أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-04-2015
2274
التاريخ: 10-10-2014
1760
التاريخ: 14-11-2014
2093
التاريخ: 14-11-2021
2529
|
سؤال اثارته ظاهرة الوقف على ( الا اللّه ) من قوله تعالى : (وما يعلم تأويله الا اللّه ) ثم الاستئناف لقوله : {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران : 7].
وما ورد في بعض الاحاديث من اختصاص علم التأويل باللّه تعالى ، وان الراسخين في العلم لا يعلمون تأويله ، وانما يكلون علمه الى اللّه سبحانه ، من ذلك ما ورد في خطبة الاشباح من كلام مولانا اميرالمؤمنين (عليه السلام) :
(فانظر ايها السائل ، فما دلك القرآن عليه من صفته فائتم به واستضئ بنور هدايته ، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه ، ولا في سنة النبي (صلى الله عليه واله)و ائمة الهدى اثره ، فكل علمه الى اللّه سبحانه فان ذلك منتهى حق اللّه عليك ).
(واعلم ان الراسخين في العلم هم الذين اغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب ، الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب فمدح اللّه تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا ، فاقتصر على ذلك ، ولا تقدرعظمة اللّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين ) (1) .
هذه الخطبة من جلائل الخطب واعلاها سندا ، فلا مغمز في صحة اسنادها ، وانما الكلام في فحوى المراد منها.
وقد اجمع شراح النهج (2) على ان مراده (عليه السلام) بهذا الكلام هو الصفات ، وان صفاته تعالى انما يجب التعبد بها والتوقف فيها دون الولوج في معرفة كنهها ، اذ لا سبيل الى معرفة حقيقة الصفات ، كما لا سبيل الى معرفة حقيقة الذات .
حيث قوله (عليه السلام) : (فما دلك القرآن من صفته فائتم به ، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه).
اذ من وظيفتنا ان نصفه تعالى بما وصف به نفسه في كلامه : سميع بصير ، حكيم عليم ، حي قيوم ولم نكلف الولوج في معرفة حقائق هذه الصفات منسوبة الى اللّه تعالى ، اذ ضربت دون معرفتها السدد والحجب ، فلا سبيل الى بلوغها ، فيجب التوقف دونها.
اذن فلا مساس لكلامه (عليه السلام) هنا ، مع متشابهات الآيات التي لاينبغي الجهل بها للراسخين في العلم ، حيث تحليهم بحلية العلم هي التي مكنتهم من معرفة التنزيل والتأويل جميعا.
نعم لا نتحاشا القول بانهم في بد مجابهتهم للمتشابهات يقفون لديها ، وقفة المتأمل فيها ، حيث المتشابه متشابه على الجميع على سواء ، لولا انهم بفضل جهودهم في سبيل كشفها وارجاعها الى محكمات الآيات صاروا يعرفونها في نهاية المطاف فعجزهم البادئ كان من فضل رسوخهم في العلم ، بان المتشابه كلام صادر ممن صدرعنه المحكم ، فزادت رغبتهم في معرفتها بالتامل فيها والاستمداد من اللّه في العلم بها ، ومن جد في امر وجده بعون اللّه .
فوجه تناسب استشهاده (عليه السلام) بهذه الاية بشان الصفات محضا ، هو العجز البادئ لدى المتشابهات ، يقربه الراسخون في اول مجابهتهم للمتشابهات ، وان كان الامر يفترق في نهاية المطاف .
قال ابن ابي الحديد : ان من الناس من وقف على قوله : (الا اللّه ) ومنهم من لم يقف وهذا القول اقوى من الاول ، لانه اذا كان لا يعلم تأويل المتشابه الا اللّه لم يكن في انزاله ومخاطبة المكلفين به فائدة ، بل يكون كخطاب العربي بالزنجية ، ومعلوم ان ذلك عيب قبيح .
واما موضع (يقولون) من الاعراب ، فيمكن ان يكون نصبا على انه حال من الراسخين ، ويمكن ان يكون كلاما مستأنفا ، اي هؤلاء العالمون بالتأويل ، يقولون : آمنا به .
وقد روي عن ابن عباس انه تأول آية ، فقال قائل من الصحابة : ( وما يعلم تأويله الا اللّه ) فقال ابن عباس : (والراسخون في العلم ) وانا من جملة الراسخين (3) .
ونحن قد تكلمنا عن هذه الاية بتفصيل وتوضيح ، عند الكلام عن متشابهات القرآن ، فراجع (4) .
____________________________
1- الخطبة رقم91 نهج البلاغة وبحار الانوار ، ج4 ، ص 277.
2- راجع : منهاج البراعة للراوندي ، ج1 ، ص 382 وابن ابي الحديد ، ج6 ، ص 404 وابن ميثم البحراني ، ج2 ، ص 330 ، شرح الخطبة والمنهاج للخوئي ، ج6 ، ص 310.
3- شرح النهج لابن ابي الحديد ، ج6 ، ص 404 ـ 405.
4- التمهيد ، ج3 ، ص 35 ـ 49.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|