المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الدماغ
11-7-2016
الجهاز الهضمي في النحل Tube Digestive System
2024-06-03
عملية خف نخيل التمر
14-1-2016
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الجهاد.
2024-10-30
هل تتكاثر اليرقات؟
1-2-2021
العلم نور وضياء
7-12-2015


عصر فجر السلالات الثالث  
  
2252   09:23 صباحاً   التاريخ: 23-10-2016
المؤلف : طه باقر
الكتاب أو المصدر : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة
الجزء والصفحة : ص289-290
القسم : التاريخ / عصر فجر السلالات /

عصر فجر السلالات الثالث:

يمكن القول إن حضارة وادي الرافدين بلغت في الطور الثالث من عصر فجر السلالات أوج الازدهار والنضج في مقوماتها الأساسية، كما تدل على ذلك البقايا الاثرية المتنوعة الكثيرة، حيث يفوق هذا الطور الطورين اللذين سبقاه بكثيرة ما وصل إلينا من آثار متنوعة، وفي مقدمة ذلك وفرة النصوص الكتابية من حكام السلالات الحاكمة وملوكها بالمقارنة مع قلتها في العصرين السابقين، مما سنفصل القول فيه، واستمر فن النحت في تطوره وتقدمه وكثرت المنحوتات التي تمثل الاشخاص من المناطق المختلفة، ومن بينها المجاميع النفسية التي وجدت في مواضع منطقة ديالى. كما استمر استعمال المعابد التي ظهرت أو شيدت في الطور السابق مع التجديد والتعمير فيها. وتعود إلى هذا الطور من عصر فجر السلالات القبور الملكية الشهيرة في "أور" كما سنورد بعض الامور الاخرى عن هذا العصر فتكتفي بهذا التعريف الموجز مضيفين إلى ذلك ما ارتثي حديثاً من تقسيم هذا الطور الاخير من عصر فجر السلالات إلى مرحلتين أو دورين، تميز المرحلة الاولى منهما المقبرة الملكية في "أور" ، ويرجع إليها زمن سلالة أور الأولى التي أسسها الملك "ميسا نيبدا"، ويعود إلى الفترة الثانية منها الى عهد حكام "لجش" أي سلالة "أور ــ نانشة".

اهم ما ميز المرحلة الاولى:

المقبرة الملكية:

اكتسبت مدينة أور شهرة عالمية واسعة بفضل ما وجد فيها في تنقيبات الأعوام 1934 – 1927 من قبور أثارت الدهشة في العالم الحديث في آثارها العجيبة وكنوزها الذهبية والفنية التي تكاد تكون منقطعة النظير. فما حقيقة هذه المقبرة وما تأريخها؟. وللإجابة على هذا التساؤل بوجه الإيجاز نقول إن المنقبين وجدوا في "أور" مجموعات متنوعة من المقابر، منها ما يعود إلى عهد سلالة أور الثالثة، نخص بالذكر منها القبور الملكية العائدة إلى ملوك هذه السلالة، وهي قبور ضخمة مكونة من سراديب أو الأقبية معابد لعبادة الملك المقدس أو الموله وتقديم القرايين إليه. وهكذا فإن هذه المدافن قبور ملكية بالمعنى الدقيق لهذه التسمية، ولكنها وجدت خالية معبوثاً بها بحيث لم يعثر فيها على رفات أصحابها، وقد غزي هذا الانتهاء إلى هجمات العيلاميين والأموريين التي قضت على سلالة أور .

