن أمهل فيها فُجع بأحبته).
وقال (عليه السلام) : (ان الدنيا عيشها قصير، وخيرها يسير، واقبالها خديعة، وادبارها فجيعة، ولذاتها فانية، وتبعاتها باقية)(1).
ومن ينظر بعقله إلى الدنيا من خلال هذا الواقع الذي وصفه أمير المؤمنين (عليه السلام) سوف يعيش الهم والغم من أجل الأهداف السامية التي تسعدنا في الدنيا والآخرة، وهذا شان كل عقلاء العالم كما قال الإمام علي (عليه السلام) : (العاقل مهموم مغموم)(2).
وهذا الهم والغم أمر واقعي يعيشه كل عاقل في كل ظروف حياته، الا ترى العريس والعروس في ساعة عرسهما يعيشان ولو للحظات حالة الهم والغم عند تأخر السيارة التي ينبغي ان تقلهما إلى حفلة الزفاف!.
وهذا المعنى من الهم والغم هو الايجابي في حدوده المعقولة، فاذا ما تحوّل إلى ضجر وتقلّب في النفس فيتحوّل إلى جانبه السلبي الذي يحكي عن عقدة نفسية وتشنج داخلي وكآبة، وهذا المعنى حذّر منه الشرع المقدّس، كما قال الإمام علي (عليه السلام) :(الغم مرض النفس).(الهم يُذيب الجسد)(3).
إن المعنى الايجابي للهم والغم باعث على استنفار القوى النفسية والارادة من أجل الابداع والعطاء، كمن يغتم ويهتم ويحزن على ما يراه من تقصير في ادائه وسلوكه، فان هذا يدفعه كي يصلح نفسه، ويتراجع عن سلوكه المنحرف وهكذا...
ومن هذا الباب يحمل كلام الإمام زين العابدين (عليه السلام) بقوله : (ان الله يحب كل قلب حزين)(4).
فان حزن القلب له لحنه الخاص في خشوع النفس وفي التوجّه إلى الله تبارك وتعالى وفي استعطاف رحمة الله جلّ وعلا، ولقد حرص الإسلام على ابقاء الهم والغم في الدائرة الايجابية عند هجوم أمواج البلاء والمحن بالتوجّه إلى الله تعالى والإيمان بقضائه وقدره، كما قال تعالى :{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة:155،156]. ووعد الله سبحانه بإعطاء الصابر المحتسب الذي لم يحول مصابه إلى معناه السلبي ـ بالفرج والخير الكبير، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام):(اذا أحزنك امر من سلطان وغيره فاكثر من قول : (لا حول ولا قوة الا بالله) فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة)(5).
نعم يوجد هم وحزن خاص لا يُعرف سببه وهو يتكامل مع البعد الروحي والإيماني للمهموم
والحزين، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) :(الحزن شعار العارفين، لكثرة واردات الغيب على سرائرهم وطول مباهاتهم تحت ستر الكبرياء... ولو حجب الحزن عن قلوب العارفين ساعة لاستغاثوا، ولو وضع في قلوب غيرهم لاستنكروه)(6).
وقال (عليه السلام) :(ان ذلك الحزن والفرح يصل اليكم منّا اذا دخل علينا حزن او سرور، كان ذلك داخلا عليكم، لأنّا وانتم من نور الله عزّ وجل)(7).
وفي خبر آخر علّل ذلك بالطينة الواحدة.
_______________
1ـ تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص127.
2ـ المصدر السابق، ص321.
3ـ المصدر السابق، ص2113.
4- ميزان الحكمة، ج2 ص401.
5- ميزان الحكمة، ج2 ص397.
6- ميزان الحكمة، ج2 ص401.
7- المصدر السابق، ج2 ص400.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|