وسع مؤسس هذه السلالة المدعو "بوزور – اشور" الاول مناطق نفوذه مرحلة بعد اخرى الا ان شملت ايضا مدنا صغيرة في بلاد اشور نفسها وكانت تتبع نفوذ سلالة "اور" الجديدة. وخلفه بعد مماته ابنه "شالوم – اخوم" ، الذي استهلك كل وقته للحفاظ على تركة والده له. ثم اعتلى العرش "ايلو – شوما" (1855- 1825 ق. م . ) الذي اصطدم عسكريا مع مؤسس المملكة البابلية القديمة. ولم يصلنا حول مجرى احداث هذا الصدام ونتائجه اي خبر سوى ان سلالة "اشور" الاولى استمرت في حكم "اشور". وربما يجوز لنا ان نعتبر ذلك دليلا على ان الملك الاشوري قد صمد في هذه الحرب بل انه ربما انتصر فيها ايضا ، كما يذكر في احدى كتاباته.

وحكم في اشور بعد وفاة "ايلو – شوما" ثلاثة ملوك هم على التوالي : "اري – شوم" و"ايكونوم" واخيرا الملك الشهير المعروف باسم " شاروكين" الاول (الملك العظيم او الكبير) او " سرجون " الاشوري (تميزا عن سرجون الاكادي).

ويعتبر هذا الملك الاخير اشهر ملوك السلالة الاشورية الاولى ، واصبح ملوك " اشور " اللاحقون يقدسونه لدرجة انهم وضعوه في مصاف الالهة ، تماما كما فعل الأكّاديون بالنسبة لملكهم (سرجون) . وقد ضعفت السلطة الآشورية خلال عهود خلفائه الذين كانوا ؛ (بوزور – اشور) الثاني ، و(نارام – سن) و (اري – شوم) الثاني وكان اشهرهم وبنفس الوقت آخرهم هو المدعو (شمشي – حدد) الأول (1749–1717 ق.م) الذي لاقى هزيمة نكراء على يد الملك البابلي (حّمورابي) واصبحت اشور مقاطعة تابعة لأراضي المملكة البابلية .

وادرك الآشوريون منذ تأسيس مملكتهم ، انه من الصعب عليهم ان يتوسعوا باتجاه الجنوب ، مادامت تقوم في اواسط وجنوب بلاد ما بين النهرين ممالك قوية تحول بينهم وبين تحقيقهم تطلعاتهم التوسعية . ولذلك رنوا بأعينهم الى داخل آسية الصغرى وتوغلوا في داخلها خلال القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد وأسسوا لأنفسهم مستوطنات تجارية في المنطقة المعروفة باسم (كبادوكيا) . وقد عثر في احدى هذه المستوطنات وهي (كل تبة) على اعداد ضخمة من الرقم الطينية المنقوشة بالخط المسماري واللغة البابلية القديمة . واكتشف الى جانب هذه الثروة من الوثائق المكتوبة عدد ضخم من الأختام الاسطوانية (1) . ويدور مضمون القسم الأعظم من هذه النصوص حول الأمور الاقتصادية العديدة وخاصة التجارية منها (2) ، ويتألف معظم أسماء العلم التي ترد فيها من (اشير) و (اشور) .

وكانت هذه المنطقة خاضعة للحكم الآشوري ، بل ان الآشوريين كانوا يعتبرونها جزءا من أراضيهم ، اذ كان سكانها في صلة وثيقة دائمة مع الوطن الأم ومع أرض (أكّاد) و (بابل) . لذلك ليس عجبا ان يكون السبب المباشر الذي دفع (سرجون) للزحف ضد مناطق اواسط آسية الصغرى هو نجدة الآشوريين ضد القبائل المحلية  .

_______________

1) Ward, The Seal Cylindres of western Asia, P. 310-312.

Pinches, The cappadocian Tablets of Liverpool (Annals of Archaeology), Liverpool, I, (2 with PI. 17 ff.