ووجد في الجهة الجنوبية الشرقية من السور (Temenos) مجموعات أخرى من المقابر بعضها قديم جداً يرجع في عهده إلى عصر العبيد (مطلع الألف الرابع ق.م)، وبعضها  من العصر الشبيه بالكتابي، ولا سيما من دور جمدة نصر (أواخر الألف الرابع ق.م)، وقسم منها يعود إلى العصر الآكدي وإلى زمن سلالة أور الثالثة. ولكن مجموعات كثيرة أخرى من القبور في المنطقة نفسها يرجع عهدها إلى عصر فجر السلالات الثالث، وهي التي يعنينا أمرها، إذ إنها هي التي عثر فيها على الكنوز الذهبية والفنية، واشتهرت باسم "المقبرة الملكية". وقد وجد في القبر الواحد منها عدا الشخص الملحود فيها عدد من الأتباع والحاشية وحتى العربات والحيوانات التي كانت تجرها والحلي والمجوهرات النفيسة. وقد فسرت من بعد اكتشافها بأن الأشخاص الملحودين فيها كانوا حكاماً او ملوكاً إذا مات الواحد منهم دفنهم معه حاشيته وأبتاعه وأنفس الحلي والأثاث العائدة إليه لحاجته إليها في عالم ما بعد الموت. ومع أن تفسيرات أخرى وضعت بالإضافة إلى هذا التفسير عن حقيقة تلك القبور العجيبة، بيد أن مغزاها وتفسيرها الحقيقي ما زال بين أخذ ورد بين الباحثين، وأبعد ما يكون عن الحل النهائي لهذه القضية التأريخية التي هي أشبه ما تكون باللغز.

يرقى زمن هذه المقبرة، التي سنصف اهم قبورها، إلى عصر فجر السلالات الثالث ، ولكن اختلف في تحديد زمنها بالضبط إلى هذا الطور الثالث من عصر فجر السلالات، هل ترجع إلى النصف الأول منه أو إلى النصف الثاني؟ فعلى ضوء الدلالة الأثرية التي استنتجت مما وجد مصاحباً لهذه القبور يمكن التأكيد بأن زمنها أقدم من عهد مؤسس سلالة أور الأولى المسمى "ميسا نيبدا"، وهي في الوقت نفسه أحدث عهداً من ألواح الطين القديمة (الاركائية) التي وجدت في طبقة أثرية تحت الطبقة المخصصة لتلك القبور وقد أرخت هذه الألواح إلى الطور الثاني من عصر فجر السلالات(1).

هذا وليس من الجائز، على ما أرى، أن تتفرد مدينة أور بكونها الموقع الأثري الوحيد الذي يحتوي على مقبرة ملكية من هذا النوع، وان عادة هذا النوع من الدفن في عصر فجر السلالات اقتصرت على هذه المدينة، وعلى هذا فتكون صدفة الاكتشاف الأثري التفسير المعقول لتفرد أور بهذا النوع الغريب من القبور، وأن الاكتشافات المقبلة ستسفر عن إظهار نماذج أخرى في المدن التأريخية المشهورة. يؤيد هذا الاحتمال ما وجد في بعض المدن ما يصح تسميته بالقبور الملكية، وإن لم يعثر فيها على ما يشبه النفائس الأثرية التي تميزت بها مقبرة أور، نخص بالذكر منها ما وجد في كيش من قبور قديمة العهد، بعضها يرجع في زمنه إلى عصر فجر السلالات الثاني، وهي المقبرة المؤشرة بالحرف "Y" في سجلات المنقبين(2)، وعثر في بعض قبورها على اجزاء من عربات وآثار أخرى لا تضاهي آثار مقبرة أور من حيث نفاستها، كما وجدت في كيش نفسها مقبرة أخرى اطلق عليها اسم المقبرة "A" وأرجع زمنها إلى عصر فجر السلالات الثالث، ولعلها تعاصر مقبرة "أور" في الزمن، ووجدت قبور مماثلة في مدينة "سوسة" (عاصمة بلاد عيلام)(3).

ولنعد الآن إلى مقبرة أور لنصف أهم قبورها وما وجد فيها من بقايا بشرية ونفائس أثرية، فنقول أنه سجل من هذه القبور ما يناهز (2500) قبر، منها ما قوامه بناء معقود على هيئة قبة بسيطة من نوع العقادة الذي يطلق عليه مصطلح (Corbel)، ويحتوي بعضها على أكثر من حجرة، كما أن بعضها الآخر من نوع المدافن الاعتيادية على هيئة حفر بسيطة.

ومع أن عدداً قليل من هذه القبور وجدت معبوثاً بها ومسروقة، إلا أن عدداً آخر منها لا يستهان به وجد محفوظاً، من كلا النوعين المعقود بالقباب، ونوع الحفر الاعتيادية. والمرجح ان بعض القبور المعقودة ولا سيما الكبيرة منها كانت قبوراً جماعية، أو بالأصح قبوراً عائلية. وتعدد أبرز القبور التي اشتهرت بما وجد فيها من الآثار النفيسة، وقد أمكن تعيين أسماء أصحاب البعض منها وللكثير منهم صفة الملوكية، إذ امكن تخصيص ما لا يقل عن ستة عشر قبراً يكونها قبوراً ملكية، تخص بالذكر منها القبر العائد إلى "ميسكلام دك" (Mes – Kalam -  dug) (ويعني اسمه "بطل الإقليم الطيب")، حيث وجد هذا الأسم منقوشاً على ختم اسطواني من الذهب، ويصحبه لقب الملك أي "لوكال" (Lugal) ووجد أيضاً قبر ابنه المسمى "آ ــ كلام ــ دك" (A – Kalam – dug) (ابن الإقليم الطيب)، وقبر زوجة الملك الأول بهيئة "نن ــ بندا" (Nin – bands)، وقبر ملكة أو اميرة لا يعلم اسم زوجها، وهي الملكة الشهيرة التي كان يقرأ اسمها سابقاً على هيئة "شيعاد" (Shub – ad) ولكن ارتثي للاسم حديثاً قراءة أصح بهيئة "بو ــ آبي" (Pu – abi) والمرجح أن هذه الصيغة اسم سامي. وقد لقبت كلتا هاتين الملكتين بلقب السيدة أو الملكة أي "نن" (Nin)، بيد أن الملكين المذكورين لم يرد اسماهما في أثبات الملوك السومرية.

المرحلة الثانية واهم ما ميزاها:

سلالة لجش وسلالات أخرى غير مذكورة في أثبات الملوك:

في فترة ما من عصر فجر السلالات الثالث ازدهرت في منطقة الغراف، أي منطقة مدينة لجش الخصبة، دولة مدينة حكم فيها عدد من الحكام لم تذكرهم أثبات الملوك السومرية، ولكن التنقيبات المهمة التي أجراها الفرنسيون في "تلو" منذ اواخر القرن الماضي القت أضواء كاشفة على أخبار هذه الدولة ومآثرها وأسماء ملوكها، ومخلفاتهم الفنية وكتاباتهم التأريخية مما لم يضاهها في كثرتها وتنوعها جميع ما جاء إلينا من عصر فجر السلالات من المواضع الاخرى، فكانت بذلك في مقدمة مصادرنا عن أحوال هذا العصر في جميع أوجهه ونواحي الحياة فيه. وعلى ضوء هذه الوثائق نلخص تأريخ هذه السلالة المهمة:

وقيل ان نتناول أخبار هذه السلالة نعيد ما سبق ان ذكرناه من ان الدراسات والتحريات الحديثة مضافاً إليها دلالة الوثائق المكتشفة في منطقة لجش اظهرت ان هذه المملكة كانت تضم جملة مدن وقرى وأراض زراعية واسعة في منطقة الشطرة والغراف، وأنها كانت تتألف من جملة مراكز عمرانية أو مدن كبيرة أشهرها:

(1) مدينة "جرسو" او "كرسو" (Girsu) التي تعرف بقاياها الآن باسم "تلو" وهي منطقة أثرية واسعة (نحو 4×3كم) بالقرب من شط الغراف، على بعد نحو (16) كم شمال شرقي مدينة الشطرة وفي هذه المنطقة تركزت أعمال التنقيبات الفرنسية القديمة.

(2) مدينة "نينا" ، مركز عيادة الآلهة "نانشة" (Nanshe) وتعرف بقاياها الآن باسم "سرغل"، على نحو 48كم جنوب شرق تلو.

(3) مدينة لجش التي سميت باسمها هذه الدويلة وقد ثبت الآن لها تقع في التلول الأثرية المسماة "الهباء" او "الهبة" (شرق بلدة الشطرة بنحو 45كم)، وكان يظن سابقاً ان موقعها في "تلو" (+).

ونظرة واحدة إلى خارطة السهل الرسوبي ترينا ان هذه المدن الثلاث تمتد بخط واحد تقريباً من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي وكانت تقع على مجرى نهر قديم كان يروي أراضيها ويقع ما بين دجلة والفرات وتقع في الامتداد نفسه إلى الشمال الغربي بنحو 50كم بقايا المدينة الشهيرة "اوما" (تل جوخة)، التي قامت فيها كانت في عصر فجر السلالات دولة مدينة كانت في نزاع وحرب دائمين تقريباً مع دولة لجش المجاورة.

وبما أننا سنتطرق في مكان آخر إلى الأمور الحضارية لعصر فجر السلالات فتقتصر الآن على إيجاز الاحوال السياسية لهذه الدولة بالاستناد إلى السجلات والوثائق المهمة التي كشفت عنها التحريات الأثرية. ونبدأ من ذلك بالتساؤل عن سبب إغفال أثبات الملوك السومرية لهذه الدولة في عدم ذكر أسماء حكامها ضمن السلالات التي ذكرتها. فارتأى بعض الباحثين أن مرد ذلك ناشئ من عدم اعتراف كهنة معبد "أنليل" في نفر، وهو أمر يربطه اولئك الباحثون يعرف ساد ذلك العصر من أن سلطة حكامه كانت مستمدة من الإله "أنليل" بطريق التفويض الإلهي، وهذا أساس نظرية أصل الحكم في حضارة وادي الرافدين في جميع أدوار تأريخها، على أن باحثين آخرين ذهبوا في تعليل ذلك إلى أن كتبة "لجش" في مطلع العصر البابلي القديم، وهو زمن سلالة "ايسن" الذي صدرت فيه آخر نسخة من أثبات الملوك، امتنعوا من تزويد الكتبة الذين تولوا امر جمع تلك الأثبات بالمعلومات الخاصة بأسماء حكام لجش. ويجدر ان نذكر بهذا الصدد أن وثيقة مهمة نشرت حديثاً تتضمن سجلاً بأسماء الحكام في تلك الدولة، ممن عرفت أسماؤهم وأعمالهم من الوثائق الاخرى المكتشفة في لجش في نفسها(4).

قامت في دولة لجش سلالة من الحكام أسسها "أور ــ ناشئة" في عصر فجر السلالات الثالث، لعله في حدود الزمن الذي كانت تحكم في اور سلالتها الاولى التي مر الكلام عليها. ولكن قبل ان يؤسس "أور ــ نانشة" السالف الذكر سلالته الحاكمة بفترة ما تشير الوثائق التي وجدت في لجش إلى ان حكاماً آخرين سبقوه في الحكم في لجش أشهرهم الحاكم المسمى "اينحيكال" (Enkhegal) الذي خلقه سجلاً إدارياً على لوح من الحجر بالأراضي الزراعية التي اشتراها، وما عدا هذا لا يعلم عن خلقائه الذين خلقوه في الحكم.

وجاء اسم حاكم ذكره الملك "ميسلم" باسم "باكال شاكنكر (Lugal shagendur) يحتمل أنه حكم قبل "أور ــ نانشة" بجبل أو جبلين. وتبدأ الاخبار عن دولة لجش بالكثرة والتنوع ابتداء حكم "أور ــ نانشة" وازدادت في عهد خلفائه، وتتضمن السجلات والكتابات التأريخية والآثار الفنية المتنوعة ولا سيما المنحوتات. وكان اللقب الغالب لهؤلاء الحكام لقب الحاكم او ما كان يترجم سابقاً الأمير، بالسومرية "آنسي" (Ensi) ومنه الكلمة البابلية "اشاكو". ولكن عدداً قليلاً من أولئك الحكام اتخذ لقب الملك (لوكال)، وسترد الإشارة إليهم. ويذكر مؤسس هذه السلالة اسم أبيه "كونيدو" الذي لم يتول الحكم. وتدل المآثر الفنية والمعمارية والكتابية على ازدهار هذه الدولة ورخائها. والغالب على سجلات مؤسس السلالة أنها تدون أعماله البنائية ولا سيما تشييد المعابد وتجديدها وبناء أسوار المدينة ونحت التماثيل وإقامة مشاريع الري التي كانت الشغل الشاغل لملوك ذلك العصر وحكامه العصور التالية أيضاً. وبالإضافة إلى مثل هذه الأعمال يستدل من سجلاته أيضاً على نشاط ملحوظ في حقل التجارة الخارجية، حيث يذكر السفن المحملة بالبضائع المختلفة، من بينها الأخشاب والأحجار من تلمون او دلمون (ألبحرين). ولعله بسط حمايته على مدينة "اور" كما يستدل من المسلة الصغيرة المنحوتة من حجر الغرانيت التي وجدت في أور وفيها صور مشوهة وبقية من كتابة تذكر اسمه(5). ومن آثاره التي يجدر التنويه بها القطع الفنية المنحوتة بالنحت البارز وقد مثل في بعضها هذا الملك يحيط به أفراد عائلته وحاشيته وموظفو بلاطه مع ذكر أسمائهم وألقابهم. وتظهر على أسلوب النحت والنقوش الكتابية مسحة القدم.

خلف" أور ــ نانشة" ابنه " آكورــ كال" (Akurgal) الذي لا نعرف عنه شيئاً سوى اسمه وصورته المنقوشين في منحوتات أبيه التي نوهنا بها، عل ى أنه ججاءنا من عهد ابنه الذي خلقه المسمى "اياناتم" (Eannatum) جملة مآثر فنية وسجلات مدونة، ومنها يمكن الاستنتاج ان دولة لجش بلغت في عهده من الازدهار واتساع السلطة درجة بحيث إنها بسطت نفوذها على جميع بلاد

سومر، او كما يقو لهذا الحاكم في كتاباته حصل على "ملوكية سومر" (Nam – lugal – Ki- en- gi). وإلى ذلك اتخذ لقب "ملك كيش"، وهو اللقب الذي سبق أن ذكرنا أنه كان يرمز إلى اتساع السلطة السياسية في عرف ذلك الزمان. وبعد أن وطد "اياناتم" سلطانه في داخل بلاد سومر مد فتوحاته مدى أبعد، حيث استولى على دويلة مدينة "ماري" وعلى بلاد "سوبارتو" (Subar) وهي التسمية التي سبق ذكرها أنها كانت تطلق على بلاد آشور، كما سجل انتصاره في بلاد عيلام(6).

______________

(1) حول تأريخ المقبرة والآراء المختلفة عنها راجع خلاصة ذلك في:

W. Ehrich, Chronologies in Old World Archaeology (1965), 162ff.

(2) حول القبور المكتشفة في كيش انظر:

Watolin, Excavations at Kish, IV, (1934).

وعن مقبرة سوسة راجع:

De Mecquenem, Memoire de la Mission Archeologique de perse ANET, P. 51.

 (3) المصدر السابق نفسه.

(4) حول هذه الوثيقة انظر:

CAH, I, chap, Iv, 19, 40ff, part2, chap. XIII, 115.

(5) انظر: CAH, I, part 2, (1971), 117.

(6) حول النصوص الخاصة بالملك "اياناتم" وغيره من حكام لجش، راجع:

Thereau – Dangin, SAK. Barton, RISA.

Lambert in RA, (1926), 23ff. Kramer, the Sumerians.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).